الكويت، 3 أكتوبر 2021 (csrgulf): تتجه الكويت لمواجهة مخاطر تقلبات مناخية مفاجئة مثلها مثل بقية دول الخليج، وقد تمثل الأمطار الغزيرة والأعاصير والسيول احدى اهم هذه المخاطر الطبيعية التي قد تسهم في زيادة تعرض المساكن والأنشطة التجارية والاستثمارية على السواحل لخطر الفيضانات. ومن غير المستبعد ان يتغير نمط المناخ في فصلي الخريف والشتاء الى الابد في منطقة الشرق الأوسط.
وحسب دراسة استشرافية لتوقعات المخاطر، فان معالم الكويت اليوم قد تتغير خلال 40 عاماً من الآن إذا حافظت التغيرات المناخية على حدة وتيرة تسارعها. التوقعات تنبأ بإمكانية زيادة تعرض المناطق الساحلية أكثر من غيرها لتداعيات الاحتباس الحراري في ظل تسجيل ارتفاع سنوي لمتوسط درجات الحرارة في فصلي الصيف والخريف والذي قد ينجر عنه زيادة منسوب البحار.
حسب رصد للمركز فان بوادر تأثر عدد من المناطق بتغيرات محتملة للمناخ، تدعو بشكل مقلق للسيطرة على زيادة انتاج الكويت سنوياً لانبعاثات غازات الدفيئة[1] المسببة للاحتباس الحراري مع ضرورة حتمية لحماية موارد البيئة.
وتتعرض البلاد منذ سنوات لارتفاع قياسي لمستوى آثار الاحتباس الحراري[2]، حيث باتت أرض الكويت وأجوائها تسجل زيادة متوسط ذروة درجات الحرارة القصوى من 47 الى نحو 50 درجة مئوية في الصيف[3]. بلوغ هذه المستويات المرتفعة من حرارة الجو والأرض تنبأ بزيادة رصد تقلبات مناخية عنيفة خلال نهاية فصلي الخريف والشتاء، وقد تكون الأمطار والسيول والفيضانات والأعاصير أحد مظاهرها[4].
وتضررت بيئة الكويت بزيادة انبعاث الغازات الكربونية المتسببة فيها أنشطة صناعية وسكانية تنتج غازات ملوثة. كما تقع الكويت بين أكثر منطقتين انتاجاً للغازات الكربونية في العالم بالنظر الى السعودية وإيران وهما من كبار منتجي النفط عالمياً[5]. وهذا ما يضاعف زيادة تعرض البلاد لتداعيات الانبعاثات غازات الدفيئة المنتجة في المنطقة. ويمثل تحدي مضاعفة التشجير بين أهم الحلول الموصى بها مع زيادة تفادي إقامة المشاريع الحيوية على مسافة قريبة جدا من السواحل.
وتواجه الكويت في غياب استثمارات كبيرة في التكيف مع التغيرات المناخية احتمالات مواجهة نحو 600 ألف كويتي لخطر الفيضانات بسبب توقع ارتفاع مستوى سطح البحر بين عامي 2070 و2100[6]. وهو ما يدفع لتوقع حركة نزوح كبيرة من مناطق ساحلية الى مناطق داخلية بسبب المخاوف من الأعاصير وارتفاع منسوب البحار تحت التأثيرات المتراكمة بعيدة المدى لظاهرة الاحتباس الحراري.
وترجح توقعات حكومية رسمية بأن تتأثر جزيرة بوبيان بشدة بارتفاع مستوى سطح البحر، حيث قد تغمر المياه ما يقرب من نصف الجزيرة في أعلى سيناريو لارتفاع مستوى سطح البحر. فقط الجزء الأعلى من الأرض في الجزء الداخلي من الجزيرة ستكون مرئية بحلول نهاية هذا القرن. ومن المتوقع أيضًا أن تتأثر المناطق الساحلية على طول خليج الكويت بشكل سلبي نتيجة ارتفاع متوقع لمنسوب مياه البحار، وخاصة الساحل الغربي بالقرب من ميناء الدوحة والأحياء المكتظة بالسكان حول مدينة الكويت[7].
ومالم تنجح الكويت في السيطرة على اختلالات نموذج التنمية المستنزف للموارد الطبيعية والقائم على أنشطة ملوثة والاتجاه بشكل أكبر للاقتصاد الأخضر الصديق للبيئة، فقد تكون مثل هذه التوقعات حقيقة تواجهها البلاد خلال أربعة عقود من الآن على أقل تقدير.
2021 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
المراجع:
[1] The facts institute, CO2 emissions by country – ranked, https://www.factsinstitute.com/ranking/co2-emissions-by-country-capita/
[2] SUSTAINABILITY, NATURAL CAPITAL AND CLIMATE CHANGE IN KUWAIT, LSE Middle East Centre Paper Series | 28 | December 2019 LSE Middle East Centre Kuwait Programme Paper Series | 12 | July 2021, http://eprints.lse.ac.uk/110972/1/Sustainability_Natural_Capital_and_Climate_Change_in_Kuwait.pdf
[3] The earth is too hot in 2021, and the temperature in Kuwait exceeds 70 degrees. Has Hawking’s prediction come true?, ocotber 2021, https://min.news/en/news/4fd5d6cb731e5f84666d4be522c2a602.html
[4] Ahmed Hassan, Jasem A Albanai, Modeling and Managing Flash Flood Hazards in the State of Kuwait, Preprint · July 2021, DOI: 10.20944/preprints202107.0011.v1, file:///C:/Users/IMED/Downloads/preprints202107.0011.v1%20(1).pdf
[5] Global carbon world Data, http://www.globalcarbonatlas.org/en/CO2-emissions
[6] WHO, CLIMATE AND HEALTH COUNTRY PROFILE – 2015
[7] Kuwait Environment Public Authority, Kuwait’s First Biennial Update Report to the Secretariat of the United Nations Framework Convention on Climate Change (UNFCCC), sep 2019, https://unfccc.int/sites/default/files/resource/State%20of%20Kuwait%20-%20BUR.pdf