– الدفء سيطغى على أشهر الخريف مع توقع أيام ممطرة وباردة لكن محدودة وبوتيرة قد تكون متطرفة وبأحجام وكميات ضخمة
– تفاقم ظاهرة الجفاف والفيضانات: التقلبات الحادة والمتطرفة
– مخاطر على الملاحة البحرية
– تقلبات الخريف قد تزيد من مخاطر موجات جديدة لوباء كورونا
– الزراعة والملاحة قد تكون مصحوبة بكثير من التهديدات المناخية خلال هذا الخريف
– السياحة قد تمتد الى فصل الخريف في العالم العربي
الكويت، 3 سبتمبر 2022 (csrgulf): فترات الحرارة قد تطول أكثر من المعتاد خلال فصل الخريف مع احتمال توقع أيام باردة وأخرى ممطرة لكن بوتيرة متقلبة ومتقطعة ومتطرفة أحيانا. حيث أن أغلب الدول العربية على موعد مع فترات هطول أمطار غزيرة محتملة مع مخاطر سيول وفيضانات مرجحة بسبب استمرار تأثيرات ظاهرة النينيا المناخية للموسم الثالث على التوالي. لكن في المقابل هناك بعض الإيجابيات تتمثل في تقلص متوقع للطلب على التدفئة خلال الخريف وزيادة الاقبال على الأنشطة السياحية بسبب امتداد فترات الحرارة لأوقات أطول من المعتاد وهو ما قد يعزز نشاط المخيمات في بعض الدول، لكن الآثار السلبية المحتملة تتمثل في توقع طوابير من المرضى على مراكز الوقاية الصحية بسبب زيادة مخاطر التعرض لأعراض فيروسية محتملة جراء التقلبات الحادة للطقس وصعوبات التأقلم معه.
وتظهر اتجاهات معدلات الرطوبة ارتفاعاً قياسياً في أغلب الدول العربية منذ النصف الثاني لفصل الصيف المنصرم مع امتداده خلال النصف الأول من فصل الخريف. وهو ما يعكس زيادة الحرارة المتراكمة المحبوسة في الغلاف الجوي نتيجة بلوغ غازات الاحتباس الحراري مستويات غير مسبوقة. نتيجة ذلك، تزيد التوقعات بفرص أكبر لهطول الأمطار الغزيرة المدمرة، وهي المخاطر التي قد تواجهها أغلب الدول العربية في المشرق والمغرب مع تواتر محتمل أكثر في منطقة المغرب العربي.
في حين قد تواجه دول الشرق الأوسط والخليج موجات محدودة من الأمطار الغزيرة بسبب ارتفاع مستمر متوقع لمتوسط الحرارة والجفاف خلال النصف الأول من فصل الخريف مع ترقب لنشاط قوي للرياح والعواصف، وهو تغير مناخي قد تهدد تداعياته مجالات الزراعة والملاحة ويزيد من فرص ظهور الأمراض الفيروسية المعدية.
وتكشف توقعات المركز (CSRGULF) لحالة المناخ المحتملة خلال هذا الخريف، احتمالا قوياً لاستمرار درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير عادي في النصف الأول من الخريف خاصة في دول الخليج، مع ترجيحات بأن يتراوح متوسط الحرارة بين 32 الى 38 درجة، وفي بعض الأحيان خلال شهر سبتمبر قد تتعدى ذروة الحرارة عتبة 40 درجة خاصة في دول مثل الكويت والعراق والسعودية والامارات.
خريف أكثر دفئاً واضطراباً
خريف هذا العام قد يكون أكثر دفئاً واضطراباً من الأعوام الماضية لكنه قد لا يختلف كثيرا عن خريف العام الماضي على مستوى توقع استمرار الجفاف وطول فترات الحرارة وتذبذب نشاط الرياح، لكن قد تتخلله ظواهر مناخية متطرفة مصحوبة بمخاطر عالية. توقع تسارع تقلب درجات الحرارة بين الارتفاع والانخفاض يصنف بين أكثر مسببات زيادة التعرض المحتمل للإصابة بفيروسات موسمية أبرزها الانفلوانزا وفيروس كورونا بمتحوراته المختلفة. وهو ما يستدعي السلطات الصحية في أغلب الدول العربية لتوخي الحيطة والحذر وتوفير مستلزمات الوقاية في حال تسجيل موجات جديدة من متحورات فيروس كورونا المستجد covid 19، فضلاً عن حاجة ملحة لتعزيز سلامة البنية التحتية في المدن والقرى الأكثر هشاشة في العالم العربي وتحديدا على مستوى دعم قدرة مقاومة السيول والأمطار الغزيرة والفيضانات. حيث أن أعمال الصيانة للطرقات والجسور وشبكات الصرف الصحي تبدو ضرورية لتقليص الأضرار والحد من تعرض السكان لتهديدات الظواهر المناخية المتطرفة والتي قد تصبح حتمية.
تحليل المركز للتنبؤات المناخية الدولية والوطنية التي تشمل اتجاهات الطقس في العالم والمناطق العربية بناء على دراسة تحديث توقعات الأرصاد الجوية التي تصدرها مراكز ومؤسسات رصد الظواهر المناخية في العالم، يرجح أن تواجه أغلب الدول العربية في مناطق الخليج والشرق الأوسط والمغرب العربي فصل خريف يحمل معه تقلبات مناخية شديدة محتملة بعضها قد يكون غير مسبوق في عدد من المناطق بسبب استمرار تأثيرات ظاهرة النينيا للعام الثالث على التوالي، وهو ما قد يعرض ألاف السكان للخطر خاصة القاطنين في المناطق الساحلية والمدن والقرى ذات البنى التحتية الهشة.
التقلبات المتوقعة تبررها موجات الحرارة القياسية التي شهدها فصل الصيف مع إمكانية امتدادها خلال فترات أطول من المعتاد خلال فصل الخريف وخاصة النصف الأول منه، مع ترجيح انخفاض متقطع للحرارة يصبح ملحوظاً مع بداية شهر نوفمبر. وقد يتخلل موسم الخريف زيادة رصد لظواهر مناخية محتملة قد تضرب بعنف عدة مناطق عربية ملحقة بذلك أضرار محتملة على مستوى البنى التحتية بشكل أساسي. ومن أبرز هذه الظواهر المرجحة احتمال رصد زيادة نشاط العواصف وهطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات مع إمكانية ارتفاع ذروة الحرارة وتسجيل مرجح لنسب عالية للرطوبة خاصة في المناطق الساحلية.
ومن غير المستبعد أن تؤثر ظاهرة النينيا العنيدة على حالة الطقس في الوطن العربي خلال فصلي الخريف والشتاء وذلك من خلال توقع غزارة الأمطار في مناطق المغرب العربي مع انخفاض مرتقب لدرجات الحرارة في فترات محدودة. في المقابل من المتوقع أن ترتفع الحرارة وتقل الأمطار في أجزاء واسعة من الشرق الأوسط والخليج العربي.
ويعني ذلك أن موسمي الخريف والشتاء المقبلين سيختلفان قليلاً عن المواسم السابقة من حيث توزيع الأمطار. حيث يتوقع أن تكون الأمطار غزيرة في أجزاء من دول المغرب العربي كتونس والمغرب والجزائر، فيما تكون أقل من المعدل في أجزاء واسعة من منطقة الخليج العربي. في الآن نفسه، يتوقع أن تكون درجات الحرارة أعلى من معدلاتها العامة وخاصة في مناطق الشرق الأوسط والخليج العربي مع احتمال تسجيل بعض الفترات الباردة القوية خاصة في وسط فصل الشتاء كما حدث قبل سنوات قليلة[1].
تأثيرات ظاهرة النينينا على المناخ
تقول وكالة الأرصاد الجوية إن الطقس المتوقع في الخريف يرجع إلى ظاهرة النينيا، التي تشتهر بطقس أكثر رطوبة من المعتاد في شمال غرب المحيط الهادئ، مما يؤدي لاحقًا إلى تشكيل حالة الطقس. وترجح الوكالة أنه ثمة احتمال كبير بأن ظاهرة النينيا الحالية، التي أثرت على أنماط درجات الحرارة والهطول وتسببت في تفاقم الجفاف والفيضانات في أجزاء مختلفة من العالم، ستستمر حتى الخريف والشتاء المقبلين وفقاً لتحديث جديد من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
بل وتشير بعض التنبؤات الطويلة الأمد إلى احتمالية استمرار ظاهرة النينيا حتى عام 2023. وإذا كان الأمر كذلك، فلن تكون سوى “موجة ثالثة لظاهرة النينيا” (استمرار ظروف النينيا لثلاثة فصول شتاء متتالية لنصف الكرة الشمالي) منذ عام 1950، وذلك وفقاً للمنظمة (WMO).
وتشير ظاهرة النينيا إلى انخفاض درجات حرارة سطح المحيطات على نطاق واسع في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب تغيرات في دوران الغلاف الجوي المداري، مثل الرياح والضغط وهطول الأمطار. وعادة ما تكون لها آثار عكسية على الطقس والمناخ، على غرار ظاهرة النينيو، وهي المرحلة الدافئة لما يسمى بظاهرة التذبذب الجنوبي (ENSO) [2].
ويحمل الجفاف المرصود في عدة مناطق في العالم بما في ذلك المناطق العربية بصمات ظاهرة النينيا، حيث لا يتم استبعاد هطول الأمطار فوق المعدل المتوسط مع تنبؤات بتفاقم ظواهر الطقس والمناخ المتطرفة، والتي تؤثر على أنماط هطول الأمطار ونشاط العواصف والأعاصير[3].
على الرغم من تأثير التبريد لهذه الظاهرة المناخية الطبيعية، فمن المتوقع أن تكون درجات الحرارة في أجزاء عديدة من العالم أعلى من المتوسط بسبب الحرارة المتراكمة المحبوسة في الغلاف الجوي نتيجة بلوغ غازات الاحتباس الحراري مستويات غير مسبوقة.
ومن المرجح، وفقاً لمعظم النماذج، أن تتراوح شدة ظاهرة النينيا بين ضعيفة ومعتدلة. ومع ذلك، قد تتضرر القطاعات الشديدة التأثر بالمناخ مثل الزراعة والصحة والموارد المائية والملاحة وإدارة الكوارث. وتتوقع المنظمة (WMO) أن تستنزف ظواهر الطقس المتطرفة واستمرار جائحة فيروس كورونا قدرة البلدان الضعيفة على الصمود[4].
شبح الجفاف والسيول يهدد دول الخليج والشرق الأوسط
يتوقع بعض الخبراء هطول الأمطار فوق المعدل الطبيعي خلال هذا الخريف مع احتمال تسجيل أيام باردة وملبدة بالغيوم[5]. lما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط والخليج، تشير تقديرات الأرصاد الى امتداد فترات الحرارة والرطوبة المرتفعة الى غاية منتصف أكتوبر[6]، وتسجيل تحسن طفيف وتدريجي في درجات الحرارة مع المنتصف الثاني مع هيمنة الطقس الحار والجاف مع احتمال زيادة نشاط العواصف وأمطار غزيرة متفرقة محدودة قد تتحول بعضها الى سيول وفيضانات. لكن قد يكون النصف الثاني من فصل الخريف أكثر برودة من خريف العام الماضي أو لا يختلف عنه.
ويرجح تحليل المركز، أن احتمالات تسجيل ظواهر مناخية قياسية قد تكون محدودة زمنياً لكن قد ترافقها مخاطر عالية تتهدد حياة الناس والبنى التحتية وذلك جراء التعرض خاصة للعواصف والسيول والفيضانات المحتملة لكن بتواتر زمني محدود. وما قد يزيد من درجة التهديد وجود ملايين الأشخاص في الدول العربية يقطنون مناطقا ساحلية أو في مدن مكتظة تعاني من ضعف جودة البنى التحتية ومحدودية إجراءات الأمان والسلامة، وهو ما يستدعي الحكومات العربية الى رفع قدرات الإنقاذ والحماية من الكوارث وتعزيز الاستعداد الاستباقي لتنفيذ خطط طوارئ لمواجهة المخاطر المحتملة خاصة السيول والفيضانات.
أنماط مناخية شاذة
توقعات الخريف لعام 2022 تظهر النظرة الأولى على موسم الطقس المتوقع أن يسجل أنماط مناخية شاذة[7]. هذه الأنماط مسؤولة عنها ظاهرة La Nina التي تدخل عامها الثالث وتسببت في تركز الحالات الشاذة الباردة بشكل أكبر على مناطق وسط المحيط الهادئ. ونتيجة ذلك، تُظهر أحدث التوقعات احتمالات اضطرابات في تدفق الغلاف الجوي[8]. يمكن أن تؤدي ظاهرة النينيا الطويلة إلى تفاقم الكوارث المرتبطة خاصة بمخاطر الفيضانات في جميع أنحاء العالم.[9]
يتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن ظاهرة النينيا الجوية من المرجح أن تستمر حتى العام المقبل، مما يطيل أمد ظروف الجفاف المدمرة في القرن الأفريقي خاصة. وقد قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن جميع الأحداث المناخية قد تزيد من معاناة ملايين الأشخاص من الجوع الحاد بسبب أربع سنوات متتالية من عدم هطول الأمطار بشكل كافي. وتخشى منظمات دولية من تصاعد خطر حقيقي بسبب فشل محتمل لموسم الأمطار خلال أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول)[10]. وآثار ذلك قد تكون تدميرية على قطاع الزراعة خاصة.
2022 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
المراجع:
[1] Wedad Al-Saudi, This is how the impact of La Niña will be on the Arab world, 04-26-2016, https://www.arabiaweather.com/ar/content/%D{7%D{3%D8%B0%D8%A7-D8] %B3%d9%8A%d9%83%d9%88%d9%86-%d8%aa%d8%a3%d8%ab9%d9%8A%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9 %86%D8%B7%D8%B7%D8%B7%D8%B7%D8%B9%D8%B9%D8%B7%D8%B9%D8%B9%D8%B9%D8%B9%D8%B9%D8%B9%D8%D8%A7%Day,D8%A7%Day of 83%D8%A7%Directly @D8%A7%DaughterDabular Hair Removal %86-D8%A7%D8%B9%D8%B1%D8%A8%
[2] A stubborn La Niña continues, June 2022, https://public.wmo.int/ar/media/%D8%A8%D{A%D8%A7%D{6-%D8%B5%D8%AD%D9% 81%Donyma/%D8%B8%D8%A7%D8%B1%D8%A98%D8%A7%Dinstagram 8%D8%A78%D8%A7%D8%D8%B9%D8%D8%A%D8%D8%D8%D8%D8%A%D8%A%D8%D8%D8%D8%Of%D8%D8a,Daughter Of A Hairdresser 85%D8%B1%D8%A9
[3] A stubborn La Niña continues, June 2022, https://public.wmo.int/ar/media/%D8%A8%D{A%D8%A7%D{6-%D8%B5%D8%AD%D9% 81%Donyma/%D8%B8%D8%A7%D8%B1%D8%A98%D8%A7%Dinstagram 8%D8%A78%D8%A7%D8%D8%B9%D8%D8%A%D8%D8%D8%D8%D8%A%D8%A%D8%D8%D8%D8%Of%D8%D8a,Daughter Of A Hairdresser 85%D8%B1%D8%A9
[4] ظاهرة النينيا الجديدة تؤثر في درجات الحرارة ومعدلات الهطول – ولكن ليس في تغيّر المناخ، نوفمبر 2021 https://public.wmo.int/ar/media/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B5%D8%AD%D9%81%D9%8A/%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AA%D8%A4%D8%AB%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%B9%D8%AF%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%B7%D9%88%D9%84-%E2%80%93-%D9%88%D9%84%D9%83%D9%86-%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%91%D8%B1
[5] WMO Global Seasonal Climate Update (GSCU) for SON 2022, https://www.wmolc.org/gscuBoard/view/Global%20Seasonal%20Climate%20Update?idx=30&no=50&start=0&search=&key=&page=1
[6] September Weather in the Middle East – 2022, wintersunexpert, https://www.wintersunexpert.com/september-weather-in-the-middle-east/
[7] ENSO Forecast, August 2022 Quick Look, Published: August 19, 2022, A monthly summary of the status of El Niño, La Niña, and the Southern Oscillation, or ENSO, based on the NINO3.4 index (120-170W, 5S-5N), Columbia university, https://iri.columbia.edu/our-expertise/climate/forecasts/enso/current/
[8] Andrej Flis, ENSO Weather: The strange La Nina will endure into the Cold Season. But how will it impact the weather as we head for the seasonal pattern change?, 21/07/2022, https://www.severe-weather.eu/long-range-2/enso-weather-la-nina-update-cold-season-influence-usa-europe-fa/
[9] Ethan Freedman, La Nina: Rare ‘triple-dip’ likely for first time this century, bringing greater global drought risk, independent, 31 august, https://www.independent.co.uk/climate-change/news/la-nina-drought-california-africa-b2156099.html
[10] Lisa Schlein, Prolonged La Niña Likely to Worsen Drought in Horn of Africa, June 11, 2022, https://www.voanews.com/a/prolonged-la-ni%C3%B1a-likely-to-worsen-drought-in-horn-of-africa/6614144.html