الكويت، 3 ابريل 2023 (csrgulf): حسب تحليل لإحصائيات أوروبية رسمية لطالبي اللجوء العرب في 2022[1]، ارتفع عدد العالقين في أوروبا أو المقيمين بصورة غير قانونية والذين لم يتحصلوا على أي صفة مقيم أو لاجئ في الدول الأوروبية، الى نحو 334 ألفا بنهاية عام 2022. هذا العدد الكبير للمقيمين العرب بصورة غير قانونية في دول أوروبية يتعرض لمزيد من مخاطر سوء المعاملة والاستغلال والاستقطاب في أنشطة غير قانونية أو اجرامية. كما أن مصير ألاف من الشباب بات مجهولاً حيث يقيمون في ظروف غير إنسانية ويتعرض بعضهم لتهديدات تطال حياتهم.
ويتكبد الشباب مخاطر الهجرة السرية وغير القانونية بدافع تحسين ظروف عيشه أو هرباً من واقع سياسي واقتصادي وأمني متدهور أو بدافع البحث عن فضاء أكثر ضماناً للحريات والابداع. وبسبب زيادة خطاب الكراهية في الغرب وتحديدا في أوروبا[2] يتعرض الكثير من اللاجئين العرب الى مخاطر سوء المعاملة والاستغلال. حيث ويواجه ألاف المهاجرين مصيراً مجهولاً خاصة الذين قدموا الى أوروبا عبر الهجرة السرية. فعشرات الألاف منهم عالقين دون تسوية وضعيتهم مع مخاطر تعرضهم للعنف أو فقدان الحياة مع زيادة مخاطر استخدامهم في أنشطة إجرامية وغير قانونية وسوء استغلالهم في أنشطة غير مشروعة كالاتجار بالبشر والمخدرات والعصابات الاجرامية والتجنيد ضمن منظمات متطرفة.
واعتماد على دراسة نتائج الاحصائيات نفسها، تصدر السوريون ترتيب أكثر العرب طلباً للجوء والهجرة في 2022، حيث يوجد نحو أكثر من 132 ألف سوري قدموا طلبات لجوء خاصة نحو أوروبا العام الماضي. ليتضاعف عدد طالبي اللجوء بنحو مرتين مقارنة بعام 2020 وعام 2019. في المقابل يوجد نحو 90 ألف سوري عالق في أوروبا دون تسوية وضعيتهم القانونية كمهاجرين أو لاجئين.
وحلّ العراقيون في المرتبة الثانية في ترتيب أكثر العرب اقبالاً على اللجوء خاصة نحو أوروبا، حيث قدم نحو 27 ألف عراقي طلبات لجوء نحو القارة الأوروبية في 2022، لكن وتيرة الطلب انخفضت مقارنة بالسنوات الخمس الماضية، وقد انخفضت وتيرة الاقبال على اللجوء بشكل لافت منذ عام 2020، وكذلك في 2019، حيث كان عدد الراغبين في اللجوء آنذاك نحو 34 الفا. لكن هناك نظرة مقلقة حول وضعية العالقين العراقيين في أوروبا حيث يناهز عددهم نحو 170 ألفاً بنهاية 2022.
في المرتبة الثالثة جاء المغربيون كثالث أكثر العرب رغبة باللجوء والإقامة في أوروبا. فنحو 22 ألف مغربي قدموا طلبات لجوء في 2022. ليتضاعف عدد طالبي اللجوء بواقع 3 مرات مقارنة بعام 2022 وبواقع المرتين منذ 2019. في حين بلغ عدد العالقين أكثر من 17 ألفا دون التوصل لتسوية وضعيتهم مع مصير مجهول.
حلّ التونسيون في المرتبة الرابعة فنحو 21500 تقدموا بطلبات لجوء في 2022 مع تسجيل قفزة بنحو 10 مرات مقارنة بعام 2017 (2300 طالب لجوء) وبنحو أكثر من 5 مرات مقارنة بعام 2019 (4 ألاف طالب لجوء). في حين ناهز عدد العالقين دون تسوية وضعيتهم نحو6250 تونسي وتونسية بنهاية 2022. واعتبرت وتيرة تطور عدد طالبي اللجوء التونسيين الأسرع عربيا والأكثر اثارة للمتابعة والقلق الأوروبي.
في المرتبة الخامسة جاء الصوماليون، حيث ارتفع عدد طالبي اللجوء الى نحو أكثر من 17600 ألف في 2022، مقارنة بنحو 11 ألف في 2019، في حين بلغ عدد العالقين نحو 14 ألفاً دون تسوية وضعية اقامتهم القانونية.
في المرتبة السادسة حل المصريون، حيث ارتفع عدد طالبي اللجوء في 2022 الى نحو 15500 في سابقة هي الأولى منذ سنوات من حيث كثافة الاقبال على اللجوء الى أوروبا وذلك مقارنة بنحو 3216 طالب لجوء في 2020. أما عدد العالقين فناهز 11550 مصريا لم ينجحوا في تسوية وضعية اقامتهم.
في المرتبة السابعة حل الجزائريون، واعتبر تصنيفهم متراجعا على مستوى الطلب على اللجوء، حيث تقدم نحو 9765 جزائري للحصول على لجوء في الدول الأوروبية، ليسجل الاقبال انخفاضا مقارنة بنحو 10666 في 2019. أما العالقون الجزائريون في أوروبا فبلغ عددهم 8635 عالقا دون تسوية وضعيتهم.
في المرتبة الثامنة، حلّ الفلسطينيون بنحو 7156 طالب لجوء في 2022 مع ارتفاع مقارنة بنحو 6726 في عام 2019، في حين ناهز عدد العالقين في أوروبا نحو 5486 عالقا دون تحديد مصيرهم.
السودانيون جاءوا في المرتبة التاسعة حيث اقبل نحو 5661 على طلب اللجوء في 2022 الى أوروبا لكن هذا العدد انخفض مقارنة بفترة ما قبل الجائحة حيث في 2019 نحو 7810، في حين بلغ عدد العالقين دون تسوية وضعيتهم القانونية في الإقامة نحو 2633.
في المرتبة العاشرة حلّ اليمنيون بنحو 5400 طلب لجوء في 2022 ليرتفع العدد مقارنة بنحو 3700 طلب مقدم في 2019، في حين بلغ عدد العالقين بنحو 3906 عالقا.
اللبنانيون حلّوا في المرتبة الحادية عشر بتقدم نحو 2902 لبناني بطلب لجوء الى أوروبا ليرتفع مقارنة بنحو 1921 طلب قدم في 2019، في حين ناهز عدد العالقين ألفي لبناني اغلبهم من الشباب.
في المرتبة الثانية عشر جاء القمريون حيث تقدم نحو 2500 قمري بطلب لجوء نحو أوروبا في 2022 مقارنة بنحو 1307 في 2019 وبلغ عدد العالقين نحو 435 عالقا دون تحديد مصيرهم.
الليبيون حلّوا في المرتبة الثالثة عشر بعد تراجع عدد المقبلين على اللجوء بفضل تحسن الأوضاع الأمنية والاقتصادية نسبيا بدعم من استمرار الهدنة بين الأطراف المتنازعة، حيث تقدم فقط نحو 2450 بطلب لجوء في 2022 نحو أوروبا لينخفض العدد مقارنة 3468 طالب لجوء في 2019، اما عدد العالقين فبلغ نحو 1433 عالقا.
في المرتبة الرابعة عشر جاء الموريتانيون بنحو 2305 طالب لجوء في 2022 ليرتفع بشكل طفيف منذ عام 2019 حين كان العدد 1874، اما عدد العالقين فبلغ نحو 954 عالقا لم يفلحوا في تسوية وضعية اقامتهم بأوروبا.
في المرتبة الخامسة عشر، حلّ الأردنيون بنحو 883 أردني تقدموا بطلب لجوء في 2022 الى أوروبا، في 2022، حيث استقر الطلب على اللجوء منخفضا مقارنة بعام 2019 حين كان عند 869 طلب لجوء، في المقابل بلغ عدد العالقين نحو 691 عالقا.
وجاء سكان الكويت في المرتبة السادسة عشر بتقدم نحو 254 بطلب لجوء في 2022 وفي 2020 بلغ حجم الاقبال على اللجوء الى أوروبا نحو 257، وانخفض عدد طالبي اللجوء بشكل ملحوظ منذ عام 2019 حيث قفز آنذاك عدد الراغبين في اللجوء الى نحو 790 شخصاً من الكويت. في حين ناهز عدد العالقين نحو 133 عالقاً دون معرفة مصيرهم او تسوية وضعية اقامتهم القانونية.
وعموما انخفض عدد طالبي اللجوء من الكويت الى دول العالم الى 565 شخصا[3]، وتركزت الوجهة المفضلة على بريطانيا، في حين كان البدون من أكثر المتقدمين بطلبات اللجوء.
ولم يتم تحديد نسبة المواطنين الكويتيين بين طالبي اللجوء من سكان الكويت، حيث لا تستبعد تقارير أن يكون عدد كبير من الراغبين في اللجوء من الكويت من المقيمين بصورة غير قانونية أو ما يعرف بالبدون[4]. ويسود اعتقاد أن غالبية الراغبين في اللجوء من الشباب بسبب اليأس من انتظار حلول في الكويت، وبدافع الحصول على وثائق وإقامة دائمة في دول أخرى، حيث يخير بعضهم طلب اللجوء الى وجهات خاصة أميركا وكندا وأوروبا بمبرر الحصول على الجنسية والعمل[5]. الا أن أكثر من نصف هذه الطلبات عادة ما تواجه بالرفض من الدول الأوروبية على عكس كندا.
علاوة على البدون، يتقدم مقيمون من جنسيات مختلفة بطلبات لجوء من الكويت لأسباب أغلبها تحسين ظروف العيش والتعليم والحصول على إقامة دائمة وجوزات سفر أجنبية بالإضافة الى دوافع إنسانية كجمع الشمل، حيث تتيح منظمات ودول التقدم بطلب لجوء قانوني من أي بلاد، وأهم المستفيدين مواطنو الدول التي تشهد صراعات وحروب أو ظروف إقامة غير مستقرة وآمنة.
أما بالنسبة للكويتيين الراغبين في اللجوء، فهناك ترجيحات أن أكثر المهتمين باللجوء قد يبررون ذلك لأسباب أيديولوجية أو سياسية أو متعلقة بالحريات الفردية حسب بعض التقارير رغم قلة البيانات[6].
وقد عرف عام 2018 تسجيل ذروة طلبات اللجوء من الكويت لتكسر رقماً قياسياً برصد نحو 1033 طالب لجوء من الكويت نحو أوروبا. واعتبرت بذلك الكويت أكثر دول الخليج تصديرا للاجئين او الراغبين في اللجوء او الهجرة خارج البلاد. في حين لا تستبعد بعض الدراسات ان اغلب المتقدمين على طلب اللجوء قد يكونون من المقيمين بصورة غير قانونية أو من فئة البدون.
في المرتبة السابعة عشر، حل السعوديون أو سكان السعودية بتقدم نحو 136 من سكان السعودية بطلب لجوء في 2022، وانخفض الاقبال على اللجوء بعد أن كان العدد ناهز 248 طلب لجوء في 2019، في حين ناهز عدد العالقين بأوروبا نحو 87 عالقا لم يتسنى لهم تسوية وضعية اقامتهم بالقارة الأوروبية.
في المرتبة الثامنة عشر، جاء سكان الامارات، بتسجيل نحو 16 طالب لجوء من سكان الامارات نحو أوروبا في 2022 لينخفض العدد مقارنة بنحو 19 طالب لجوء في 2019، مع تسجيل 15 عالقا في أوروبا.
في المرتبة التاسعة عشر، حل البحرينيون بتسجيل نحو 13 طالب لجوء نحو أوروبا في 2022 لينخفض العدد مقارنة بنحو 28 طالب في 2019 مع رصد 8 عالقين دون تسوية وضعيتهم. في المرتبة العشرين، جاء العمانيون بتقدم 7 طلبات لجوء نحو أوروبا في 2022 مقارنة بنحو 19 في 2019 في حين تم رصد 6 عالقين في القارة الأوروبية. أما المرتبة الأخيرة، فقد كانت من نصيب القطريين بتقدم شخصين فقط من سكان البلاد بطلب لجوء في 2022. مع انخفاض ملحوظ مقارنة بنحو 10 أشخاص طلبوا اللجوء في 2019. اما عدد العالقين في أوروبا فهو عالق واحد في عام 2022. وقد تحسنت الحالة الأمنية ومؤشرات جودة الحياة في قطر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وهو عزز البيئة المثالية للاستقرار حيث تعتبر قطر بين أهم الوجهات الجاذبة للعمل والإقامة حول العالم.
2023 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
المراجع:
[1] Latest Asylum Trends – Annual Overview 2022, https://euaa.europa.eu/latest-asylum-trends-annual-overview-2022
[2] Combating hate speech and hate crime in the EU, 2022, https://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/ATAG/2022/733520/EPRS_ATA(2022)733520_EN.pdf
[3] Unhcr, Asylum Applications, 2022, https://www.unhcr.org/refugee-statistics/download/?url=35pVZn
[4] Shane McGinley, 2,000 Kuwaitis applied for EU asylum in last five years, October 4, 2022, https://www.agbi.com/analysis/2000-kuwaitis-applied-for-eu-asylum-in-last-five-years/
[5] The National Project to Resolve the Kuwaiti Bedoon Case (Kuwait) End Statelessness Foundation (Australia), 1 February, 2019 Report to the UN Expert Mechanism on the Rights of Indigenous Peoples – Annual Study Bedoon Indigenous Rights in the Context of Borders, Migration and Displacement, Written Submission to the Human Rights Council Expert Mechanism on Indigenous Rights EMRIPS efforts to achieve the ends of the Declaration on the Rights of Indigenous Peoples (UNDRIP) via its Annual Study on the Rights of Indigenous Peoples Worldwide 1 February 2019 Geneva, Switzerland, https://www.ohchr.org/sites/default/files/Documents/Issues/IPeoples/EMRIP/Call/KuwaitBedoonCase.pdf
[6] Katie McQue, interpol arrest warrant alleged targeting Kuwaiti princess and partner ‘on political grounds’, https://www.theguardian.com/global-development/2022/mar/03/interpol-arrest-warrant-allegedly-targeting-kuwaiti-princess-and-partner-on-political-grounds; https://www.middleeasteye.net/kuwait-activist-salman-khalidi-uk-asylum-saudi-arabia-criticism