الكويت 4 يناير 2023 (csrgulf): بسبب تأخر نهضة قطاع السياحة وأسطول الطيران وتأخر انتهاء أعمال تطوير وتوسعة المطار الدولي في البلاد، حلّت الكويت قبل الأخيرة خليجياً على مستوى الاستفادة من عوائد تنظيم كأس العالم بالجارة قطر بخلاف الاستفادة الكبرى التي حققتها خاصة الامارات والسعودية.
وحسب رصد قام به المركز، يبدو أن الكويت فوتت فرصة الاستفادة الاقتصادية الكبرى من مونديال الدوحة الذي ينظم لأول مرة في الخليج وفي الشرق الأوسط وفي العالم العربي.
وبسبب تأخر تعزيز أسطول الخطوط الكويتية الذي لا يزال في المرتبة الأخيرة خليجياً، فضلا عن تأخر إعادة تطوير وتوسعة المطار الدولي، الى جنب بطء مشاريع نهضة قطاعات السياحة والفنادق والسفر، تعثرت استفادة الكويت من أضخم فعالية جماهيرية في العالم، حيث زار أكثر من مليونين ونصف منطقة الخليج بهدف حضور بطولة كأس العالم واستكشاف المهرجانات المصاحبة لها، والتي سعت دول خليجية أخرى للاستفادة من الحدث عبر زيادة الترويج لسياحتها وفرص الاستثمار فيها، ونجحت في استقطاب ألاف الزوار الى دولها مثل الامارات والسعودية. كل ذلك بفضل استعداد مسبق لعدد من الحكومات الخليجية، حيث أنجزت على امتداد السنوات الماضية مشاريع تنموية وبنى تحتية متطورة أسهمت في نهضة قطاعات مختلفة مكنت من تحسين جاذبيتها على مستوى قطاع السياحة والاستثمار. وهو مسار تخلفت عنه حكومة الكويت.
التأخر الكويتي تتحمل مسؤوليته الحكومات المتعاقبة خلال العقد الأخير فضلا عن تأثير عقبات التأزيم بين السلطتين، والتي حالت دون انجاز مشروعات مخطط لها مسبقاً. حيث ساهم الفساد الإداري وتضارب المصالح في إعاقة لحاق الكويت بالركب الخليجي الساعي لتحقيق نهضة اقتصادية كبرى في شتى المجالات.
ورغم اعلان تعديل المسار من أجل الإصلاح وتعزيز نهضة البلاد وهو شعار رفعه نواب في البرلمان الجديد، الا أن البطء في التحول السريع للبلاد كمركز إقليمي تجاري ومالي وسياحي جاذب، استمر في كبح سرعة انجاز الرؤية الاستشرافية لمستقبل البلاد القائمة على موارد غير نفطية. حيث يستمر التدخل السياسي كمعوق لمسارات الإصلاح المنشود.
تأخر في نهضة أسطول الطائرات الكويتية
تتمتع الامارات بأكبر أسطول للطائرات المدنية، حيث فاقت 257 طائرة، في حين تمتلك قطر 200 طائرة، فالسعودية 144 طائرة، فسلطنة عمان من 52 الى 64، البحرين تمتلك نحو 36 طائرة تسيرها خطوط الخليج، أما الكويت فحلّت في المرتبة الأخيرة خليجيا، بامتلاكها نحو 33 طائرة فقط تسيرها الخطوط الكويتية بانتظار 20 طائرة أخرى قيد الطلب، وهو ما سيرفع أسطول الكويتية الى 53 طائرة خلال السنوات المقبلة.
وقد ضاعفت الامارات من حجم رحلاتها المسيرة من والي قطر خلال فعاليات المونديال الى نحو 120 رحلة يوميا وهو رقم مضاعف لعدد الرحلات المبرمجة مسبقا بفضل الاقبال الكبير على السفر والإقامة والسياحة خاصة في دبي. وتقدم فنادق دبي باقات خاصة للجماهير وقد أعدت الإمارة مناطق المشجعين في المنتزهات والشواطئ وفي المراكز الترفيهية والمالية.
في غضون ذلك، قدمت المملكة العربية السعودية، لمن يحملون بطاقات “هيّا” الفرصة لزيارة المملكة لمدة 60 يوماً، وذلك بعد أن كانت المملكة قد عزلت نفسها عن السياحة لسنوات طويلة، حتى بدأت إصدار التأشيرات السياحية في عام 2019 فقط.
من جهتها قالت وزارة التراث والسياحة العمانية إن كأس العالم تستعد “لرفع صورة العديد من الوجهات الإقليمية” وإن الانتعاش المالي المرتبط بالحدث قد يمتد بعد انتهاء البطولة، وكذلك الأمر في الكويت لكن بنسبة استفادة أقل.
أما البحرين فخيرت عدم تسيير أي رحلات جوية مباشرة من والى قطر، ولا مناطق للمشجعين، وقليل من الإعلانات للبطولة.
الكويت قبل الأخيرة خليجياً في نهضة قطاع السياحة
تصدرت الامارات تصنيف الدول الخليجية على مستوى إيرادات السياحة ومساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي. حيث يساهم القطاع المزدهر بنحو أكثر من 11.6 في المئة في ناتج الامارات ويدر أكثر من 6 مليارات دولار. وتراهن الامارات على هذه الصناعة لزيادة ايراداتها في تنويع مصادر الدخل.
أما في المرتبة الثانية فتأتي قطر التي استفادت بنيتها التحتية السياحية كثيرا من احتضان كاس العالم، وبفضل تطور القطاع المستفيد من فعاليات المونديال والترويج للوجهة السياحية القطرية، تعززت مساهمة السياحة في الناتج المحلي القطري بنحو 10.3 في المئة. وفي المرتبة الثالثة، حلت البحرين بنسبة مساهمة للسياحة في ناتجها القومي بنحو 6.8 في المئة. أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب السعودية والتي تعتبر منصة ووجهة صاعدة للسياحة والترفيه في الشرق الأوسط، حيث استطاع المساهمة بـ5.3% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. ومن المرجح أن هذه النسبة ستزيد بشكل ملحوظ مستقبلا بفضل رؤية السعودية التنموية. وفي المرتبة قبل الأخيرة تأتي الكويت، حيث لا تتعدى استفادتها من قطاع السياحة والسفر سوى مساهمة بنحو 3.3 في المئة في النتاج المحلي الإجمالي. وفي المرتبة الأخيرة، حلت سلطنة بنسبة مساهمة بنحو 3 في المئة. الا ان قطاع السياحة في عمان يشهد تطور ملحوظ.
وفي حين أعلنت جل دول الخليج عن استراتيجيات واعدة لتطوير قطاع السياحة والسفر ورفع نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي من اجل تنويع إيرادات الاقتصاد والتخلص عن الاعتماد المفرط على ايرادات النفط، ماتزال الكويت مترددة في دعم هذا القطاع بشكل ملموس وجوهري رغم الخطط الحكومية المعلنة. يحدث ذلك رغم تصدر المواطن الكويتي قائمة أكثر الخليجيين إنفاقا على السياحة الا ان صناعة الترفيه في الكويت لا تزال متأخرة محليا، وهو ما يدعو لإقبال الكويتيين على السياحة الخارجية.
حسب بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فإن السائح الخليجي ينفق مبالغ أعلى من السائح العالمي بمعدل 6.5 مرة. وأوضح التقرير الصادر في العام 2018، أن الكويتي ينفق 11% من دخله السنوي على السياحة والسفر، وينفق السعودي 7%، والقطري 5.7%، والإماراتي 4.6%، والعماني 3.3%، وأخيراً البحريني 2.1%. وقد برزت الوجهات السياحية الخليجية خاصة الامارات والسعودية والبحرين وعمان من أفضل وجهات السياحة العلاجية.
2023 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF