رصد وتحليل:
19 أكتوبر 2024 (Csrgulf): احتمال غير مستبعد لخطة اسرائيلية لاغتيال شخصية مهمة ومؤثرة في إيران. حيث يظهر استنتاج لأحدث تصريحات وتحركات المسؤولين الاسرائيليين، أن اسرائيل تجهز لعملية كبرى داخل إيران. وقد اقترب وقت تنفيذها. وتلمح تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لذلك.
فبعد أن روجت اسرائيل مرارا لاستهداف منشآت حساسة داخل إيران كالمنشآت النفطية أو النووية، وهو ما استبعدته تقارير أخيرة بضغط أميركي، بقي بنك الأهداف الإسرائيلية يقتصر على تنفيذ عملية اغتيال كبرى، أو ضرب مخابئ الأسلحة والصواريخ السرية داخل إيران.
لكن يبدو أن فرضية محاولة الاغتيال قد تكون واردة أكثر. حيث بدأت فرضية الاغتيال تتشكل لتكون كرد اسرائيلي محتمل على محاولة اغتيال نتنياهو المزعومة التي سارعت اسرائيل باتهام إيران وحزب الله بالوقوف ورائها. محاولة اغتيال نتنياهو كانت بواسطة مسيرة زعم ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي أنها أطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر منزل نتنياهو في قيساريا. ليتوعد نتنياهو سريعاً بالرد متهما حلفاء إيران وفي مقدمتهم حزب الله حيث اتهمه بارتكاب خطأ فادح، سبق ذلك، اتهام استخباراتي للجيش الاسرائيلي يروج لدور مزعوم لايران في محاولة اغتيال نتنياهو في منزله بواسطة طائرة بدون طيار، رغم تكرار نفي ايران القاطع أي مسؤولية لها بالمسيرة، وتصريحها أيضا، بأن حزب الله وليست هي، من أطلق المسيرة.
ويبدو أن الاتهام الاسرائيلي يسعى لتوريط إيران بأي شكل من الأشكال، أمام الرأي العام الدولي بتلفيق اتهام خطير ضدها، وهو ما قد يمثل الغطاء المثالي، الذي تبحث عنه تل آبيب، للتبرير مسبقا لعمل عدواني ضخم يستهدف شخصية وازنة في إيران أو جنوب لبنان أو ضرب مصالح حيوية إيرانية أبرزها مصانع المسيرات الحربية أو منصات اطلاقها التي ترعب الكيان الصهيوني.
وتراهن إسرائيل أن اتهام طهران بمحاولة اغتيال نتنياهو قد يكون ذريعة جيدة لتسويق مظلمة الكيان الصهيوني الزائفة للعالم والتباكي بتضخيم التهديد الايراني كتهديد وجودي لإسرائيل. وهو ترويج، يتقاطع مع اتهام أميركي سابق لإيران بمحاولة مزعومة لاغتيال المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب وهو ما نفته طهران بشدة. وبلا شك، يؤشر اصرار إسرائيل على شيطنة إيران وتضخيم خطرها، على أن توقيت الرد الاسرائيلي بات قريبا جدا.
وهذا التطور في الأحداث يؤشر إلى أن خطة الانتقام الاسرائيلي للرد على الهجمات الصاروخية الايرانية على تل آبيب، باتت جاهزة، وتستهدف توجيه ضربة مؤلمة ونوعية لايران، تغير من مسار الحرب، سواء ضد شخصية قيادية أو مصالح حيوية خاصة مخابئ أو مصانع الصواريخ والمسيرات. لكن إيران قد تفاجئ إسرائيل أيضا. حيث أنها تستعد لكل الاحتمالات.
في سياق آخر، تؤشر حملات ادانة إيران وشيطنتها التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي دلالة على التحضير النفسي للغرب لعملية نوعية تسوق فيها إسرائيل لعدالة انتقامها وضمانها الدعم والتعاطف الأميركي والغربي وكسب الضغط الدولي لقطع الطريق أمام إيران للرد لاحقاً.
ومن خلال التخطيط لعملية حاسمة في إيران، يبدو أن العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل عقب عملية طوفان الأقصى في أكتوبر العام الماضي، تشارف على نهايتها، لكن بشرط احداث مفاجأة تغير المعادلة وتحدث الفوضى في المنطقة وتألب الشعوب على الأنظمة الداعمة للمقاومة كما سعت لذلك آلة الدعاية الصهوينية في لبنان والعراق علنيا.
وتبين من خلال رصد منصات الاعلام الصهيونية محاولة اثارة الفتنة بين الطوائف في العراق ولبنان بشكل متعمد لاغراق الدول التي تدعم المقاومة في فوضى داخلية، وتحميل حركات المقاومة مسؤولية الدمار والخراب والموت الحاصل.
علاوة على ذلك، يؤشر اغتيال قائد ورئيس حركة المقاومة الاسلامية “حماس” يحي السنوار والذي بات أيقونة للشجاعة وملهما للمقاومة، يؤشر على تمهيد نتنياهو الطريق لتسريع بداية نهاية العملية العسكرية الاسرائيلية المكلفة جدا قبل الانتخابات الأميركية. والترويج لتحقيق أهداف غير محسومة في الحقيقة، حيث تسعى حكومة نتنياهو لحسم أغلب الأهداف العسركية في لبنان وإيران والرهان على تشتت الراي العام الدولي وانشغاله المؤثرين في القرار الأميركي والعالمي بالسباق الرئاسي المحتدم على البيت الأبيض في السادس من نوفمبر المقبل.