(CSRGULF)، 13يناير 2025: لم يبقى في منطقة الشرق الأوسط من يعادي صراحة أميركا وإسرائيل بقدر معاداة إيران واليمن بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والضربة الموجعة التي تلقاها حزب الله في لبنان والدمار الذي تعرضت له بنية المقاومة الاسلامية حماس في قطاع غزة.
وبعد أن استهدفت إسرائيل أسلحة حركات المقاومة حماس وحزب الله والنظام السوري، بقيت تلب آبيب متخوفة من ترسانة إيران الصاروخية السرية. وهو ما يدعوها لزيادة الضغط على ادارة ترامب لاتخاذ قرار سريع بضرب إيران بعد يوم التنصيب في العشرين من يناير الجاري. لكن لا يمكن التنبؤ بموقف ترمب النهائي ازاء التعامل مع إيران، لكن تبرز مؤشرات على احتمال تصعيد ضد إيران من خلال التدقيق في بعض أعضاء فريق إدارة ترمب المتعصبين لإسرائيل والمجرمين للمقاومة والمؤيدين لشيطنة إيران.
وحتى هذا اليوم يبقى الانتظار سيد الموقف. وهو ما دعى إسرائيل لتعليق حذر للتصعيد ضد طهران ودول الجوار. لكن في أثناء توقف عمليات إسرائيل خارج قطاع غزة مؤقتا والتي كانت تقوم بتنفيذ استراتيجية قطف الرؤوس وضرب ترسانة المقاومة في المنطقة بأسرها، يخيم صمت رهيب قبيل تنصيب الرئيس المنتخب ترمب ازاء التعامل مع إيران. وهذا الصمت، يخفي ورائه خطة تحاك بين الأميركيين والإسرائيليين قد ترى النور قريبا مع بداية عهدة ترامب.
بحسب مصادر صحيفتي تايمز أوف اسرائيل وول ستريت جورنال، فالخطة هدفها حسم التهديد الإيراني نهائيا، وتمهيد الأرضية المثالية لاكتمال صفقة القرن التي ظهرت للعلن في ولاية ترامب الأولى. وحتى تكتمل صفقة القرن التي تفترض اتفاقا تاريخيا للسلام بين الدول الاسلامية والعربية مع إسرائيل يسعى ترمب للاحتفاء بانجازه، لم يبقى أمام خطته سوى التخلص من عقبة الموقف الإيراني واليمني المتشدد ضد التعايش والتطبيع مع إسرائيل.
بالنسبة لإيران، قد يدعم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ضربة إسرائيلية أو يأمر بضربة عسكرية أمريكية ضد منشآت نووية إيرانية، ولكن هناك تكهنات بأن فريق ترمب قد يحاول التوصل إلى اتفاق نووي جديد أولاً. وقد يفرض شروطه بقوة أم يستعمل سياسة الضغط وحافة الهاوية بزيادة العقوبات على إيران. خاصة أنه يشعر برغبة الانتقام من طهران بعد تقارير استخباراتية حملة إيران مسؤولية محاولة اغتيال ترامب.
وبحسب معلومات موقع تايمز أوف اسرائيل، فقد قد تضرب إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية إذا فشلت الحلول الدبلوماسية، وخاصة وسط إشارات التصعيد الصاروخي الإيراني ودعم حليفها اليمني بالوكالة.
لكن بالنسبة للموقف الإيراني، فهو يتسم بالبراغماتية والميل لعقد صفقة مربحة مع ترمب. حيث تعرب طهران عن استعدادها للمحادثات النووية لكنها تحذر من الانتقام الشديد ضد أي ضربات عسكرية تستهدفها، بما في ذلك الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.
ويضغط الأوروبيون (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة) على احياء الاتفاق النووي الايراني لعام 2015 أجل التوصل إلى قرار، ويهددون بفرض عقوبات سريعة ضد طهران في حين مواجهتهم تهديدًا مضادًا من إيران بإنهاء عمليات التفتيش التي يشاركون فيها. كما قد يقترن أي اتفاق مع إيران بإنهاء طهران دعمها للحوثيين وغيرهم من الحلفاء الإقليميين.
وكاستنتاج عام، تبرز مخاوف حقيقية من أن تؤدي ضربة إسرائيلية أو أميركية استباقية لإيران أو انهيار المحادثات حول الاتفاق النووي إلى إشعال صراع إقليمي أكبر في منطقة الخليح والشرق الأوسط. حيث قد تظطر طهران لردود انتقامية.
2025 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF