الكويت، 23 نوفمبر 2021 (csrgulf): تعتبر فاتورة الواردات الغذائية للدول العربية هي الأكبر في العالم، حيث تمثل 13.6 في المائة من إجمالي واردات السلع في المنطقة. تعتمد معظم البلدان العربية على توريد أكثر من متوسط 40 في المائة من احتياجاتها من واردات الحبوب. مصر، على وجه الخصوص، هي أكبر مستورد للقمح في العالم، في حين أن السودان هو الأقل اعتمادًا على واردات الحبوب، حيث يستورد 26 بالمائة فقط من احتياجاته. تمثل واردات المنطقة العربية نحو 20 في المائة من اجمالي واردات القمح في جميع أنحاء العالم، اذ تمثل مصر والجزائر وحدهما 10 في المائة[1].
وضمن دراسة حول التطور المقلق لمؤشر الجوع والفقر في العالم العربي وارتباطه بالأمن والاستقرار أعدها مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf)، فبحلول عام 2030، سيكون صافي واردات القمح في المنطقة ضعف كمية التوريد الإقليمي، وواردات اللحوم والتي تبلغ حاليًا حوالي 4.1 مليون طن سترتفع إلى حوالي 6 مليون طن نتيجة لسوء إدارة المياه، واستنزاف المياه الجوفية، حيث يتجاوز ما لا يقل عن 30 في المائة من استهلاك المياه الحالي حدود الاستدامة[2].
وحسب ملخص دراسة للدكتور صلاح شعير حول أزمة الغذاء بالوطن العربي وسبل النهوض بالاقتصاد الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي[3]، فقد زادت التحذيرات الدولية من أزمة غذاء بالوطن العربي مبررة ذلك بارتفاع الطلب على الغذاء مستقبلاً وخاصة في ظل تراجع الإنتاج الزراعي بسبب التغيرات المناخية، والنمو السكاني المتوقع وخاصة أن عدد السكان بالوطن العربي على الأرجح أن يرتفع من 436 مليون نسمة عام 2020 إلى 792 مليون نسمة عام 2050.
ورغم أن الوطن العربي يحقق الاكتفاء الذاتي في بعض السلع الزراعية مثل الخضر والفواكه، والأسماك، إلا أنه يعاني من عجز نسبي في بعض السلع الأخرى خاصة القمح. ورغم أن مجالات الاكتفاء الذاتي محدودة وخاصة في إنتاج الخضروات والفواكه والتمور، والأسماك، إلا أن العرب في مجال الحبوب لم ينتجوا سوى 51.88 مليون طن منها، مقابل استهلاك نحو 118.45 مليون طن عام 2018، وهذا يعني أن العرب يستوردون نحو 66.57 مليون طن وبنسبة 56.2 % من حجم استهلاكهم من الحبوب، مع نظرة مقلقة للمستقبل وخاصة في ظل تدهور الإنتاج الزراعي.
ويتسبب النقص في الغذاء في زيادة نسبة العجز بالميزان التجاري للسلع الزراعية، حيث يزيد متوسط نصيب الواردات الغذائية عن الصادرات الغذائية نحو 200%، وهذا يهدد فكرة الاكتفاء الذاتي بالوطن العربي.
ورغم الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة العربية، وخاصة في كل من مصر، والسودان ودول المغرب العربي، ودول مجلس التعاون الخليجي إلا أن آثار نقص الإنتاج الزراعي على صحة الأطفال والكبار، وتدهور التغذية، علاوة على خطر المجاعات الحالية ببعض البلدان، والمجاعات المستقبلية المتوقعة.
2021 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
الهوامش:
[1] Edoardo Borgomeo, Towards a new generation of policies and investments in agricultural water in the Arab region: fertile ground for innovation, Technical Report · April 2019, file:///C:/Users/IMED/Downloads/ca4445en.pdf
[2] Edoardo Borgomeo, Towards a new generation of policies and investments in agricultural water in the Arab region: fertile ground for innovation, Technical Report · April 2019, file:///C:/Users/IMED/Downloads/ca4445en.pdf
[3] صلاح شعير، أزمة الغذاء بالوطن العربي وسبل النهوض بالاقتصاد الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، 2021، ملخص بحثي مرسل لمركز csrgulf.