– البحث عن اليورانيوم والذهب يثير اهتمام الإسرائيليين
– توسيع دائرة التطبيع من اجل تعزيز فضاء المصالح الإسرائيلية في الشرق الأوسط وافريقيا
– سباق روسي إسرائيلي على دعم حميدتي
– إسرائيل تتواصل مع حميدتي عبر الموساد
4 مايو 2023 (csrgulf): حملت زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين برفقة مسؤولين من الاستخبارات الى السودان[1] قبل شهرين من الانقلاب العسكري دلالات على دور محتمل لجهاز المخابرات (الموساد) في مسار تطور أحداث السودان. علاوة على ذلك، تعززت أدوار جهاز المخابرات الإسرائيلي لتحقيق مزيد من النفوذ في الداخل السوداني منذ سنوات واختراق النخب العسكرية.
تشير بعض التقارير الى قيام الموساد منذ سنوات بمهام تجسس مزدوجة في السودان، وذلك سواء عبر منح تقنيات تجسس متطورة للميليشيا العسكرية السودانية الحاكمة[2]، أو القيام على الأرجح بالتجسس على هذه النخب الفاعلة من أجل اختراق مراكز صنع القرار[3]. في المقابل، سعت النخب الحاكمة في السودان للاستفادة من التقارب الإسرائيلي، وذلك من أجل تعزيز مشروعيتها وشعبيتها والتسويق لنجاحها في انقاذ البلاد من العزلة الدولية والعقوبات المفروضة عليها طيلة سنوات والمساهمة في نقلها الى مرحلة الازدهار من خلال بوابة التطبيع مع إسرائيل.
ورغم الدعوات الشعبية لمقاطعة مسار التطبيع مع اسرائيل، لا تأبه النخب السودانية الحاكمة بذلك، في ظل حاجة متنامية لمصادر تمويل ومشاريع تنموية وضمانات دولية تمكن من حصول السودان على قروض. يذكر أن السودان يعتبر من بين أكبر الدول التي تعاني تسارع المديونية وهيمنة شبح الإفلاس وانهيار الدولة[4].
في الأثناء، نجح جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) في اختراق المؤسسات الاقتصادية والأمنية والسياسية في السودان، وزاد نفوذه خاصة منذ الانقلاب العسكري في 2021، والذي تمّ على إثره اعتقال رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، قبل أن يعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء آنذاك.
لكن السباق وراء توسيع النفوذ في السودان لم يقتصر على الموساد، بل سعى جهاز المخابرات الروسية والمؤسسات الحليفة له كمؤسسة “فاغنر” لبسط نفوذه في العمق السوداني عبر تكوين شبكة مصالح تستقطب أكثر قيادات الجيش.
الموساد من يفضل البرهان أم حميدتي؟
في فترة وجيزة، تمكن الموساد خاصة خلال العام الماضي من بناء علاقة مباشرة ووطيدة مع النخبة العسكرية الحاكمة في السودان، وخاصة كل من الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ونائبه (خصمه اليوم) قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي[5]”.
البرهان منذ وصوله للحكم عبر انقلاب عسكري في 2021 أعلن في أكثر من مناسبة عن أهمية العلاقات مع إسرائيل وأهمية تطبيع العلاقات معها[6]. في المقابل، لم يبقى حميدتى مكتوف الأيدي اذ أيد بشدة ترسيخ العلاقات مع إسرائيل، وصرح في أكثر من مناسبة أن “تطبيع العلاقات مع إسرائيل من شأنه أن يفيد السودان”[7].
ولا يبدو أن الموساد يلتزم بموقف الحياد وبمتابعة تطور الأحداث في السودان دون التدخل فيها، بقدر ما يعمل ميدانياً لدعم موقف فريق دون آخر وخاصة من خلال عرض الدعم اللوجيستي والمعلوماتي والاستخباراتي. من خلال رصد التقارير المختلفة، تبيّن أن المخابرات الإسرائيلية قد تكون عملت على التنسيق أكثر منذ سنوات مع حميدتي واعتباره كضامن لتعزيز التقارب السوداني الإسرائيلي.
تقارير أخرى تكشف أنه تحت قيادة المدير السابق للموساد يوسي كوهين، وأيضًا تحت قيادة خليفته، مدير الموساد الحالي ديفيد بارنيا، أدار الموساد علاقات قوية مع الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي. وتعتبر إسرائيل انه من الناحية الفنية، حميدتي هو نائب البرهان وشريكه في الانقلاب على حمدوك. لكن ذلك فقط على المستوى الرسمي. أما في الحقيقة فقد يكون حميدتي هو القوة الحقيقية في السودان لأنه يسيطر على أكبر وأقوى قوة عسكرية تتفوق بكثير على جيش البلاد حسب تقييم الموساد[8].
