الكويت، 17 مايو 2020 (csrgulf): الأرياف أو المناطق الريفية والبادية والمزارع في العالم والدول العربية قد تشهد اقبالاً على السكن فيها أكثر من أي وقت مضى وخاصة تلك القريبة من المدن والمراكز الحضرية. اذ ستزيد فرص تنمية المناطق الريفية بفضل توقع زيادة الاقبال على الاستثمار السكني فيها خاصة من طبقة الأثرياء والطبقات المتوسطة، حيث ترجح التوقعات نمو ظاهرة الهجرة العكسية من المدن الى الأرياف بدافع الهروب من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية التي حذرت منظمة الصحة العالمية من استمرار مخاطرها المستقبلية على غرار احتمال تجدد موجات أخرى من وباء كورونا وتهديدها خاصة للتجمعات السكانية الكثيفة في المناطق الحضرية خلال السنوات المقبلة على عكس سكان المناطق الريفية.
وحسب رصد تحليلي لمركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf) فان ما يدفع البعض في حقيقة الأمر الى التفكير في الانتقال سريعاً للسكن في مناطق ريفية هو تحقيق التباعد الاجتماعي وتقليص خطر الاختلاط بالكثافة السكانية المتركزة في المدن، اذ صنفت المناطق والمراكز الحضرية كأكثر المناطق تضررا بعدوى وباء فيروس كورنا المستجد حيث تزيد فرص انشار العدوى بزيادة الكثافة السكانية التي تتقلص بشكل تدريجي كلما تم الابتعاد عن العواصم والمدن وصولاً الى الأرياف التي تتميز بكثافة سكانية متدنية وفرص أكبر للتباعد الاجتماعي بفضل توفر المساحات، وهو ما قد يبرر موجة طلب على تملك أراضي في مناطق ريفية في المستقبل القريب واعتبارها كملاذ سكني آمن في المرحلة المقبلة في مقابل تراجع محتمل للإقبال على تملك عقارات في المدن الكبرى والأكثر اكتظاظا.
ومن المرجح أن يتسبب الخوف من الإصابة بموجات جديدة من العدوى في زيادة تنمية المناطق الريفية خاصة على مستوى البنى التحتية والمرافق حيث يتوفر فرص التباعد الاجتماعي. كما قد تستفيد بذلك نسبة كبيرة من المناطق الريفية في العالم في حال تسارع ظاهرة الانتقال الى الأرياف في تنمية جهات تعتبر مهمشة خاصة على مستوى حرمانها من المرافق والبنى التحتية. كما سيعزز ذلك تنمية مشاريع وخدمات بالإضافة الى توقع تضاعف تحسن التنمية الزراعية والإنتاج الفلاحي (BIO) حيث سيكون عليه طلب متنامي خلال السنوات المقبلة أكثر من أي منتج غذائي آخر.
المصدر: مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf)
تعليقات 4