الكويت، 26 سبتمبر 2021 (csrgulf): لأول مرة منذ نحو 14 عاماً زاد التواجد العسكري الأمريكي بمنطقة المغرب العربي خاصة في المملكة المغربية وتونس، حيث باتت المنطقة برمتها وجهة تفرض نفسها في خارطة اعادة انتشار الجيش الأمريكي في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالنظر لاستمرار التهديدات في ليبيا وعدم استقرار العلاقات بين المغرب والجزائر والتحولات السياسية الكبرى الحاصلة في دول المغرب العربي فضلاً عن تراجع التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول المغرب العربي في مجالات مختلفة أبرزها الاقتصاد.
وتسعى واشنطن لاختراق ثغرة خلّفها تراجع التعاون المغاربي الأوروبي خاصة على مستوى التجاري وملاء فراغ تسعى الصين بشكل أساسي لسده من خلال زيادة الانفتاح على دول المغرب العربي. ويحفز تراجع حصة ورادات الاتحاد الأوروبي خاصة من كل من المغرب وتونس[1] تراجع الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول المغرب العربي وهو ما سمح بظهور رغبة معلنة من دول مغاربية لتوطيد تحالفات جديدة خارج المظلة الأوروبية وهو ما مكن في النهاية من وجود فرصة متاحة تسعى واشنطن لاقتناصها لرفع المصالح الأمريكية على حساب المصالح الأوروبية في هذه المنطقة.
وقد زادت الولايات المتحدة عدد القوات القارة التي تحتفظ بها في دول المغرب العربي بغض النظر عن إحصاء القوات المؤقتة والمنتشرة ضمن مهمات خاصة والتي لا يمكن حصر عددها. ففي حين انسحبت جميع القوات الأمريكية من ليبيا حيث تراجع عددها من 9 أفراد عسكريين في 2017 الى انسحاب كامل لكل الجنود في 2021[2]، زاد في المقابل نشر قوات قارة في المغرب التي ارتفعت من 22 في 2016 الى نحو 32 عسكريا[3]. في تونس تضاعف عدد القوات الأمريكية بنحو ثلاث مرات حيث ارتفع عدد القوات المتمركزة في تونس من 8 عسكريين في 2016 الى 24 عسكرياً في 2021[4]. ولا توجد معلومات عن موقع تمركز هذه القوات لكن هناك بعض التقارير تبرر زيادة دعم أمن السفارة الأمريكية بجنود من قوات المارينز القارين نتيجة لتعرض السفارة الى أكثر من اعتداء إرهابي. في الجزائر تضاعف عدد القوات الأمريكية من 6 الى 12 عنصرا[5] قد يكونوا ضمن القوات العاملة داخل السفارة، لكن ما من بيانات دقيقة حول ذلك. أما في موريتانيا ارتفع عدد الجنود القارين من 3 من عناصر في 2016 الى 13 عسكرياً في 2021[6]. ويصل بذلك حجم التواجد العسكري القار بمنطقة المغرب الى نحو 81 عسكري بصقة قارة ثلثهم في المغرب.
هذه الزيادة وان كانت لا تدل على حجم قوات كبير بالمقارنة مع منطقة الخليج، الا أنها مؤشر يعكس اتجاه الولايات المتحدة لتعزيز حضورها في المغرب العربي لحماية مصالحها هناك، وأيضا من أجل التنافس مع قوى دولية كثيرة على النفوذ في هذه المنطقة. ونظرا للتهديدات المحدقة بمنطقة المغرب العربي بالنظر لمخاطر الإرهاب وزيادة التدخل الأجنبي في الصراع الليبي وتفاقم التوتر بين المغرب والجزائر والقلق حول مصير التجربة الديمقراطية في تونس بعد اجراءات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية التي علّقت جزئيا الدستور تنظر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى منطقة المغرب العربي باعتبارها مجالًا يمكن التركيز عليه لممارسة المزيد من الاستقلالية في صياغة سياسات جديدة تدعم قيم الديمقراطية والحكم الرشيد في المنطقة العربية[7]. ولا تستبعد تحليلات لمؤشرات تغير سياسات الولايات المتحدة في العالم العربي إمكانية وساطة أمريكية لإعداد تسوية مغاربية جزائرية من أجل السلام الدائم في المنطقة وبهدف تسهيل ظروف استكمال تطبيع بقية دول المغرب العرب يمع اسرائيل وهو مسار تدعمه الإدارة الأمريكية بما فيها دارة بايدن.
منطقة المغرب العربي جبهة توتر جديدة محتملة بين الولايات المتحدة وأوروبا على النفوذ؟
من المرجح أن يحتدم التنافس المحموم بين الولايات المتحدة ودول أوروبية في المقدمة وفي درجة ثانية الصين وروسيا على مصالح استراتيجية في دول المغرب الغربي الغنية مثل دول الخليج بالطاقة وأيضا بموارد أخرى.
ومن غير المستبعد أن تتحول منطقة المغرب العربي لجبهة تصعيد التصادم الأمريكي الأوروبي على النفوذ خاصة في ليبيا وتونس والمغرب. حيث تعتبر فرنسا على سبيل المثال هذه الدول الثلاث شركاء تاريخيين يربطها بهم تعاون تفاضلي في إشارة لتبعية اقتصادية وثقافية بين فرنسا وتونس والمغرب خاصة، أما ليبيا فشريكتها الاستراتيجية الأوروبية التاريخية الى جانب فرنسا تبقى إيطاليا.
ويتوقع المركز أن أي محاولة لتقليص النفوذ الأوروبي والفرنسي تحديدا في دول المغرب الغربي قد ينتج مؤشر تصدع في العلاقات الفرنسية الأمريكية بعد توترها على خلفية تفضيل أستراليا لعقد شراكة مع الولايات المتحدة وبريطانيا لاقتناء غواصات تعمل بالدفع النووي، وإلغاء صفقة ضخمة أبرمتها في 2016 مع فرنسا لشراء غواصات تقليدية، وما اعتبرته فرنسا أمر مؤسف من أستراليا والولايات المتحدة استوجب استدعاء سفيريها من واشنطن وأستراليا للتشاور.
زيادة حدة التوتر في المغرب العربي وراء تعزيز القوات الأمريكية في المنطقة المغاربية: بين الفرضية والواقع
رغم أن التواجد العسكري الدائم في منطقة المغرب العربي يستمر محدودا رغم الزيادة المعلنة في عدد القوات القارة في دول المغرب العربي خاصة المغرب وتونس تبقي أغلب دول المغرب العربي تعاونها الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة سرياً[8]. ويبدو أن التصعيد السياسي والديبلوماسي بين الجزائر والمغرب بعد تراكمات خلافات لسنوات طويلة قد يمهد لزيادة تبرير واشنطن تعزيز حضورها العسكري في المنطقة.
ولعلّ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء الغربية[9] والاعتراف بحق الشعب الصحراوي دعماً للمغرب من أجل التطبيع مع إسرائيل في بداية العام الجاري في آخر فترة عهدة إدارة ترامب، مثّل نقطة تحوّل في تعمق أزمة العلاقات بين الجزائر والمغرب والتي تمحورت منذ عقود حول خلاف على حق السيادة على الصحراء الغربية، وانتهى الى اتخاذ الجزائر اجراءات صادمة تعد بزيادة التوتر بين البلدين.
وكان المجلس الأعلى للأمن الجزائري قرر إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، وذلك بعد أقل من شهر على قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.[10] ففي 24 من أغسطس قطعت الجزائر علاقاتها الثنائية المتدنية بالفعل مع المغرب، معلنة أن هذا يرجع إلى اتهام المغرب بالتورط في حرائق الغابات التي اجتاحت منطقة القبائل الجزائرية في وقت سابق من ذلك الشهر[11].
لكن هذا الشهر، وصلت التوترات بين الجزائر والمغرب إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ سنوات، رغم أن المواجهة العسكرية الشاملة لا تزال غير مرجحة. فقد زادت الحكومتان من وجودهما العسكري على طول الحدود. وكانت الجزائر حذرت من احتمال المضي في تصعيد خلافها مع المغرب وتتخذ المزيد من الخطوات بعد قطع العلاقات وإغلاق الأجواء[12]. وبينما تظل احتمالات نشوب نزاع مسلح منخفضة، فإن التوتر المتزايد يوفر لكل منهما ما يكفي من الاثارة لصرف الانتباه الشعبي عن القضايا الداخلية الأكثر خطورة[13].
تقارب أميركا من دول المغرب العربي يبرره تنافس عالمي على المنطقة وليبيا تحديدا
تعتبر المغرب وتونس بين أكثر دول المغرب العربي تعاوناً مع الولايات المتحدة. وقد خاض البلدان أكثر من ثلاث مناورات عسكرية في 2021 فقط لعل أبرزها أضخم مناورة عسكرية أمريكية أفريقية مشتركة سميت بـ”الأسد الأفريقي” أجريت في المغرب وتونس والسنغال في 17 من يونيو الماضي حيث شهدت مشاركة نحو 7800 عسكري أمريكي وتونسي ومغربي وسنغالي ومن 5 دول أفريقية أخرى. وتوطدت العلاقات العسكرية بين كل من المغرب وتونس والولايات المتحدة. حيث زاد عدد عمليات التدريب العسكري لتعزيز جاهزية القوات الأمريكية والحليفة لها في المنطقة مع وضع أسس لعلاقات عسكرية مستدامة ومنتجة.
ورغم عدم وجود قواعد عسكرية دائمة بالمغرب العربي، سعت وزارة الدفاع الأمريكية منذ العام الماضي من خلال زيارة قام وزير الدفاع السابق مارك اسبر في عهد إدارة ترامب الى ثلاث دول مغاربية، سعت الى عرض خارطة طريق لتعزيز التعاون الدفاعي بين كل من أميركا والمغرب وتونس والجزائر خلال العشر سنوات المقبلة. وأثمرت الزيارة عن توقيع إسبر ووزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، خارطة طريق للتعاون الدفاعي في الرباط، ترسم التعاون بين البلدين حتى عام 2030[14].ولا تزال بذلك المملكة المغربية، الشريك الأقوى للولايات المتحدة على مستوى منطقة المغرب العربي من خلال المناورات وبرامج التدريب والمبيعات العسكرية الخارجية والتعاون في مكافحة الإرهاب.
من جهة أخرى، يقلق نمو التعاون العسكري الموسّع بين الصين والمغرب بشكل خاص صانعي السياسة الأمريكيين. فالمغرب، حليف رئيسي للولايات المتحدة من خارج الناتو، يشتري الجزء الأكبر من أسلحته من السوق الأمريكية، ويقوم البلدان بإجراء مناورات عسكرية مشتركة سنوياً. لكن على الرغم من العلاقات القوية بين الولايات المتحدة والمغرب، تسعى الصين بنشاط لتوسيع حضورها العسكري في منطقة شمال افريقيا عبر مبادرات تعاون عسكري مع الرباط. وقد وقع المغرب عدة اتفاقيات ثنائية مع الصين، بما في ذلك شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة والمصالح[15].
هذا السعي الصيني لزيادة نفوذها في المغرب تستبقه واشنطن من خلال زيادة عرض التعاون مع المغرب في مجالات متقدمة كأن تلعب الإدارة الأمريكية دورا هاما في تحكيم الصراع المغرب الجزائري وتفادي حصول احتمال صراع بين البلدين بعد احتدام الخلاف جراء سياسات متناقضة تسلكها كل من المغرب والجزائر.
على صعيد متصل، حدث تطور لافت في العام الماضي في العلاقة العسكرية الأمريكية مع الجزائر التي تزعم واشنطن أنها تحسنت بشكل ملحوظ بعد زيارة اسبر لها العام الماضي. فنظرا لعدم استقرار التعاون بين الجزائر وشريكتها الاستراتيجية وتذمر الحكومة من محدودية الاستفادة من العلاقة التفاضلية دون جدوى، تدخلت واشنطن لتعزيز رغبة الجزائريين لتحسين العلاقات المشتركة على أساس مصالح متبادلة، لكن يبقى مسار في بدايته وقد يواجه عثرات كثيرة. ومنذ نهاية 2020، سعى البيت الأبيض لخرق التوازنات في المغرب العربي ساعيا لدفع الجزائر لتفضيل التعاون مع الولايات المتحدة على حساب روسيا والصين. لكن الجزائر أبقت سياستها الخارجية راسخة محافظة على شراكتها الاستراتيجية مع الصين وروسيا.
عموماً تلخصت دوافع أميركا المعلنة للتقارب مع دول المغرب العربي في هدف محاربة تهديدات المنظمات الإرهابية المنتشرة في أفريقيا وفي ليبيا تحديدا[16] وضمنياً تمثلت في محاصرة تمدد النفوذ الصيني والأوروبي والروسي في المنطقة. وقد تعزز التعاون بشكل كبير بين الولايات المتحدة وتونس في السنوات الأخيرة الماضية وبات التونسيون شركاء أقوياء في القتال ضد داعش في ليبيا. كما تمثل تونس على وجه الخصوص شريكًا حاسمًا في منع روسيا من إنشاء قدرات دائمة بعيدة المدى على الحدود التونسية الليبية.
فعلى مدى سنوات، سعت روسيا إلى الانضمام للجهات الفاعلة في الصراع الليبي. في عام 2016، بدأ الدعم الروسي لصالح المشير خليفة حفتر وقواته المسلحة العربية الليبية. بدأت روسيا بإنتاج العملة الليبية (دينار) لصالح المصارف في شرق ليبيا لاستخدامها، وبهذه الطريقة خلقت نظامًا ماليًا موازيًا للنظام الذي تسيطر عليه الحكومة المعترف بها دوليًا ومقرها طرابلس. في السنوات الثلاث الماضية، أصدرت روسيا ما يعادل أكثر من 7.7 مليار دولار قيمة العملة الليبية الجديدة[17].
وبسبب بيئة المغرب العربي السياسية المتغيرة وخاصة في ليبيا، تستمر المنافسة بين القوى العظمى على النفوذ في المنطقة المغاربية، حيث تواجه الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين تدخلات متكررة من قبل أطراف ثالثة تعتبر تهديدًا لاستقرار المنطقة. فإلى جانب مراقبة أنشطة تركيا، تراقب واشنطن بقلق التحركات الدبلوماسية والأنشطة العسكرية التي تقوم بها روسيا خاصة في ليبيا. ومع ذلك، تشير الدلائل الأخيرة إلى أن القيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) تعمل بالفعل مع شركاء محددين لتعزيز التعاون العسكري ومواجهة التقدم الذي أحرزته موسكو مؤخرًا في المنطقة[18].
2021 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
الهوامش:
[1] Anja Zorob, Advancing economic and social rights in the EuroMed region, Analysing the economic and financial relations between the European Union and the South Mediterranean Countries, Publisher: EuroMed Rights, January 2017, ISBN: 978-87-92990-57-0, https://www.euromedrights.org/wp-content/uploads/2017/01/Ecosoc-2-Analysis-EN.pdf
[2] Official US military platform, DoD Personnel, Workforce Reports & Publications, https://dwp.dmdc.osd.mil/dwp/app/dod-data-reports/workforce-reports
[3] Official US military platform, DoD Personnel, Workforce Reports & Publications, https://dwp.dmdc.osd.mil/dwp/app/dod-data-reports/workforce-reports
[4] Official US military platform, DoD Personnel, Workforce Reports & Publications, https://dwp.dmdc.osd.mil/dwp/app/dod-data-reports/workforce-reports
[5] Official US military platform, DoD Personnel, Workforce Reports & Publications, https://dwp.dmdc.osd.mil/dwp/app/dod-data-reports/workforce-reports
[6] Official US military platform, DoD Personnel, Workforce Reports & Publications, https://dwp.dmdc.osd.mil/dwp/app/dod-data-reports/workforce-reports
[7] Salim Abdullah al-Haj, Biden in the Maghreb: An Opportunity to Support Change, Feb 9, 2021, washingtoninstitute, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/biden-maghreb-opportunity-support-change
[8] Lilia Blaise, Why the U.S. and Tunisia Keep Their Cooperation Secret, 2019, https://www.nytimes.com/2019/03/02/world/africa/us-tunisia-terrorism.html
[9] United States Recognizes Morocco’s Sovereignty Over Western Sahara, State Diplomatic and Consular Relations Information
American Journal of International Law , Volume 115 , Issue 2 , April 2021 , pp. 318 – 323, DOI: https://doi.org/10.1017/ajil.2021, Published by Cambridge University Press for The American Society of International Law
[10] Reuters, Algeria closes airspace to Moroccan aviation as dispute deepens, September 23, 2021, https://www.reuters.com/world/africa/algeria-closes-airspace-moroccan-aviation-2021-09-22/
[11] Intissar Fakir, What’s driving the escalating tensions between Algeria and Morocco?, September 1, 2021, https://www.mei.edu/publications/whats-driving-escalating-tensions-between-algeria-and-morocco
[12] Amar Belani, the Foreign Ministry official responsible for Maghreb countries told Reuters, 24 sep 2021
[13] Intissar Fakir, What’s driving the escalating tensions between Algeria and Morocco?, September 1, 2021, https://www.mei.edu/publications/whats-driving-escalating-tensions-between-algeria-and-morocco
[14] UNITED STATES AFRICA COMMAND (USAFRICOM) Reports database, 2021, https://www.africom.mil/about-the-command/2021-posture-statement-to-congress
[15] SARAH YERKES, THOMAS HILL, A New Strategy for U.S. Engagement in North Africa: A Report of the North Africa Working Group, UNITED STATES INSTITUTE OF PEACE, FEBRUARY 23, 2021, https://carnegieendowment.org/2021/02/23/new-strategy-for-u.s.-engagement-in-north-africa-report-of-north-africa-working-group-pub-83926
[16] UNITED STATES AFRICA COMMAND (USAFRICOM) Reports database, 2021, https://www.africom.mil/about-the-command/2021-posture-statement-to-congress
[17] SARAH YERKES, THOMAS HILL, A New Strategy for U.S. Engagement in North Africa: A Report of the North Africa Working Group, UNITED STATES INSTITUTE OF PEACE, FEBRUARY 23, 2021, https://carnegieendowment.org/2021/02/23/new-strategy-for-u.s.-engagement-in-north-africa-report-of-north-africa-working-group-pub-83926
[18] NATO defense college foundation, AFRICOM cements its strategy in the Maghreb, 27 September 2020, https://www.natofoundation.org/maghreb/africom-strategy-maghreb-profazio/