بقلم دانه الربيش
كاتبة وإعلامية كويتية
لا شك أن سياسة الاحلال والتكويت التي تسعى لتطبيقها الحكومة الكويتية لن تحصد ثمارها الا بعد سنوات. فطريق الألف ميل تبدأ بخطوة. وهي بحد ذاتها مسار يتبع خطة مدروسة دأبت الحكومة على الإسراع في وتيرة تنفيذها تزامنا مع ظهور جائحة فيروس كورونا مطلع عام 2020 رغبة منها في تحسين اخلالات التركيبة السكانية التي أرهقت الكويت على مدى عقود. آنذاك، طفت على السطح من جديد قضية تجار الاقامات، ومدى تأثيرها على المجتمع من خلال رصد تفشي فيروس كورونا بين بعض الجاليات المصنفة بالعمالة الهامشية، وهو ما مثل تهديدا للأمن الصحي للمواطنين.
وان عرجنا قليلاً على بعض المواد في الدستور الكويتي، نصت بعض المواد على سبيل المثال المادة 8 على أن (تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص بين المواطنين). المادة (41) تنص حرفياً على أن (لكل كويتي الحق في العمل وفي اختيار نوعه والعمل واجب على كل مواطن تقتضيه الكرامة ويستجوبه الخير العام وتقوم الدولة على توفيره للمواطنين). ومن هنا نجد أن بعض مواد الدستور تناولت وأوصت بتأمين فرص العمل وتكافؤها، وهو الأمر الذي يبدو أن الحكومة الكويتية في العهد الجديد جادة كل الجد في حل هذه المشكلة عبر سياسة الاحلال وتوفير مختلف الفرص للمواطنين في سوق العمل.
ميزان المجتمع لا يمكن أن يكون أعوجاً في كفتيه، فالمواطن والمقيم سواسية في بناء المجتمع. لكن البطالة مسّت شريحة واسعة من المواطنين القادرين على العمل والراغبين به والذين يعانون من زيادة معدلات البطالة بسبب عدم توفر الفرص الوظيفية لهم. لذلك برزت أهمية زيادة توفير بعض الفرص الوظيفية لبعض العمالة في القطاعين العام والخاص على حد سواء مقابل الاستغناء عن جزء من العمالة الأجنبية في بعض المجالات التي قد يبدع فيها الموظف الكويتي أكثر من الأجنبي. وتجدر الإشارة الى أن دور الحكومة يحتم عليها التنسيق بين مختلف جهاتها المعنية لتفادي أي نقص وظيفي في مختلف التخصصات وأولوية تلبيته عبر انتداب موظفين كويتيين في ظل مسار الاحلال والاعتماد على القدرات والكفاءات الوطنية ومنحها فرص اثبات الذات والمشاركة في التخطيط والبناء والانجاز وتحديث الوطن مع الامتنان أيضا لليد العاملة الوافدة التي أسهمت بدورها في مسيرة ازدهار الكويت.
ورغم تأييد تسريع توطين الوظائف وتقليص حجم العمالة الوافدة، تبقى مشاعر الشكر والعرفان قائمة دائماً لكل من خدم هذه الأرض من المقيمين الشرفاء بمختلف المجالات. نقدر جهودهم واخلاصهم بالعمل طوال هذه السنوات. كانوا ولا زالوا شركاء في بناء هذا الوطن.
ويبقى الأمل موجودا ومتواصلا بالكفاءات الكويتية والسواعد الثابتة من الشباب الكويتي الطموح لخدمة ورفعة هذا الوطن الغالي في مختلف الفرص والمجالات الوظيفية المستقبلية.