استفهامات كثيرة طفت على السطح حول تعمد وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين أثناء زيارته الأخيرة للسودان في فبراير الأخير عدم لقاء قائد قوات الدعم السريع حميدتي. لتبرز تكهنات برغبة الإسرائيليين على ما يبدو في ابقاء تقاربهم مع حميدتي سرياً، حيث أنشأ الأخير قناة اتصال خاصة به مع تل أبيب من خلال وكالة المخابرات الإسرائيلية “الموساد”[9].
زيارة كوهين الأخيرة للسودان وزيادة تنسيق الموساد مع حميدتي مؤشرات قد تحمل دلالات كثيرة خاصة أنها تطورات أتت قبل فترة وجيزة من انقلاب قائد قوات الدعم السريع. على سبيل المثال ربطت تقارير إسرائيلية بين الغاية المرجوة من زيارة مسؤولين سياسيين أو من جهاز المخابرات (الموساد) للسودان في 2021 بدور محتمل في الانقلاب العسكري على حمدوك أنذاك. بعض التكهنات تعتقد أن زيارة مسؤولين من الموساد للخرطوم آنذاك لم تأتي من فراغ[10]. وهو ما يزيد من توقع احتمالات تورط الموساد في أحداث السودان الأخيرة.
وفي حين لا تفصح إسرائيل عن طبيعة تقاربها من حميدتي والغاية الحقيقية منه. تشير تقارير إسرائيلية الى أن تقارب أولويات تل آبيب وحميدتي حول مبدأ إرساء حكومة مدنية في أسرع وقت من أجل توقيع اتفاق التطبيع نهاية هذا العام. لكن تجدر الإشارة الى أنه رغم الحرب الدائرة اليوم بين البرهان وحميدتي في الشوارع على السلطة، الا أنهما يشتركان في التنافس المتفاوت على كسب ود إسرائيل وانجاح مسار تطبيع العلاقات، والتي كانت على الأرجح أن تتوج نهاية هذا العام بحفل توقيع الاتفاق في واشنطن[11] لكن إسرائيل اشترطت التوقيع مع سلطة مدنية.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد أكد لدى عودته من السودان منذ شهرين أن إسرائيل تتطلع لتوقيع اتفاق التطبيع مع حكومة سودانية مدنية تشترط ضمان البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني تسليم السلطة للمدنيين بشكل سلمي. هذه الرغبة لا يبدو أنها نالت استحسان البرهان. وبذلك مثلت دعوة حميدتي لتسليم السلطة للمدنيين الذريعة المناسبة للانقلاب على البرهان في ظل تطلعات الرجلين برئاسة البلاد مستقبلاً.
لكن لا يبدو أن إسرائيل تتوافق فقط مع حميدتي حول هدف ضمان تسليم السلطة للمدنيين وعدم تخريب مسار اتفاق التطبيع. فلا تخفي تحليلات إسرائيلية زيادة اهتمام الإسرائيليين أيضاً بالمعادن والثروات الثمينة في السودان وفي مقدمتها اليورانيوم والذهب. علماً أن السودان تمتلك ثالث أكبر احتياطي لليورانيوم في العالم[12]. وهذا ما قد يكون مجالاً للتنسيق حوله مع حميدتي أو البرهان أو مع من سيربح الحرب الدائرة ميدانياً.
تحليلات مختلفة تعتقد أن إسرائيل قد تكون اختارت الوقوف سراً الى جانب حميدتي، حيث تسربت معلومات باهتمام الموساد بتوطيد العلاقة أكثر مع القائد العسكري حميدتي[13]. وتتطلع إسرائيل لشريك قوي يوفر لها القدر الأكبر من المصالح. خاصة أن السياسيين الاسرائيليين مهتمين جدا بالتواجد في السودان استخباراتياً وسياسياً واقتصادياً لما يمثله موقع السودان من أهمية جيوسياسية وعمق حيوي تريد إسرائيل اختراقه لتأمين حاضنة جديدة لتوسع مصالحها ونفوذها في الشرق الأوسط وافريقيا. لكن السباق الدولي على هذا توسيع النفوذ في هذه المناطق بما فيها السودان تتقدمه روسيا.
فقد سعت المخابرات الروسية لزيادة تعزيز التنسيق مع القيادات العسكرية في السودان في ظل زيادة اهتمام موسكو بتعزيز نفوذها ومصالحها. لكن يبدو أن الكرملين يوطد علاقته أكثر مع حميدتي على حساب البرهان. حيث عقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في فبراير الماضي اجتماعات منفصلة مع البرهان قائد القوات المسلحة السودانية من جهة، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي من جهة أخرى. الا أن ثمة اعتقاد يسود وفق بعض التحليلات الأمنية بأن حميدتي له علاقات وثيقة مع موسكو، التي زارها مع بدء الحرب في أوكرانيا ومرتبط أكثر بمؤسسة فاغنر الروسية التي تنسق مع ميليشيا قوات الدعم السريع[14].
هدف إسرائيل من تحقيق مصالحة سودانية
الدور السياسي والديبلوماسي الذي تلعبه إسرائيل اليوم في السودان من أجل تحقيق تهدئة أو هدنة وإقناع الطرفين بالتفاوض جهود ترمي من خلالها لتحقيق انتصار ديبلوماسي يسوق للبروباجندا الإسرائيلية كراعية للسلام في الدول العربية، ولتصبح مبررا لإتمام صفة التطبيع وفتح الباب أمام دول عربية أخرى مجاورة.
وقد زاد اهتمام إسرائيل بالسودان وجيرانها العرب والأفارقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي، حيث لطالما اعتبر صناع السياسة الخارجية في إسرائيل السودان وإثيوبيا ركيزتين أساسيتين فيما يسمى بـ”عقيدة الأطراف”. تم تصميم هذه الاستراتيجية لتقليل ما اعتبرته إسرائيل على أنه الخطر الكامن في دائرتين عربيتين متداخلتين من التهديد: تتألف الدائرة الأولى من دول عربية على خط المواجهة معادية لإسرائيل، في حين أن “دائرة المواجهة الثانية” تتكون من دول أخرى مثل السودان[15].
كما لا تستبعد تحليلات مختلفة أن تنجح إسرائيل في رأب الصدع بين الطرفين لكن مع منح أفضلية لحميدتي مقابل وعود بدعم مالي ومكاسب ومصالح قد تتعهد بها الحكومة الاسرائيلية للسودان خاصة في ظل اهتمام إسرائيلي من القطاع الخاص بالاستثمار في البلاد تحديدا في قطاع الزراعة، بهدف الاستفادة من الثروات الطبيعية وضمان الأمن الغذائي للإسرائيليين[16]. حيث قد تتطلع إسرائيل لاعتبار السودان مزرعة خلفية لغذاء الإسرائيليين.
استكشاف أرضية مناسبة لتعزيز مصالح إسرائيل مهمة قام بها الموساد الذي نجح على ما يبدو خلال السنوات الأخيرة في تكثيف التواصل بين السودانيين والإسرائيليين، مع زيادة النشاط الاستخباري داخل السودان وخاصة في الخرطوم[17]، ومناطق جنوب السودان كدارفور، وذلك من أجل جمع المعلومات والبيانات حول فرص المصالح المتاحة والثروات المتوفرة، وأيضا من أجل تهيئة أرضية مناسبة لضمان توسع التمثيل الإسرائيلي واليهودي، علما أن 250 عائلة يهودية[18] من أصول سودانية اختفت منذ السبعينات من السودان بسبب تدهور الوضع الأمني منذ ذاك الحين، لكن هذه النخب قد تحتفظ بروابط لها في الداخل السوداني، خاصة وأنها من العائلات النافذة في مجال الأعمال والتجارة.
التنسيق الإسرائيلي السوداني شمل أهدافا أخرى مثل تأمين ألاف اليهود الأثيوبيين وتسهيل هجرتهم عبر الحدود السودانية الى اسرائيل[19] بالإضافة الى التعاون المشترك في الحد من هجرة الأفارقة غير الشرعية الى إسرائيل. وبالرغم من عدم وجود مجموعات يهودية كبيرة في السودان أو جالية إسرائيلية[20] يسعى الموساد من خلال تعزيز تموقعه في السودان لضمان دائرة مؤيدين لإسرائيل في الحديقة الخلفية للفضاء الحيوي لمصالحها مع مصر وأثيوبيا بشكل خاص حيث تريد الحكومة العبرية فتح جبهة جديدة في مسار توسع نفوذها في الشرق الأوسط وافريقيا.
2023 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
المراجع:
[1] Ministry of Foreign Affairs, FM Cohen visits Sudan, feb 2023, https://www.gov.il/en/departments/news/fm-cohen-visits-sudan-2-feb-2023
[2] Crofton Black, Tasos Telloglou, Eliza Triantafillou, Omer Benjakob, Flight of the Predator: Jet Linked to Israeli Spyware Tycoon Brings Surveillance Tech From EU to Notorious Sudanese Militia, haaretz, Nov 30, 2022, https://www.haaretz.com/israel-news/security-aviation/2022-11-30/ty-article-magazine/.premium/jet-linked-to-israeli-spyware-tycoon-brings-spy-tech-from-eu-to-notorious-sudanese-militia/00000184-a9f4-dd96-ad8c-ebfcd8330000
[3] JONATHAN BRODER, Israel’s Fingers in Sudan, spytalk, Nov 2021, https://www.spytalk.co/p/israels-fingers-in-sudan
[4] Fighting in Sudan: What you need to know about the crisis Even before the recent clashes, Sudan was facing extreme weather shocks, social and political unrest and rising food prices, April 17, 2023, https://www.rescue.org/article/fighting-sudan-what-you-need-know-about-crisis#:~:text=Sudan%20is%20facing%20a%20multitude,reflects%20very%20rapidly%20growing%20prices
[5] Intelligenceonline, Le Mossad mandaté pour densifier les relations avec Khartoum, may 2022, https://www.intelligenceonline.fr/renseignement-d-etat/2022/05/25/le-mossad-mandate-pour-densifier-les-relations-avec-khartoum,109786476-art
[6] Ministry of Foreign Affairs, FM Cohen visits Sudan, feb 2023, https://www.gov.il/en/departments/news/fm-cohen-visits-sudan-2-feb-2023
[7] Middleeastmonitor, Normalising ties with Israel is of benefit to Sudan, Hemedti says, October 29, 2020, https://www.middleeastmonitor.com/20201029-normalising-ties-with-israel-is-of-benefit-to-sudan-hemedti-says/
[8] YONAH JEREMY BOB, Why was Mossad meeting in Sudan with coup leaders? – analysis, jpost, NOVEMBER 2, 2021, https://www.jpost.com/international/why-was-mossad-meeting-in-sudan-with-coup-leaders-analysis-683825
[9] The New Arab Staff, UAE arranged ‘secret meeting’ between Sudan militia leader and Mossad chief, 21 August, 2020, https://www.newarab.com/news/sudan-commander-met-mossad-chief-secret-meeting
[10] YONAH JEREMY BOB, Why was Mossad meeting in Sudan with coup leaders? – analysis, jpost, NOVEMBER 2, 2021, https://www.jpost.com/international/why-was-mossad-meeting-in-sudan-with-coup-leaders-analysis-683825
[11] Hadas Gold, Israel and Sudan finalize text of peace agreement, says Israeli foreign minister, CNN, February 2, 2023, https://edition.cnn.com/2023/02/02/middleeast/sudan-israel-relations-intl-afr/index.html
[12] Abdelmajid A. Adam a, Mohamed Ahmed H. Eltayeb b, Omar B. Ibrahim, Uranium recovery from Uro area phosphate ore, Nuba Mountains, Sudan, Arabian Journal of Chemistry, Volume 7, Issue 5, November 2014, Pages 758-769, https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S1878535210002819
[13] The New Arab Staff, UAE arranged ‘secret meeting’ between Sudan militia leader and Mossad chief, 21 August, 2020, https://www.newarab.com/news/sudan-commander-met-mossad-chief-secret-meeting
[14] Oscar Rickett, Mohammed Amin, Sudan: All roads lead to Khartoum as Russia, Israel and West vie in game of thrones, feb 2023, https://www.middleeasteye.net/news/sudan-game-thrones-all-roads-russia-israel-west
[15] Yehudit Ronen, Israel’s Clandestine Diplomacy With Sudan: Two Rounds of Extraordinary Collaboration Get access Arrow, Pages 153–168, November 2013, oxford university, https://doi.org/10.1093/acprof:oso/9780199330669.003.0010
[16] Max Webb, THE QUIET PROGRESS IN ISRAEL-SUDAN RELATIONS, FEBRUARY 17, 2022|IN ISRAEL POLICY EXCHANGE, https://israelpolicyforum.org/2022/02/17/the-quiet-progress-in-israel-sudan-relations/
[17] Intelligenceonline, Le nouveau patron du Mossad déploie sa stratégie africaine, 2021, https://www.intelligenceonline.fr/renseignement-d-etat/2021/10/25/le-nouveau-patron-du-mossad-deploie-sa-strategie-africaine,109700392-eve
[18] worldjewishcongress, WebTalk | Jews of Sudan, 2021, https://www.worldjewishcongress.org/en/news/webtalk–jews-of-sudan
[19] Allison Kaplan Sommer, Israel-Sudan Deal: The Unbelievable Mossad Op in Sudan’s Red Sea Resort, Oct 24, 2020, haaretz, https://www.haaretz.com/israel-news/2020-10-24/ty-article-magazine/.premium/israel-sudan-deal-the-unbelievable-mossad-op-in-sudans-red-sea-resort/0000017f-e52b-df5f-a17f-ffff8c560000
[20] worldjewishcongress, WebTalk | Jews of Sudan, 2021, https://www.worldjewishcongress.org/en/news/webtalk–jews-of-sudan