الكويت، 17 فبراير 2023 ( csrgulf): تصعيد إسرائيلي جديد يبحث عن كيفية استفزاز ايران باي شكل من الأشكال واستدراجها للمواجهة المباشرة. وهذه المرة عبر تخريب متعمد لشبكة نقل الغاز داخل المحافظات الإيرانية. تأكيد تورط إسرائيل هذه المرة لم يأتي فقط من الحرس الثوري الإيراني بل من مسؤولين غربيين كشفوا حسب تقرير لنيويورك تايمز أن إسرائيل كانت وراء الهجمات التخريبية السرية على خطوط أنابيب الغاز الرئيسية. وبارتكاب هذا التخريب عمدا، فان ذلك يمثل خطوة تصعيد جديدة لحرب الظل بين إسرائيل وإيران. فأي خطأ في سوء التقدير قد يكلف إيران كثيرا. الا ان سياسة ضبط النفس الإيرانية قد لا تصمد طويلا، حيث تسعى طهران للدفاع عن امنها القومي باعتماد تكتيكاتها المعروفة أبرزها المباغتة عبر اختيار المكان والزمان غير المتوقعين للانتقام. وحتى هذا التكيتك قابل للتغير حسب بنك الاهداف الاسرائيلية.
وبزيادة استهداف مصالح إيران في الداخل، يبدو أن إسرائيل تلعب بالنار متجاوزة كل الخطوط الحمر مصرة على تنفيذ رغبة جامحة لتوسيع رقعة الحرب واثارة الفوضى واستدراج إيران باي شكل من الاشكال للمواجهة المباشرة مع الحلفاء الغرب.
وفي ظل خروج إسرائيل عن سيطرة أميركا في ردة فعلها على عملية طوفان الأقصى كما اعترف بذلك الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه، فان كل سيناريوهات الفوضى مفتوحة. مع وجود رهان اسرائيلي على استغلال الاستقطاب الانتخابي داخل أميركا لصالحها والاستفادة من كسب تعاطف اللوبي اليهودي الأميركي السياسي والاقتصادي حيث لديه نفوذ كبير على ضمان فرص النجاح للمتسابقين نحو البيت الأبيض. وبالتالي ضمان تأييد أكبر من المتنافسين على الرئاسة بما فيهم الرئيس الحالي جو بايدن الذي يسعى لتجديد انتخابه.
إسرائيل بانحرافها بعيدا عن مسار الاتفاق مع واشنطن والغرب منذ أكتوبر الماضي في انحسار عمليتها العسكرية في غزة، تعمل على توسيع المواجهات في الحدود اللبنانية واستهداف المناطق الحدودية مع سوريا وزيادة توسيع رقعة الدمار في المناطق الفلسطينية، في ظل اتباع نهج الأرض المحروقة معتمدة التكتيك الحربي السوفياتي الروسي القديم.
كما ان تحريض إسرائيل لحلفائها وخاصة الولايات المتحدة على ضرب مجموعات المقاومة في الشرق الأوسط خاصة جماعية أنصار الله الحوثي يندرج ضمن استنزاف ممنهج لاستئصال البنية التحتية للمقاومة في العالم العربي وتمهيدا لدعم أرضية جديدة لاتفاق سلام جديد ببنود جديدة قد تنسف حتى تلك التي شكلت اساس اتفاقيات تاريخية على غرار كامب ديفيد واوسلو وغيرها.
حيث تراهن إسرائيل على فرض واقع جديد لدول الجوار وخاصة دول الطوق لتقبل استيعاب المهاجرين من غزة وتوطينهم قسرا بدفعهم دفعهم الى ذلك رغم تشبث الفلسطينيين بأرضهم.
2024 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF