الكويت، 8 مايو 2020 (csrgulf): قد تودع البشرية في السنوات المقبلة تهديدا خطيرا متأتي من أمراض وفيروسات قاتلة تركت بدون علاج ولعل أبرزها أمراض السرطان. اذ قد تحفز فرص تطوير علاج مناعي جديد لهزيمة فيروس كورونا المستجد اكتشافات جديدة لعلاج أمراض أخرى مثل الأورام السرطانية.
وقد حولت جائحة الفيروس التاجي انتباه العالم إلى جهاز المناعة، وهو قوة دفاع الجسم ضد البكتيريا والفيروسات والكائنات الحية المسببة للأمراض باللمس أو الابتلاع أو الاستنشاق كل يوم.
ويبدو أن السباق المحموم لإنقاذ البشرية من الوباء واكتشاف علاج لفيروس كورونا المستجد (covid 19) سيسرع في المستقبل القريب وتيرة اكتشافات طبية جديدة لعلاج أمراض خطيرة. اذ استفاد علماء من نتائج بعض الدراسات العلمية حول تطوير لقاح للفيروس، وألهم بعضهم البحث في امكانية علاج جذري للورم السرطاني بنفس مبدأ علاج كورونا بالاعتماد على العلاج المناعي أو علاج الجسم لنفسه بنفسه من خلال حقن الجسم بخلايا مناعية لتفرز أجسام مضادة تقضي على الورم تحاكي طريقة القضاء على الفيروس.
وحسب تحليل لمركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf) استنادا إلى المنشورات العلمية الشاملة من جميع أنحاء العالم، فان الجانب الإيجابي في وباء كورونا يتمثل في تسارع متوقع لوتيرة الاكتشافات الطبية على المدى القريب قد يشمل أمراضاً وفيروسات كانت في الماضي مستعصية وبدون علاج وذلك بفضل انتباه واستنفار العالم للاستثمار في الصحة والأبحاث العلمية، فضلاً عن خوض العلماء أكبر تحدي وتنافس منذ نصف قرن لفهم تفاعلات الجسم وجهازه المناعي وطريقة حمايته من الفيروسات الخبيثة في فترة قياسية. وهو ما قد يمهد لتحفيز أبحاث دولية قد تقود الى حلول علاجية كثيرة وتطوير صناعيات دوائية جديدة.
وحيث أكدت دراسات سابقة أن مرض السرطان بكل أنواعه سيعتمد علاجه في المستقبل على جهاز المناعة، من المرجح أن يتقلص احتمال وفيات أجيال المستقبل بسبب هذا المرض إذا نجحت الأبحاث الثورية التي من المتوقع أن تتضاعف وتيرتها بفضل توقع نمو الاستثمارات في البحوث والاكتشافات الطبية والأدوية في المستقبل القريب.
القاسم المشترك بين فيروس كورونا والورم السرطاني
الفيروس أو الورم، أمراض دخيلة على جسم الانسان وتفتك بجهاز المناعة في أول تفاعلاتها دخل الجسم، وقد تؤدي الى نسبة كبيرة من الوفاة ان لم يتم استئصالها ومحاربتها. وقد اهتدت بعض الأبحاث العلمية في الآونة الأخيرة بفضل طفرة تاريخية غير مسبوقة في الأبحاث والدراسات المخبرية عن الفيروسات تبررها سعي الدول والمخابر للظفر بسبق اكتشاف أول لقاح ينقذ البشرية من الوباء، اهتدت الى إمكانية سرعة الوصول الى علاج للورم السرطاني من خلال الخلايا المناعية التي تحارب الأجسام الدخيلة المضرة.
وقد حفزت المنافسة الشرسة بين دول العالم لاكتشاف علاج لفيروس كورونا المستجد الباب أمام مشاركة باحثين وعلماء في البحث عن تطوير العلاج المناعي الواعد ومتعدد التخصصات.
واهتدى بحث جديد الى تصميم علاج يمكن أن يساعد في تحفيز الخلايا المناعية لقتل السرطان ويساعد أيضًا في إصلاح العظام والأنسجة التي تضررت من الأورام، وهي تقنية تبشر بالخير في تمكين العلاج للعديد من السرطانات والأمراض الأخرى التي يمكن أن تستفيد من وقف نمو الورم وتعزيز إصلاح العظام[1]“. وقد تمكن باحثون من رصد تكتيك مخادع تستخدمه الخلايا السرطانية باستخدام أحد البروتينات، وهو ما وفر فرصة لتطوير علاج مناعي جديد باستخدام نفس الطريقة لهزيمة المرض الخبيث. وبحسب دورية علمية سويسرية متخصصة، فإن الاستفادة من الخلايا المناعية بالشكل الأمثل قادرة على مكافحة السرطان تماما مقل فيروس كرورنا لكن مع اختلاف الوظائف.
وبينت دراسات علمية أن وفيات بمرض كورونا أثبتت أن الفيروس قد لا يكون بالضرورة السبب الرئيس لارتفاع نسبة الوفاة بالفيروس خاصة الوفيات الفجائية، حيث أن اضطراب عمل جهاز المناعة لدى البعض ينجم عنه رد فعل مفرط ومدمر للخلايا المناعية يسمى بعاصفة السيتوكين. وعاصفة السيتوكين يمكن أن تكون نتيجة رد فعل مناعي مفرط. والسيتوكينات هي جزيئات ذات إشارات كيميائية توجه استجابة مناعية صحية يخبرون الخلايا المناعية لمهاجمة الجزيئات الفيروسية في الجسم. ولكن في بعض الأشخاص، ينتشرهذا الرنين في حالة فرط السوائل وتبدأ الخلايا المناعية في مهاجمة الأنسجة السليمة أيضًا. وأدى ذلك الى زيادة الاهتمام بالباحث في وظائف جهاز المناعة وإمكانية السيطرة على وظيفته في تدفق الخلايا المناعية لمحاربة الاجسام الضارة الدخيلة.
وقد قدم العلماء الخلايا المناعية على أنها الجيش الشخصي للجسم الذي يعمل من المستوى الخلوي إلى المستوى الكلي. تلعب كل خلية وجزيء وأنسجة وأعضاء في هذا الجيش دورًا حيويًا في درء مسببات الأمراض، كما تساعد في الحماية من تهديدات الأورام الدخيلة مثل السرطان. ويحتوي نظام المناعي في الجسم على نوعين من الاستجابة: فطري ومتكيف[2]. وأظهرت نتائج أولية لأبحاث أخرى يقوم بها باحثون ايطاليون لتجارب اللقاح أن الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي في الإنسان والكائنات الحية تمكنه من الاحتفاظ بالقدرة على مهاجمة الفيروسات التي يستهدفها. وبنفس مسار الأبحاث، دخلت إسرائيل السباق من أجل الظفر بلقاح للفيروس بطريقة انتاج الاجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي والتحكم في ردة فعله بحيث لا تكون له ارتدادات عكسية. وبذلك فان كل المتنافسين المتقدمين في البحث ما يزالون في مرحلة التجارب السريرية قبل الإعلان عن العلاج النهائي الذي تطوق اليه البشرية.
هل تكون إسرائيل منقذ البشرية؟
بينما لم تسجل أي مساهمات عربية ضمن السباق العالمي على مستوى أبحاث أو منشورات علمية لاكتشاف علاج لفيروس كورونا، تقدمت إسرائيل بأكثر من بحث متقدم لأجل اكتشاف لقاح لمرضى covid 19.
وقد اهتدى مختبر إسرائيلي الى إمكانية حقن المرضى بخلايا مناعية لها قوة تجديدية. من خلال حث الخلايا التائية التنظيمية الطبيعية للجهاز المناعي بهدف تنظيم استجابته للعدوى والتحكم في فرط نشاطه[3].
وقد سارعت وزارة الدفاع الإسرائيلية الى الاعلان عن توصل المعهد الإسرائيلي للأبحاث البيولوجية، من تحديد جسم مضاد يحيد فيروس كورونا المستجد. والجسم المضاد أحادي النسيلة وجديد ومصفى، ويحتوي على نسبة منخفضة بشكل استثنائي من البروتينات الضارة، وقادر على تحييد فيروس كورونا، حيث يهاجم الفيروس ويمكنه القضاء عليه.
المصدر: مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf)
الهوامش:
[1] Purdue University, Cancer scientists aim to use protein power to stop tumor growth, Sciences Daily, April 7, 2020, https://www.sciencedaily.com/releases/2020/04/200407131431.htm
[2] Phil Cain, How does your immune system work?, Wrforum, 07 Apr 2020, https://www.weforum.org/agenda/2020/04/immune-system-fight-off-disease-coronavirus-covid19-pandemic/
[3] Sciences Business, Regenerating the body’s healing mechanisms for COVID-19 patients, 07 May 2020, regenerating-bodys-healing-mechanisms-covid-19-patients