الكويت، 14 يوليو 2022 (csrgulf): رغم أهمية توقيت الزيارة، لا يتطلع الخليجيون لنتائج مهمة ومصيرية من جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط وزيارته للسعودية. السلاح مقابل رفع معروض الطاقة، قد يميز أهم النتائج المحتملة للمباحثات الأمريكية الخليجية في الرياض. فالاستفادة القصوى التي قد يرجونها والتي قد تمثل المكسب الأهم في هذه المرحلة تكمن في احتمال موافقة بايدن على عكس ما وعد به سابقاً على زيادة منح دول الخليج صفقات سلاح أمريكي متطور يعزز من نوعية قدراتها العسكرية والدفاعية قياساً لما قام به مع إسرائيل.
كما أن الإبقاء على قوات أمريكية بقواعدها بالخليج وتجميد وتيرة الانسحاب العسكري منه وان مؤقتاً، قد يكون المكسب الثاني الذي تتطلع اليه خاصة الدول الخليجية الصغيرة كالكويت وقطر من أجل تعزيز أمنها. وقد يكون احتمال إعادة نشر منظومة بطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية من بين الأهداف التي قد تمثل كسبا هاما لدول الخليج من زيارة بايدن.
لكن هناك فرق بين ما ستعرضه وتقدمه واشنطن لدول الخليج وماذا ستكسب في المقابل، حيث تشير التقديرات الى أن مكاسب الولايات المتحدة قد تكون 10 اضعاف ما قد تربحه الحكومات الخليجية. اذ أن إلزام هذه الدول العضوة في منظمة أوبك برفع سقف معروضها من الطاقة في السوق الدولية قد يجنب الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا تداعيات تضخم أسعار الطاقة وركود اقتصادي قد يفوق في حدته كساد 1929.
فالولايات المتحدة التي تقود الغرب كجبهة معارضة لولادة قطب جديد تروج له روسيا والصين، بصدد خوض تحد صعب جدا خاصة على مستوى رغبة ملحة في زيادة عزل أحد أكبر منتجي ومصدري الطاقة في العالم والمتمثل في الاتحاد الروسي. حيث ان تشديد العقوبات على امدادات روسيا من الطاقة بهدف وقف تمويل الكريملن للعملية العسكرية في أوكرانيا، باتت تداعياته كارثية في ارتقاع أسعار الطاقة، وهو ما فقام الحاجة الملحة لبديل مؤقت في توفير الحد الأدنى من امدادات الطاقة الروسية، ولم تجد واشنطن غير الخليج ملاذا من أجل زيادة امدادات الطاقة.
وفي مقابل تحقق ذلك، من المتوقع ألا تشدد إدارة بايدن في ربط زيادة التعاون مع دول الخليج بمدى تحقيق الحكومات لمكاسب الحقوق والحريات، وهو ما قد يدفع لزيادة القلق حول تراجع دور واشنطن في حث الحكومات العربية على الالتزام بمعايير الدولة الحديثة والانتقال الديمقراطي.
كما أن استمرار الصراع في اليمن وزيادة مخاطر جماعة الحوثي قد تستولي على أهمية كبرى في المباحثات السعودية الأمريكية، إذ أن تمكين السعودية والامارات من زيادة قدرات عسكرية ولوجيستية لمقاومة تهديدات جماعة الحوثي قد يكون مطلبا حيوياً، الى جانب دعم ديبلوماسي دولي مطلوب لإحلال السلام في الدولة اليمنية ودعم الطرف السياسي الذي يمثل الشرعية بالنسبة للدول الخليجية.
أما بالنسبة لتهديدات إيران فقد لا يتم التعامل معها كما في السابق، حيث أن تغليب المصالح على الخلافات قد يكون سيد الموقف في مناقشات خفض التوتر مع طهران، لكن هناك عقبات تتمثل في مدى إمكانية اقناع بايدن بطرق عملية في محاصرة تمدد النفوذ الإيراني على أعتاب دول الخليج في العراق وفي اليمن وفي سوريا ولبنان.
2022 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF