– زيادة مقلقة لهجرة العرب السرية لدواعي اقتصادية
– الخليجيون أقل العرب رغبة في هجرة أوطانهم
– تغير دوافع هجرة العرب النظامية وغير النظامية
– سياسات الحدود المتشددة تضاعف عدد العالقين العرب في أوروبا
– نمو ظاهرة هجرة الأثرياء العرب
– 334 ألف عربي عالقون في أوروبا
– كورونا والحرب الأوكرانية تسبب ارتفاع طلب اللجوء بين الشباب العربي في 2022
– الشباب العربي والاقبال على الهجرة واللجوء نحو أوروبا: تطور مقلق
– مصير مجهول لألاف الشباب العربي في أوروبا
– أكثر من ربع مليون عربي طلب اللجوء في 2022 الى أوروبا فقط
الكويت، 3 أبريل 2023 (csrgulf): نحو نصف مليون عربي تقدموا بطلب اللجوء من دولهم بين عامي 2021 و 2022 الى وجهات مختلفة أغلبها القارة الأوروبية والأمريكية والأسترالية.
وان كان أغلبهم من فئة محدودي الدخل والشباب الراغبين بالعمل والحالمين بحياة أفضل والفارين من الصراعات واليائسين من تحسن أوضاعهم في دولهم، الا أنه على الأرجح، يوجد بين طالبي اللجوء أثرياء وأدمغة وسياسيون وطلبة ورجال فكر وبينهم راغبون في مزيد من الحريات خاصة من يوصفون بالمتمردين على النظم والسياسات أو العادات والتقاليد بالنظر لاختلاف آرائهم وسلوكياتهم واعتقاداتهم.
لكن السواد الأعظم منهم يتمثل في الباحثين عن بيئة عيش آمنة ومزدهرة والفارين من شبح الفقر والبطالة وتهديدات العنف وصعوبات الاندماج.
حسب تقرير للمركز اعتمد على دراسة احصائيات مختلفة، فان أغلب طالبي اللجوء العرب في2021 و 2022 قادمون من منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط (خاصة الدول غير المستقرة اقتصاديا وسياسيا) مقابل عدد قليل من سكان منطقة الخليج.
وان مثلت أوروبا الوجهة المفضلة لطالبي اللجوء العرب، الا أن عدد العالقين بها خاصة على الحدود الأوروبية دون تسوية وضعيتهم القانونية ارتفع الى نحو 334 ألفاً مصير أغلبهم مجهول.
وقد تغيرت مسارات ووجهات هجرة العرب النظامية والسرية خلال 2021- 2022، حيث استقطبت معابر دول البلقان أكثر المهاجرين العرب الراغبين في اللجوء نحو أوروبا والذين قدموا خاصة من سوريا والعراق وتونس ومصر والمغرب والجزائر ولبنان. ويفضل المهاجرون غير الشرعيون خيار اجتياز الحدود خلسة والتقدم هناك بطلبات لجوء بعد الوصول الى دول الاتحاد الأوروبي، مع رصد زيادة اقبال لافت للاناث والأسر العربية على خيارات اللجوء الجماعي مع زيادة مشاركة الأطفال، يحدث ذلك في ظل تفاقم درجة التعرض للمخاطر وسوء الاستغلال.
عقب نهاية جائحة فيروس كورونا، زادت وتيرة الطلب على الهجرة واللجوء من الدول العربية خاصة البلدان ذات الدخل المحدود وغير المستقرة والهشة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً. الزيادة شملت خاصة فئة الشباب والمراهقين المهمشين والعاطلين، وكذلك المتعلمين والمهرة، مع نمو الطلب على الهجرة بين النخب والكفاءات.
حركة الهجرة واللجوء طالت أيضا جزء من الأثرياء[1]. حيث أن دراسة بعض الاحصائيات تشير الى زيادة خروج رؤوس أموال من دول عربية هاجرت الى وجهات أخرى أكثر أماناً وفرصاً، حيث زادت وتيرة اقبال بعض رواد الأعمال على الإقامة خارج دولهم خاصة الذين يبحثون عن بيئة تحقق لها فرص الحياة الآمنة والرفاه وعوامل نجاح الأعمال والاستثمارات والاستفادة من ميزات ضريبية. وبرزت الامارات وأوروبا وأفريقيا ثم أميركا كأكثر وجهات استقرار أثرياء العالم والعرب. بعضهم طلب اللجوء في أوروبا خاصة الفارين من مناطق الصراعات أو الدول غير المستقرة أو من يعملون في مجالات السياسة والاقتصاد معاً. لكن هناك بعض الفارين من قضايا وتهم فساد طلبوا اللجوء كذلك.
إصرار على الاقامة في الدول الأوروبية
نسبة كبيرة من طلبات اللجوء تركزت على الوجهات الأوروبية بالدرجة الأولى ثم الأمريكية والأسترالية. بعض طالبي اللجوء قدموا طلباتهم وهم في أوطانهم، لكن غالبيتهم تقدموا باللجوء في الدول التي وصلوا اليها بشكل قانوني أو غير شرعي في غالب الأحيان. العواصم الأوروبية مثلت الوجهة المفضلة للعرب، حيث هاجر اليها ألاف الشباب العربي سراً وبشكل غير قانوني متكبدين مخاطر عالية أودت بحياة بعضهم أثناء محاولات اجتياز حدود بعض الدول الأوروبية المحصنة.
وحسب تقديرات استندت لإحصائيات مختلفة، بلغ عدد طلبات اللجوء التي تقدم بها عرب من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الى دول العالم، نحو نصف مليون عربي طلب اللجوء (كأول مرة أو كأكثر من مرة) بين 2021 و2022 حسب تحليل مصادر مختلفة أبرزها احصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين[2] وأرقام رسمية لوكالة الاتحاد الأوروبي للجوء[3]. ويتكبد الشباب مخاطر الهجرة السرية وغير القانونية بدافع تحسين ظروف عيشه أو هرباً من واقع سياسي واقتصادي وأمني متدهور أو بدافع البحث عن فضاء أكثر ضماناً للحريات والابداع. فوق ذلك، برز متغير مقلق يتمثل في زيادة مؤشرات التشاؤم بين النخب والكفاءات العربية، حيث تم رصد زيادة اهتمام بين هذه الفئة بالهجرة بحثاً عن جودة حياة أفضل خاصة نحو الدول الغربية وبشكل أساسي الأوروبية، وذلك اعتمادا على تقييم نتائج مسح عشوائي لمحتويات الكترونية لعدد من حسابات مستخدمين عرب لمنصات تواصل مثل “تويتر” و”فايسبوك”[4].
ورغم تعرض أغلب الدول الغربية خاصة الأوروبية لتداعيات جائحة فيروس كورونا وآثار الحرب في أوكرانيا، ورغم بوادر ركود اقتصادي عالمي فاقم كلفة الحياة في القارة الأوروبية والأمريكية على سبيل المثال، فضلاً عن تأثر هذه المناطق بالتغيرات المناخية القاسية، رغم كل ذلك، زاد اقبال واصرار ألاف من الشباب العربي على الهجرة اليها بطرق نظامية أو عبر الهجرات السرية وطلب اللجوء هرباً من عوامل طاردة للاستقرار أبرزها الواقع المعيشي المتردي في بعض الدول ومحدودية الحلول الحكومية لخلق واقع أفضل.
وكان تقدم نحو 275 ألف عربي باللجوء الى أوروبا في 2022 أغلبهم لأول مرة حسب احصائيات أوروبية لاتجاهات اللجوء[5]. في حين تراكم حجم العالقين في الدول الأوروبية دون تسوية وضعيتهم (مقيمين بصورة غير قانونية) ليناهز نحو 334 ألفا بنهاية 2022 حسب الاحصائيات نفسها.
وعلى الأرجح أن عدد اجمالي طالبي اللجوء العرب الى دول العالم تخطي نصف مليون خاصة الوافدون بطرق غير شرعية[6]. كما قد يتجاوز اجمالي عدد الراغبين العرب في الهجرة أكثر من مليون عربي حسب تقديرات المركز[7] اعتمادا على نتائج استطلاعات رأي مختلفة حول نوايا الهجرة خاصة بين الشباب العربي خلال 2022. هذه القفزة اللافتة في رغبة اللجوء من الدول العربية بررتها تداعيات مرحلة ما بعد جائجة كورونا وتأثيراتها على أغلب الدول التي تضررت ببوادر ركود اقتصادي عمقتها آثار الحرب في أوكرانيا والتي اثرت خاصة على سوق الطاقة والتجارة وشبكة الامدادات.
زيادة مقلقة في الهجرة السرية وغير الشرعية من منطقة شمال افريقيا والمغرب العربي: الأسباب
سجّل الاتحاد الأوروبي زيادة الطلب على اللجوء في 2022 ناهز المليون طلب أغلبهم مواطنون عرب ومسلمين[8]. وقد زادت بوتيرة مقلة جدا نسبة الهجرة غير النظامية الى أوروبا من الدول العربية خاصة من منطقة المغرب العربي[9]، حث تحولت بعض الدول الى مناطق مصدرة للمهاجرين ونقاط عبور للمهاجرين الدوليين الى أوروبا. وبرزت تونس كأكثر الدول العربية التي باتت تمثل مناطق عبور للمهاجرين غير الشرعيين المحليين والدوليين خاصة الأفارقة نحو أوروبا عبر البحر[10]. وتضاعف عدد المهاجرين السريين من تونس في 2022 مقارنة بعام 2021، حيث يصل متوسط العابرين عبر البحر شهريا نحو 4 ألاف شخص بينهم تونسيون وآفارقة ومن دول المغرب العربي وشمال افريقيا وجنسيات مختلفة أخرى[11]. كما أن ليبيا والمغرب أيضا تعاني من نمو معدلات الهجرة السرية حيث تمثل نقاط عبور دولية للحالمين بأوروبا[12].
وكذلك تحولت تركيا الى نقطة عبور للهجرة غير النظامية لألاف العرب خاصة عبر صربيا ورومانيا[13]. وعلى سبيل المثال قفز عدد المهاجرين غير النظاميين أو غير القانونيين التونسيين في 2022 نحو 16250 على أقل تقدير[14]. وبزرت معابر البلقان كأكثر المعابر الخطرة[15] التي استقطبت عشرات الاف العرب للولوج خلسة للأراضي الأوروبية عبر صربيا ورومانيا ودول البلطيق عموماً.
وقد ضاعفت تداعيات جائحة فيروس كورونا وتيرة الاقبال على الهجرة واللجوء خاصة نحو أوروبا[16]. وقد دفعت زيادة معدلات التهميش والبطالة والفقر والتضخم وتآكل القدرة الشرائية خاصة لطبقة محدودي الدخل في اندفاع ألاف من العرب للبحث عن فرصة الهجرة أو اللجوء نحو القارة الأوروبية بشكل خاص.
زيادة مخاطر سوء المعاملة والاستغلال
رغم تعرض القارة العجوز لتغيرات كبرى متأثرة بأحداث الحرب في أوكرانيا، يصر أغلب الراغبين العرب في الهجرة وخاصة الشباب الطامحين في البحث عن حياة أفضل التوجه نحو أوروبا من أجل الإقامة والاندماج سواء عبر الهجرة النظامية أو السرية أو طلب اللجوء. وبسبب زيادة خطاب الكراهية في أوروبا[17] يتعرض الكثير من اللاجئين العرب الى سوء المعاملة ومخاطر سوء الاستغلال.
ويواجه عشرات المهاجرين مصيراً مجهولاً خاصة الذين قدموا الى أوروبا عبر الهجرة السرية. فعشرات الألاف منهم عالقين دون تسوية وضعيتهم (334ألف) مع مخاطر تعرضهم للعنف أو فقدان الحياة مع زيادة مخاطر استخدامهم في أنشطة إجرامية وغير قانونية وسوء استغلالهم في أنشطة غير مشروعة كالاتجار بالبشر والمخدرات والعصابات الاجرامية والتجنيد ضمن منظمات متطرفة.
دوافع طلب اللجوء
اختلف ترتيب أهم دوافع لجوء العرب في 2022، حيث تصدرت دوافع البحث عن فرص وظيفية واقتصادية أفضل مبررات طلب اللجوء، في حين تمثل الدافع الثاني في البحث عن إقامة وملاذ آمن خشية التهديدات المحدقة خاصة في مناطق الصراع والتوتر. أما الدافع الثالث فتمثل في دافع زيادة ممارسة الحريات الفردية كحرية العبادة وحرية الفكر والميولات الجنسية، في حين تمثل الدافع الرابع في اللجوء السياسي والاقتصادي، كما تمثل الدافع الأخير في البحث عن بيئة أقل تعرضا لمخاطر التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية.
ترتيب طالبي اللجوء الى أوروبا: تطور مقلق لعدد التونسيين الراغبين في الهجرة السرية
حسب دراسة لإحصائيات أوروبية رسمية لطالبي اللجوء في 2022[18]، تصدر السوريون ترتيب أكثر العرب طلباً للجوء والهجرة، حيث يوجد نحو أكثر من 132 ألف سوري قدموا طلبات لجوء خاصة نحو أوروبا العام الماضي. ليتضاعف عدد طالبي اللجوء بنحو مرتين مقارنة بعام 2020 وعام 2019. في المقابل يوجد نحو 90 ألف سوري عالق في أوروبا دون تسوية وضعيتهم القانونية كمهاجرين أو لاجئين.
وحلّ العراقيون في المرتبة الثانية في ترتيب أكثر العرب اقبالاً على اللجوء خاصة نحو أوروبا، حيث قدم نحو 27 ألف عراقي طلبات لجوء نحو القارة الأوروبية في 2022، لكن وتيرة الطلب انخفضت مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، وقد انخفضت وتيرة الاقبال على اللجوء بشكل لافت منذ عام 2020، وكذلك في 2019، حيث كان عدد الراغبين في اللجوء آنذاك نحو 34 الفا. لكن هناك نظرة مقلقة حول وضعية العالقين العراقيين في أوروبا حيث يناهز عددهم نحو 170 ألفاً بنهاية 2022.
في المرتبة الثالثة جاء المغربيون كثالث أكثر العرب رغبة باللجوء والإقامة في أوروبا. فنحو 22 ألف مغربي قدموا طلبات لجوء في 2022. ليتضاعف عدد طالبي اللجوء بواقع 3 مرات مقارنة بعام 2022 وبواقع المرتين منذ 2019. في حين بلغ عدد العالقين أكثر من 17 ألفا دون التوصل لتسوية وضعيتهم مع مصير مجهول.
حلّ التونسيون في المرتبة الرابعة فنحو 21500 تقدموا بطلبات لجوء في 2022 مع تسجيل قفزة بنحو 10 مرات مقارنة بعام 2017 (2300 طالب لجوء) وبنحو أكثر من 5 مرات مقارنة بعام 2019 (4 ألاف طالب لجوء). في حين ناهز عدد العالقين دون تسوية وضعيتهم نحو6250 تونسي وتونسية بنهاية 2022. واعتبرت وتيرة تطور عدد طالبي اللجوء التونسيين الأسرع عربيا والأكثر اثارة للمتابعة والقلق الأوروبي.
في المرتبة الخامسة جاء الصوماليون، حيث ارتفع عدد طالبي اللجوء الى نحو أكثر من 17600 ألف في 2022، مقارنة بنحو 11 ألف في 2019، في حين بلغ عدد العالقين نحو 14 ألفاً دون تسوية وضعية اقامتهم القانونية.
في المرتبة السادسة حل المصريون، حيث ارتفع عدد طالبي اللجوء في 2022 الى نحو 15500 في سابقة هي الأولى منذ سنوات من حيث كثافة الاقبال على اللجوء الى أوروبا وذلك مقارنة بنحو 3216 طالب لجوء في 2020. أما عدد العالقين فناهز 11550 مصريا لم ينجحوا في تسوية وضعية اقامتهم.
في المرتبة السابعة حل الجزائريون، واعتبر تصنيفهم متراجعا على مستوى الطلب على اللجوء، حيث تقدم نحو 9765 جزائري للحصول على لجوء في الدول الأوروبية، ليسجل الاقبال انخفاضا مقارنة بنحو 10666 في 2019. أما العالقون الجزائريون في أوروبا فبلغ عددهم 8635 عالقا دون تسوية وضعيتهم.
في المرتبة الثامنة، حلّ الفلسطينيون بنحو 7156 طالب لجوء في 2022 مع ارتفاع مقارنة بنحو 6726 في عام 2019، في حين ناهز عدد العالقين في أوروبا نحو 5486 عالقا دون تحديد مصيرهم.
السودانيون جاءوا في المرتبة التاسعة حيث اقبل نحو 5661 على طلب اللجوء في 2022 الى أوروبا لكن هذا العدد انخفض مقارنة بفترة ما قبل الجائحة حيث في 2019 نحو 7810، في حين بلغ عدد العالقين دون تسوية وضعيتهم القانونية في الإقامة نحو 2633.
في المرتبة العاشرة حلّ اليمنيون بنحو 5400 طلب لجوء في 2022 ليرتفع العدد مقارنة بنحو 3700 طلب مقدم في 2019، في حين بلغ عدد العالقين بنحو 3906 عالقا.
اللبنانيون حلّوا في المرتبة الحادية عشر بتقدم نحو 2902 لبناني بطلب لجوء الى أوروبا ليرتفع مقارنة بنحو 1921 طلب قدم في 2019، في حين ناهز عدد العالقين ألفي لبناني اغلبهم من الشباب.
في المرتبة الثانية عشر جاء القمريون حيث تقدم نحو 2500 قمري بطلب لجوء نحو أوروبا في 2022 مقارنة بنحو 1307 في 2019 وبلغ عدد العالقين نحو 435 عالقا دون تحديد مصيرهم.
الليبيون حلّوا في المرتبة الثالثة عشر بعد تراجع عدد المقبلين على اللجوء بفضل تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية نسبيا بدعم من استمرار الهدنة بين الأطراف المتنازعة، حيث تقدم فقط نحو 2450 بطلب لجوء في 2022 نحو أوروبا لينخفض العدد مقارنة 3468 طالب لجوء في 2019، اما عدد العالقين فبلغ نحو 1433 عالقا.
في المرتبة الرابعة عشر جاء الموريتانيون بنحو 2305 طالب لجوء في 2022 ليرتفع بشكل طفيف منذ عام 2019 حين كان العدد 1874، اما عدد العالقين فبلغ نحو 954 عالقا لم يفلحوا في تسوية وضعية اقامتهم بأوروبا.
في المرتبة الخامسة عشر، حلّ الأردنيون بنحو 883 أردني تقدموا بطلب لجوء في 2022 الى أوروبا، في 2022، حيث استقر الطلب على اللجوء منخفضا مقارنة بعام 2019 حين كان عند 869 طلب لجوء، في المقابل بلغ عدد العالقين نحو 691 عالقا.
وجاء سكان الكويت في المرتبة السادسة عشر بتقدم نحو 254 بطلب لجوء في 2022 وفي 2020 بلغ حجم الاقبال على اللجوء الى أوروبا نحو 257، وانخفض عدد طالبي اللجوء بشكل ملحوظ منذ عام 2019 حيث قفز آنذاك عدد الراغبين في اللجوء الى نحو 790 شخصاً من الكويت. في حين ناهز عدد العالقين نحو 133 عالقاً دون معرفة مصيرهم او تسوية وضعية اقامتهم القانونية.
وعموما انخفض عدد طالبي اللجوء من الكويت الى دول العالم الى 565 شخصا[19]، وتركزت الوجهة المفضلة على بريطانيا، في حين كان البدون من أكثر المتقدمين بطلبات اللجوء.
ولم يتم تحديد نسبة المواطنين الكويتيين بين طالبي اللجوء من سكان الكويت، حيث لا تستبعد تقارير أن يكون عدد كبير من الراغبين في اللجوء من الكويت من المقيمين بصورة غير قانونية أو ما يعرف بالبدون[20]. ويسود اعتقاد أن غالبية الراغبين في اللجوء من الشباب بسبب اليأس من انتظار حلول في الكويت، وبدافع الحصول على وثائق وإقامة دائمة في دول أخرى، حيث يخير بعضهم طلب اللجوء الى وجهات خاصة أميركا وكندا وأوروبا بمبرر الحصول على الجنسية والعمل[21]. الا أن أكثر من نصف هذه الطلبات عادة ما تواجه بالرفض من الدول الأوروبية على عكس كندا.
علاوة على البدون، يتقدم مقيمون من جنسيات مختلفة بطلبات لجوء من الكويت لأسباب أغلبها تحسين ظروف العيش والتعليم والحصول على إقامة دائمة وجوزات سفر أجنبية بالإضافة الى دوافع إنسانية كجمع الشمل، حيث تتيح منظمات ودول التقدم بطلب لجوء قانوني من أي بلاد، وأهم المستفيدين مواطنو الدول التي تشهد صراعات وحروب أو ظروف إقامة غير مستقرة وآمنة.
أما بالنسبة للكويتيين الراغبين في اللجوء، فهناك ترجيحات أن أكثر المهتمين باللجوء قد يبررون ذلك لأسباب أيديولوجية أو سياسية أو متعلقة بالحريات الفردية حسب بعض التقارير رغم قلة البيانات[22].
وقد عرف عام 2018 تسجيل ذروة طلبات اللجوء من الكويت لتكسر رقماً قياسياً برصد نحو 1033 طالب لجوء من الكويت نحو أوروبا. واعتبرت بذلك الكويت أكثر دول الخليج تصديرا للاجئين او الراغبين في اللجوء او الهجرة خارج البلاد. في حين لا تستبعد بعض الدراسات ان اغلب المتقدمين على طلب اللجوء قد يكونون من المقيمين بصورة غير قانونية أو من فئة البدون.
في المرتبة السابعة عشر، حل السعوديون أو سكان السعودية بتقدم نحو 136 من سكان السعودية بطلب لجوء في 2022، وانخفض الاقبال على اللجوء بعد أن كان العدد ناهز 248 طلب لجوء في 2019، في حين ناهز عدد العالقين بأوروبا نحو 87 عالقا لم يتسنى لهم تسوية وضعية اقامتهم بالقارة الأوروبية.
في المرتبة الثامنة عشر، جاء سكان الامارات، بتسجيل نحو 16 طالب لجوء من سكان الامارات نحو أوروبا في 2022 لينخفض العدد مقارنة بنحو 19 طالب لجوء في 2019، مع تسجيل 15 عالقا في أوروبا.
في المرتبة التاسعة عشر، حل البحرينيون بتسجيل نحو 13 طالب لجوء نحو أوروبا في 2022 لينخفض العدد مقارنة بنحو 28 طالب في 2019 مع رصد 8 عالقين دون تسوية وضعيتهم. في المرتبة العشرين، جاء العمانيون بتقدم 7 طلبات لجوء نحو أوروبا في 2022 مقارنة بنحو 19 في 2019 في حين تم رصد 6 عالقين في القارة الأوروبية. أما المرتبة الأخيرة، فقد كانت من نصيب القطريين بتقدم شخصين فقط من سكان البلاد بطلب لجوء في 2022. مع انخفاض ملحوظ مقارنة بنحو 10 أشخاص طلبوا اللجوء في 2019. اما عدد العالقين في أوروبا فهو عالق واحد في عام 2022. وقد تحسنت الحالة الأمنية ومؤشرات جودة الحياة في قطر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وهو عزز البيئة المثالية للاستقرار حيث تعتبر قطر بين أهم الوجهات الجاذبة للعمل والإقامة حول العالم.
2023 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
المراجع:
[1] Credit Suisse Report, Leading perspectives to navigate the future, Global Wealth Databook 2022, file:///C:/Users/IMED/Downloads/global-wealth-databook-2022%20(3).pdf; World Investment Report 2022, International tax reforms and sustainable investment, https://unctad.org/system/files/official-document/wir2022_en.pdf
[2] Unhcr, Asylum Applications, 2022, https://www.unhcr.org/refugee-statistics/download/?url=35pVZn
[3] Latest Asylum Trends – Annual Overview 2022, https://euaa.europa.eu/latest-asylum-trends-annual-overview-2022
[4]مسح عشوائي للمركز لنموذج من مستخدمين عرب لمواقع التواصل تويتر وفايسبوك لمحتويات متعلقة بالهجرة والرغبة في اللجوء
[5] Latest Asylum Trends – Annual Overview 2022, https://euaa.europa.eu/latest-asylum-trends-annual-overview-2022
[6] Unhcr, Asylum Applications, 2022, https://www.unhcr.org/refugee-statistics/download/?url=35pVZn; Latest Asylum Trends – Annual Overview 2022, https://euaa.europa.eu/latest-asylum-trends-annual-overview-2022
[7] تقديرات المركز اعتماد على بيانات وأرقام مختلفة لإحصاء حركة الهجرة
[8] Latest Asylum Trends – Annual Overview 2022, https://euaa.europa.eu/latest-asylum-trends-annual-overview-2022
[9] ICMPD Migration Outlook Mediterranean 2022 Six migration issues to look out for in 2022 Key trends, events and priorities, https://www.icmpd.org/file/download/56980/file/ICMPD_Migration_Outlook_Mediteranean_2022.pdf
[10] Souhail Karam, Surge in Migrant Crossings Brings Tunisia’s Crisis to Europe, nov 2022, https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-11-03/surge-in-migrant-crossings-brings-tunisia-s-crisis-to-europe
[11] Frances D’Emilio | AP, In shift, Tunisians top migrant groups reaching Italy by sea, https://www.washingtonpost.com/world/europe/in-shift-tunisians-top-migrant-groups-reaching-italy-by-sea/2020/07/27/d9532678-d01d-11ea-826b-cc394d824e35_story.html
[12] UNHCR, Regional Bureau for Europe ARRIVALS IN EUROPE FROM LIBYA, file:///C:/Users/IMED/Downloads/ARRIVALS%20TO%20EUROPE%20FROM%20LIBYA%20-%202021%20in%20review.pdf
[13] ICMPD Migration Outlook 2022 Western Balkans & Turkey Nine migration issues to look out for in 2022, https://www.icmpd.org/file/download/57221/file/ICMPD_Migration_Outlook_WB%2526Turkey_2022.pdf
[14] Matt Herbert, LOSING HOPE, Why Tunisians are leading the surge in irregular migration to Europe, January 2022, https://globalinitiative.net/wp-content/uploads/2022/01/GI-TOC-Losing-Hope_Tunisia-Report-2021.pdf
[15] ICMPD Migration Outlook 2022 Western Balkans & Turkey Nine migration issues to look out for in 2022, https://www.icmpd.org/file/download/57221/file/ICMPD_Migration_Outlook_WB%2526Turkey_2022.pdf
[16] Is Europe ready for a post-COVID migration wave?, https://en.qantara.de/content/migrants-and-the-eu-is-europe-ready-for-a-post-covid-migration-wave
[17] Combating hate speech and hate crime in the EU, 2022, https://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/ATAG/2022/733520/EPRS_ATA(2022)733520_EN.pdf
[18] Latest Asylum Trends – Annual Overview 2022, https://euaa.europa.eu/latest-asylum-trends-annual-overview-2022
[19] Unhcr, Asylum Applications, 2022, https://www.unhcr.org/refugee-statistics/download/?url=35pVZn
[20] Shane McGinley, 2,000 Kuwaitis applied for EU asylum in last five years, October 4, 2022, https://www.agbi.com/analysis/2000-kuwaitis-applied-for-eu-asylum-in-last-five-years/
[21] The National Project to Resolve the Kuwaiti Bedoon Case (Kuwait) End Statelessness Foundation (Australia), 1 February, 2019 Report to the UN Expert Mechanism on the Rights of Indigenous Peoples – Annual Study Bedoon Indigenous Rights in the Context of Borders, Migration and Displacement, Written Submission to the Human Rights Council Expert Mechanism on Indigenous Rights EMRIPS efforts to achieve the ends of the Declaration on the Rights of Indigenous Peoples (UNDRIP) via its Annual Study on the Rights of Indigenous Peoples Worldwide 1 February 2019 Geneva, Switzerland, https://www.ohchr.org/sites/default/files/Documents/Issues/IPeoples/EMRIP/Call/KuwaitBedoonCase.pdf
[22] Katie McQue, interpol arrest warrant alleged targeting Kuwaiti princess and partner ‘on political grounds’, https://www.theguardian.com/global-development/2022/mar/03/interpol-arrest-warrant-allegedly-targeting-kuwaiti-princess-and-partner-on-political-grounds; https://www.middleeasteye.net/kuwait-activist-salman-khalidi-uk-asylum-saudi-arabia-criticism