– الكويتيون يواجهون خطرا بيئياً مصدره البحار
– الكويتيون قد لا يجدون شواطئ صالحة للسباحة مستقبلاً
– البكتيريا البحرية السامة مصدر أمراض مقلقة في المستقبل
– مخلفات النفط والبلاستيك ومياه الصرف الصحي والمبيدات تهدد الحياة البحرية
– تلوث بحري صامت يزحف نحو السواحل العربية
– التنوع البحري في الكويت في خطر وإمكانية انقراض بعض الأسماك في المستقبل
– أنشطة الصيد البحري غير القانونية تضاعف خطر تضرر الثروة السمكية
– زيادة تلوث البحار بالنفايات الخطرة
– السواحل الكويتية: صعود مستوى التلوث الى درجة التسمم الصامت الذي يهدد الحياة البحرية برمتها وصحة الانسان
– النفايات البلدية، نفايات المصانع والانشاءات مصدر تلوث يتسرب الى السواحل الكويتية
الكويت، 20 ابريل 2022 (csrgulf): أكثر من نصف سواحل الكويت مهددة بعدم صلاحيتها لا للسباحة أو للصيد البحري، حيث تواجه خطر تلوث صامت يتحدى جهود الحكومة من أجل السيطرة عليه.
ومالم يتم تنفيذ خطة طوارئ بيئية عاجلة، فان التدهور السريع للحياة البحرية قد لا يضرّ الكائنات البحرية فحسب، بل قد يهدد صحة أجيال الكويت القادمين. حيث أصبح وضع التلوث البحري في الكويت مقلق جدا حتى أن ملاحظة التغيرات بدأت في الظهور في ظل متابعة حثيثة من الخبراء والباحثين الكويتيين والدوليين ومع تدخل منظمات كثيرة.
حسب دراسة تحليلية للمركز (CSRGULF) لأحدث تقييم لمستويات التلوث البحري في العالم العربي، حلّت الكويت بين أكثر الدول العربية التي تواجه الحياة البحرية فيها حدة تلوث قفزت بنسب كبيرة خلال العشرين سنة الأخيرة بسبب سرعة وتيرة التوسع العمراني والأنشطة الصناعية المختلفة على السواحل البحرية. أهم مصادر التلوث المرصود تمثلت في نفايات البلاستيك ومياه الصرف الصحي وتسربات النفط والنفايات البشرية والمبيدات والمغذيات التي تعتمد عليها تربية الأسماك والمواد الكيمائية المستخدمة في تحلية المياه لتوفير الماء في ظل شح المياه الجوفية العذبة.
وضمن الجزء الثاني من تقرير بحثي شامل لمركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF حمل عنوان “تحديات تلوث البيئة البحرية وآثارها على مستقبل البشرية: الكويت نموذجاً“، خلصت النتائج التقديرية لدراسة عوامل مختلفة بما فيها التغيرات المناخية، الى ارتفاع نسبة المخاطر المتأتية من تلوث البحار خاصة على مستوى احتمالات التسمم وظهور فيروسات بحرية قاتلة قد تكون السبب الرئيسي لزيادة وتيرة نفوق الأسماك ومخاطر انقراض بعضها، فضلاً عن زيادة دواعي القلق حول جودة المأكولات البحرية وتوفرها مستقبلاً.
ومثلت زيادة رصد ظواهر نفوق الأسماك والحيتان بالسواحل الكويتية على امتداد 10 سنوات الأخيرة بمثابة ناقوس خطر حول تضخم حجم التلوث في المياه الكويتية والخليجية والإقليمية ومدى تأثيره المحتمل على الثروة السمكية وتنوع البيئة البحرية وتفشي الفيروسات التي قد تنتقل الى الانسان يوما ما. وكانت حذرت الهيئة العامة للبيئة من أن ظاهرة نفوق الأسماك التي يتم رصدها في شواطئ كويتية ترجع لازدياد الضغوطات السلبية على البيئة البحرية.
وفي حين تعلن جهات حكومية كويتية انخفاض التلوث البحري وتطمئن حول مدى السيطرة على مستقبل تقدم تلوث البيئة البحرية باستخدامات تقنيات متطورة كالطاقة النووية، برزت في المقابل أرقام دولية مخيفة ومقلقة تدق ناقوس الخطر حول رصد زيادة سرعة تفشي تلوث الحياة البحرية في السواحل الكويتية قادم من مصادر مختلفة.
وتتضارب احصائيات محلية رسمية مع احصائيات دولية حول تقدير حدة التلوث في سواحل الكويت ومدى حقيقة انتشاره في حين تؤكد أبحاث علمية مختلفة لعل آخرها صادرة من معهد الكويت للأبحاث العلمية صعوبات تقدير واقع التلوث البحري اليوم في البلاد في ظل محدودية المعلومات نسبيًا ما يدفع للقلق حول الآثار المستقبلية المحتملة لهذا التلوث على صحة الانسان.
ويعتبر القطاع السياحي مستقبلاً أكثر القطاعات المتضررة من التلوث البحري، حيث قد لا يجد الكويتيون شواطئ آمنة للسباحة إذا استمرت وتيرة التلوث في التصاعد. بالإضافة إلى ذلك، فان تلوث مياه البحر في الكويت شديد بسبب الانسكابات النفطية، ومياه الصرف الصحي الخام، والنفايات السائلة الصناعية والبلدية المعالجة بشكل غير كاف، والمواد الكيميائية الزراعية، والتصريف العشوائي للمياه[1].
وعلى صعيد آخر، لعل الكويت تتشارك القلق مع بقية دول الخليج والعالم العربي إزاء تطور سريع لتلوث ضخم مصدره المحيط الذي تضخمت أعماقه بمليارات الأطنان من القمامة وخاصة البلاستيكية والتي بتحللها تنتشر مواد سامة تسبب نفوق كائنات بحرية واحتمالات الإضرار بصحة الإنسان أيضاً، فهل تكون فيروسات معدية تنتقل الى البشر لتصبح مصادر أوبئة في المستقبل آتية من أعماق البحار ومن المأكولات البحرية، مصير محتمل مالم يتم التدخل السريع لإنقاذ البيئة البحرية؟
صحة أجيال المستقبل على المحك بسبب احتمالات مخاطر فيروسات وأمراض مصدرها تلوث بحري
بالنظر الى أن مياه الخليج العربي شديدة الملوحة، أظهر تحليل البيانات التي نشرتها دراسات علمية مختلفة وحديثة[2] أن عينات المياه الكويتية تحتوي على بكتيريا شديدة التنوع بين ضارة ومفيدة تنتمي إلى أكثر من 53 جنسًا بكتيريًا. بعض الأنواع البكتيرية قد تكون مسببة للأمراض مثل البلهارسيا والكوليرا. وعلى سبيل المثال، قد يكون الاستزراع البحري المكثف في سلوى وشاطئ الصليبخات مسؤولاً جزئياً عن ارتفاع معدل ظهور بعض البكتيريا المتسببة في بعض الأمراض. لكن ما من دليل على تضرر الانسان بها بشكل واسع يتم ملاحظته اليوم.
وتشير النتائج إلى زيادة نشاط ميكروبي في المياه الملوثة خلال العقد الماضي. ويسبب النشاط المتزايد للميكروبات البحرية أمراضًا تتهدد الحياة البحرية والبشرية. فبملامسة أو استهلاك بكتيريا معينة، يمكن أن يعاني الإنسان من تقلصات، وغثيان، وإسهال، ومرض السل، والالتهاب الرئوي، والتيفوئيد، والكوليرا. وتعتبر الأسماك أبرز حاضن للأمراض البكتيرية البحرية[3].
وقد أدى التطور السريع وما نتج عنه من تصنيع وتحضر إلى ضغط شديد على البيئة الهشة بالقرب من الشاطئ قبالة الكويت. وتتمثل مخاطر التلوث الرئيسية في الانسكابات النفطية، والنفايات الصناعية، والتلوث الحراري، والبكتيريا القولونية البرازية، والنفايات الصلبة. وتم الإبلاغ عن تقدم جيد في الحد من الأمونيا وكبريتيد الهيدروجين، الملوثات الرئيسية القادمة من منطقة الشعيبة الصناعية. في الأثناء، هناك قلق حول مصدر تلوث بحري آخر يتمثل في محطات الكلور المصاحبة لمحطات تحلية المياه. وتشكل القولونيات البرازية والنفايات الصلبة الخطيرة مصدر تلوث اضافياً على طول الواجهة البحرية لمدينة الكويت ما يدعم الحاجة لإنشاء برنامج حماية بيئي فعّال لمواجهة مسار التنمية الصناعية[4] في المستقبل.
نفايات البلاستيك مصدر تلوث سام
حسب خلاصة البحث تعتبر البيئة البحرية في الكويت الأكثر تهديدا بين العناصر البيئية الأخرى وخاصة جراء رصد زيادة تلوث البحار بالنفايات البشرية. وقد تم اعتماد مقاييس مختلفة بما فيها احتساب حجم مخلفات النفايات البلاستيكية في البحار بالمقارنة مع عدد السكان حسب كل دولة في العالم العربي، ووفق هذا المؤشر اعتبرت الحياة البحرية في الكويت بين الأكثر تلوثاً مقارنة بعدد سكان البلاد. واختلفت تقديرات حجم المخلفات البلاستكية في السواحل الكويتية، ففي حين تم تقديره بنحو 750,690 ألف طن[5]، يقدره في المقابل معهد الكويت للأبحاث العلمية بنحو 200 ألف طن في آخر تقديراته في 2019، لكن هناك تقديرات ثالثة مناقضة للإحصاء الرسمي تفيد بوجود نحو400 ألف طن[6].
رغم أحدث تقييم لحالة التلوث في المناطق الساحلية بالكويت أجراه معهد الكويت للأبحاث العلمية وتوصل فيه لانخفاض نسبي لرواسب جسيمات الملوثات البلاستيكية بالشواطئ الكويتية وفي الأسماك، الا أن هذه النتائج قد تكون غير حاسمة ومرتبطة بتغيرات متسارعة للتلوث البحري، وكذلك فان التقديرات تبقى نسبية مع محدودية توافر المعلومات حول نسبة درجة تركز تلوث البحار بمادة البلاستيك وكذلك تضارب التقديرات المحلية مع التقديرات الدولية.
وقد تم أخذ عينات من 44 موقعًا من مواقع المد والجزر لرواسب الشواطئ الكويتية. وعلى عكس التوقعات، تم العثور على عدد قليل جدًا من جزيئات البلاستيك الدقيق في رواسب الشواطئ في 15 موقعًا في حين تم انتشال 3 قطع فقط من البلاستيك من المسارات المعدية المعوية لأسماك الهامور. وعلى أساس هذا الاختبار اعتبرت مستويات الجسيمات البلاستيكية في الرواسب والمياه والكائنات الحية في السواحل الكويتية أقل بكثير مقارنة بالمناطق المجاورة كقطر وسلطنة عمان.[7] لكن رغم هذه النتيجة التي توصل اليها معهد الكويت للأبحاث العلمية، الا انها تبقى تقديرية.
ويوفر تقييم تقديري لنفايات البلاستيك (SPW) في الكويت نتائج أولية تفيد بمحدودية إعادة تدوير النفايات البلدية المتزايدة، حيث احتلت الكويت المرتبة الثانية بعد قطر في توليد النفايات البلاستيكية، وتولد الكويت من 1.5 الى 1.7 كيلوغرام من النفايات للفرد في اليوم، أي ضعف المتوسط العالمي. ومع ذلك، يتم التعامل مع القمامة من قبل الشركات الخاصة مع القليل من الفرز، مما يؤدي إلى زيادة التلوث وتسربه الى البحر فضلا عن ارتفاع المخاطر الصحية. ويعد نقص إعادة التدوير أيضًا فرصة مالية ضائعة. حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2014 أن 76 في المائة من نفايات الكويت قابلة لإعادة التدوير، وأن القيمة المحتملة للمواد الممكن إعادة تدويرها من المكبات تزيد عن 130 مليون دولار سنويًا[8].
وتشهد الكويت تحديات أبرزها الإدارة غير الملائمة للنفايات ونقص التثقيف والوعي بين المتدخلين (صناع القرار) في الإدارة المستدامة للنفايات، والافتقار إلى قرارات تحد من النفايات مع عدم كفاية برامج إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام على المستويين المحلي والوطني[9].
وكانت مديرة عام معهد الكويت للأبحاث العلمية سميرة عمر صرحت في 2019 إن كمية النفايات البلاستيكية في الكويت تقدر بنحو 18٪ من إجمالي النفايات الصلبة المنتجة في الدولة كل عام، أي ما يقارب نحو 200 ألف طن سنوياً.
وصنفت الكويت حسب دراسة علمية الثانية خليجياً في توليد نسبة النفايات البلاستيكية بعد الامارات، والأخيرة خليجيا في إدارة المستدامة للنفايات وإعادة التدوير[10]. وكانت نسب البلاستيك تمثل 13 في المئة[11] من النفايات الصلبة سنوياً في حدود 2014 لتقفز الى نحو أكثر من 18 في المئة في 2019 لحدود 200 ألف سنويا[12]. وكانت الكويت تنتج حجم النفايات الصلبة سنوياً بما يقدر نحو 850 ألف طن سنويا[13] بين 2000 الى 2004 ليقفز هذا الرقم الى أكثر من مليونين طن سنوياً اليوم[14].
بلغ حجم النفايات الصلبة المحلية المنتجة في الكويت 965 ألف طن في عام 1994، وارتفعت إلى 2.3 مليون طن في عام 2016 بمتوسط سنوي قدره 5.4 في المئة. ومع ذلك، فإن نصيب الفرد من النفايات الصلبة المحلية كان متقلبًا خلال نفس الفترة حيث بلغ 1.6 كجم / فرد في عام 2016[15].
حلول محدودة لمواجهة تحديات ضخمة
تواجه صحة الانسان في العالم بما في ذلك المنطقة العربية والخليجية مصدر تهديد انساني جديد جراء زيادة تلوث البحار، كما أدت زيادة ازدواجية عوامل التلوث وتأثيرات الاحتباس الحراري الى ارتفاع عدد الشواطئ غير الصالحة للسباحة أو الصيد البحري في العالم العربي بما فيها الكويت، وهو ما قد يخلف آثار سلبية على اتجاهات تنمية السياحة البحرية في الدولة الكويتية التي تراهن على زيادة الاستثمار في قطاعات مثل القطاع السياحي من أجل تنويع اقتصادها بعيدا عن التعويل على النفط. ويدفع الوضع الراهن لمضاعفة جهود التدخل البيئي العاجل لتحسين جودة السواحل الكويتية. حيث أن الجهود الحالية لا تكفي لمكافحة تسارع وتيرة التلوث الحاصلة.
يعمل باحثو الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تطوير أساليب باستخدام التقنيات النووية والنظيرية من أجل التحديد الكمي الدقيق لحركة ومصير وتأثير جزيئات البلاستيك وما يرتبط بها من ملوثات عضوية وغير عضوية على مجموعة من الكائنات الحية المائية.[16]
وفي مواجهة تغير المناخ والنشاط الصناعي المتزايد، يستخدم الباحثون في الكويت العلوم النووية لمواجهة التحديات التي تواجه البيئة البحرية، بمساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويقر معهد الكويت للأبحاث العلمية أن “الكويت تواجه تأثير التغير المناخي وتحمض المحيطات والتلوث من صناعة النفط والشحن والطاقة وأنشطة تحلية المياه”[17]. ويتم تقييم امتصاص النشاط الإشعاعي والملوثات البحرية بواسطة دراسة الرواسب البحرية المؤدية لتحمض المحيطات حيث أن قاعها بات مستودع للملوثات ومصدر تلوث خطير لمياه البحر[18] مستقبلاً.
ومع تسارع وتيرة تحمض المحيطات نتيجة لزيادة كميات ثاني أكسيد الكربون التي تدخل المحيط، تبرز نظرة مقلقة حول مدى استجابة الحياة البحرية لهذه التغيرات في العقود المقبلة. وتتوقع الدراسات العلمية أن التأثيرات المحتملة لتحمض المحيطات وارتفاع درجة حرارتها تشمل التدهور في التنوع البحري أو فقدان الموائل الهشة بالكامل، مثل أعشاب البحر والشعاب المرجانية.
ومن بين الحلول التي تعمل عليها الكويت ولكن بشكل محدود وهي تمثل فرصا استثمارية كبيرة يمكن استخلاصها من معالجة النفايات، بزرت إمكانية استخراج زيوت من خلال تكثيف النفايات البلاستيكية ومعالجتها في نظام شبيه بالمفاعل، ويعد مثل هذا التوجه جزءًا من جهود البحث المستمرة لاستفادة من التحلل الحراري البطيء المستمر للمواد البلاستيكية[19]. ويحث التلوث المتزايد للنفايات البلاستيكية القطاعين العام والخاص على اتخاذ إجراءات فورية بشأن إعادة تدوير البلاستيك ومعالجته بشكل فعال. أشارت النتائج إلى أن استخلاص النفايات البلاستيكية كان مجديًا من حيث المنتجات المحتملة لإعادة التدوير كالزيوت والطاقة.
كما أن هناك مشاريع تحويل النفايات إلى طاقة في دول مجلس التعاون الخليجي. ولدى الكويت مشروع في كبد لتوليد الطاقة الكهربائية بمعدل 100 ميغاوط بكلفة 756 مليون دولار وينتهي العمل منه في 2023[20].
تأثير أنشطة الإسكان والنفط والصناعة على تدهور البيئة البحرية
يزور الخليج سنوياً أكثر من 53 ألف سفينة لنقل النفط، أي ما يقرب من 40٪ من إجمالي نقل النفط في العالم يمر عبر منطقة الخليج العربي، وبسبب نشاط الشحن الهائل في الخليج العربي، تأثرت البيئة البحرية بزيادة تسرب الزيوت ومخلفات النفط، حيث قد تكون مسؤولة عن زيادة نفوق الأسماك، اذ هناك احتمال أن هذه المخلفات قد تكون سبباً وراء ظهور طحالب سامة.[21]
على صعيد آخر، تتضح زيادة وجود مخاطر حقيقية تتمثل في زيادة تلوث المياه الجوفية بتسربات مخلفات النفط وخاصة المرتبطة بالآبار التي شهدت اضرار خلال مرحلة الغزو في التسعينات حيث أن تسرب النفط تسلل الى باطن الأرض ومن ثمة فهو يؤثر عبر الوقت على جودة المياه الجوفية[22]. ولا تزال تسربات النفط مصدر قلق، على الرغم من انخفاض الانسكابات الفعلية بشكل مضطرد لعدة عقود[23]. ولعل الكويت مثال على ذلك.
وتؤدي التغييرات طويلة المدى في مستويات تسرب الملوثات البشرية والصناعية ومعالجة مياه الصرف الصحي أو تحلية مياه البحر إلى تأثيرات واضحة على مجموعة من الأنواع والموائل البحرية داخل المياه الإقليمية للكويت.
كما يمثل الصيد غير القانوني مصدر قلق رئيسي آخر حول مستقبل الثروة السمكية، اذ أن الصيادين عادة ما يستغلون الانخفاض الملحوظ في تطبيق القانون للعمل بشكل غير قانوني ما يضاعف الخطر على الحياة البحرية[24].
مياه الصرف الصحي مصدر تسمم مقلق للمياه البحرية
تواجه الكويت تقلبات مناخية حادة مثلها مثل بقية دول الخليج والشرق الأوسط بفعل تأثيرات الاحتباس الحراري الذي قد يدفع الى اضطراب وتيرة تعاقب الفصول ودخول متأخر لفصل الشتاء وامتداد فترات الحرارة لأكثر من فصل الصيف، مع زيادة احتمالات الأمطار غير المنتظمة بكميات ضخمة قد تصل الى ظواهر مثل السيول والفيضانات، وهو ما يدعو للقلق من طريقة تصريف مياه الأمطار عبر شبكات الصرف الصحي الى البحر، حيث أن وصولها الى البحر دون معالجتها قد يضاعف نسبة وتيرة تسمم المياه البحرية الجوفية وقد يتسبب على المدى الطويل في التأثير على صحة الأسماك والبشر[25]. ومن أجل خفض احتمالات التسمم المتأتي من مياه الصرف الصحي برزت الحاجة لمضاعفة جهود معالجة هذه المياه قبل وصولها الى البحر من خلال استخدام مواد كيماوية غير ضارة.
ومع مرور الوقت، قد تصبح معالجة مياه الصرف الصحي ضرورة حياتية، حيث أن تصريف المياه العادمة مباشرة في البحر دون معالجة له آثار خطيرة على صحة الإنسان والمجتمع حيث أنه يحتوي على ملوثات قد تكون سبباً لبعض الأمراض. ورغم أن دراسات أكدت أن التصريف العرضي لمياه الصرف الصحي لفترة قصيرة في الكويت مقبول ولكن إذا استمر التصريف لفترة طويلة أو بكميات ضخمة في المستقبل، فمن المستحسن استخدام مواد كيميائية مثل هيبوكلوريت الصوديوم للمعالجة قبل تصريفها في البحر[26].
ويؤثر التوسع السريع لمياه الصرف الصحي والصناعي وبلوغه السواحل البحرية في الكويت على زيادة ظهور محتمل على المدى البعيد للعوالق النباتية البحرية السامة[27]. من ناحية أخرى، باتت الشواطئ تشكو من زيادة تكثف أول أكسيد الكربون السام المقلص للأكسجين في المياه البحرية.
ويسلط تقرير المركز عن “حالة البيئة البحرية للكويت” الضوء على تأثير التلوث الساحلي، وخاصة مياه الصرف الصحي، على صحة الإنسان والبيئة. وأظهر أن التوسع الحضري السريع للكويت أدى إلى تغييرات كبيرة في البيئة المحلية، مع تأثير واضح على جودة البيئة البحرية.
تظهر مؤشرات التلوث البيئي في الكويت أن تلوث مياه الصرف الصحي ينذر بالخطر. وتكشف الأبحاث أنه يحتوي على ملوثات كيميائية وبيولوجية خطرة يمكن أن تعرض الحياة البحرية والبشرية للخطر، خاصة أن البلاد تعتمد كثيرًا على الأسماك في الغذاء والبحر للاستجمام.
معدل انتاج الفرد للنفايات بين الأعلى عالمياً وتضارب حول تقدير نمو حجم النفايات سنويا
على الرغم من المساحة الجغرافية الصغيرة للبلاد وقلة عدد السكان نسبيًا، تتمتع الكويت بواحد من أعلى معدلات نصيب الفرد من النفايات الصلبة البلدية (MSW) في العالم، حيث أن كل فرد ينتج يومياً بين 1.5 و1.7 كجم. كما تنتج الكويت أكثر من 1.9 مليون طن من النفايات الصلبة البلدية سنويًا. وتمثل نفايات الأغذية العضوية الحصة الأكبر بنسبة 45٪، في حين أن الورق والبلاستيك، أكثر النفايات الأساسية المرشحة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام، والتي تشكل معًا 40٪ من إجمالي توليد النفايات الصلبة[28]. وتمثل نسبة البلاستيك في النفايات الكويتية الصلبة نحو 20 في المئة[29] أي نحو 400 ألف طن سنوياً بما يعادل ضعف الرقم الذي أعلن عنه معهد الأبحاث العلمية في 2019 العام نفسه الذي أعدت فيه الهيئة العامة للبيئة (KEPA)وثيقة[30] تحتوي على احصائيات غير متطابقة مع أرقام المعهد والتي تلخص نتيجة شراكة مثمرة وتعاون بيئي بين دولة الكويت والمكتب الإقليمي لغرب آسيا في الولايات المتحدة لفائدة برنامج الأمم المتحدة للبيئة في 2019.
أسماك كويتية قد تواجه الانقراض بسبب التلوث وتدخل حكومي محدود
في ظل هذه الظروف الطبيعية المتغيرة، تتعرض العديد من الكائنات والموائل والأعشاب البحرية وحتى الشعاب المرجانية في الكويت وعبر الخليج الى زيادة التحمل الفسيولوجي. وقد يكون جزء كبير من الكائنات البحرية بات حسّاساً أكثر لمصادر التلوث البشري، مثل التلوث الكيميائي، وتصريف النفايات السائلة بما في ذلك الإجهاد الحراري من محطات تحلية المياه، والقمامة البحرية، وتربية الأسماك عبر إدخال أنواع غازية عبر أجزاء شاسعة من ساحل الكويت، فيما يستمر دور عمليات التخطيط والتنمية الحضرية وان كان ضعيفاً في التأثير سلبًا على البيئة الساحلية ونوعية المياه المرتبطة بها (مثل تلوث مياه الصرف الصحي)، مما يسبب مع مرور الوقت نقص الأكسجين الطبيعي والملوحة[31]. وقد قفزت تقديرات حجم ونسبة نفوق الكائنات البحرية والأسماك في السنوات الأخيرة مما زاد من جدية الخطر حيث كان نفوق أكثر من نوع من أسماك القرس في عدد من السواحل البحرية في أكثر من بلد لعل اخرها إيطاليا والكويت مؤشرات على مدى انتشار التلوث بسبب زيادة مهولة للنفايات البحرية أبرزها مخلفات البلاستيك[32]. كما يؤثر تغير المناخ والطقس القاسي على الكائنات البحرية، حيث تعاني الطيور المائية الكويتية حاليًا من هذه الضغوط.
وبشكل عام، أصبحت التهديدات التي تتعرض لها البيئة الساحلية والبحرية في الكويت والخليج، واضحة ومتنامية وجدية ومقلقة، كما أن حالة العديد من جوانب التنوع البيولوجي الفريد في المنطقة وصلت إلى مستويات منخفضة قياسية (Sheppard2014)، ولمواجهة هذه التحديات المتزايدة، يتطلب الحفاظ على التنوع البيولوجي وعلى الفوائد المجتمعية التي توفرها البيئة البحرية التنفيذ السريع للإجراءات الفعالة والمركزة. في هذا الصدد أثبتت دولة الكويت التزامها بالتنمية المستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي والوقاية من التلوث البيئي من خلال مصادقتها على عدد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية التنوع البيولوجي وقانون الأمم المتحدة للبحار، وأيضاً من خلال العمل بقانون البيئة المعدل لدولة الكويت (القانون 42 لعام 2014). ومع ذلك، فإن الانتقال من مرحلة حسن النوايا إلى العمل الفعّال يتطلب معرفة وفهم حالة البيئة البحرية.
ورغم التركيز المتزايد على وضع البيئة البحرية الكويتية، وتطوير البحوث المبتكرة والمراقبة التي تجري في الكويت، هناك حاجة أكبر لإحداث تغيير فعّال مع خطوات جدية مطلوبة بعيدا عن الروتين الحكومي والبيروقراطية الادارية للحفاظ على التنوع البيولوجي وحالة النظام الإيكولوجي لـ تستفيد منها الأجيال الحالية والمستقبلية. ولأجل انقاذ البيئة البحرية هناك حاجة لمضاعفة التدخل الحكومي بمعية مشاركة أكبر للقطاع الخاص والجمعيات من أجل تنفيذ تدابير ناجعة وموجهة لوقف التدهور في البيئة البحرية رغم أن غالبية الدراسات السابقة تشير الى أن البيئة البحرية الكويتية وان تتعرص لمجموعة واسعة من مصادر التلوث، الا أن المستويات الفعلية للتلوث الكيميائي تظل منخفضة نسبيًا[33].
2022 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث csrgulf
المراجع:
[1] Karim N. Jallad ; and Cyntia Espada-Jallad, Water Quality Analysis in a Residential Area of Kuwait, World Environmental and Water Resources Congress 2010, https://ascelibrary.org/doi/10.1061/41114%28371%2969#:~:text=In%20addition%2C%20seawater%20pollution%20in,indiscriminate%20discharge%20of%20bilge%20water.
[2] K Chen, dentification of Bacterial Species in Kuwaiti Waters Through DNA Sequencing, 2017 IOP Conf. Ser.: Earth Environ. Sci. 51 012015, IOP Conference Series: Earth and Environmental Science, https://iopscience.iop.org/article/10.1088/1742-6596/51/1/012015/pdf
[3] K Chen, dentification of Bacterial Species in Kuwaiti Waters Through DNA Sequencing, 2017 IOP Conf. Ser.: Earth Environ. Sci. 51 012015, IOP Conference Series: Earth and Environmental Science, https://iopscience.iop.org/article/10.1088/1742-6596/51/1/012015/pdf
[4][4] B. Oostdam, Marine Pollution in Kuwait, Millersville State College, Millersville, PA, USA, Date of Conference: 6-8 Sept. 1978, Date Added to IEEE Xplore: 09 September 2010 DOI: 10.1109/OCEANS.1978.1151170, Publisher: IEEE, https://ieeexplore.ieee.org/document/1151170/references#references
[5] Hannah Ritchie and Max Roser, Plastic Pollution, September 2018, https://ourworldindata.org/plastic-pollution#total-plastic-waste-by-country
[6] Fisrt Biennial update Report of the state of Kuwait, submiteed to The United Nations Framework Convention on climate change, by Environment Public Authority, sep 2019, https://unfccc.int/sites/default/files/resource/State%20of%20Kuwait%20-%20BUR.pdf
[7] Saeed, T., Al-Jandal, N., Al-Mutairi, A., & Taqi, H. (2020). Microplastics in Kuwait marine environment: Results of first survey. Marine Pollution Bulletin, 152, 110880. doi:10.1016/j.marpolbul.2019.110880
[8] UN ENVIRONMENT, STORY SUSTAINABLE DEVELOPMENT GOALS
Bringing recycling to Kuwait,15 DEC 2020, https://www.unenvironment.org/news-and-stories/story/bringing-recycling-kuwait
[9] Ghayebzadeh, M., Taghipour, H., & Aslani, H. (2020). Estimation of plastic waste inputs from land into the Persian Gulf and the Gulf of Oman: An environmental disaster, scientific and social concerns. Science of The Total Environment, 138942. doi:10.1016/j.scitotenv.2020.138942
[10] S. Al-Salem and M. Al-Samhan, Plastic Solid Waste Assessment in the State of Kuwait and Proposed Methods of Recycling, American Journal of Applied Sciences 4 (6): 354-356, 2007, ISSN 1546-9239, © 2007 Science Publications Corresponding Author: Eng. Sultan M.S. Al-Salem, Petrochemical Processes Program Element, Petroleum Research and Studies Center, Kuwait Institute for Scientific Research, https://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.926.8559&rep=rep1&type=pdf
[11] S. Al-Salem and M. Al-Samhan, Plastic Solid Waste Assessment in the State of Kuwait and Proposed Methods of Recycling, American Journal of Applied Sciences 4 (6): 354-356, 2007, ISSN 1546-9239, © 2007 Science Publications Corresponding Author: Eng. Sultan M.S. Al-Salem, Petrochemical Processes Program Element, Petroleum Research and Studies Center, Kuwait Institute for Scientific Research, https://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.926.8559&rep=rep1&type=pdf
[12] Kuna report, KSIR, sep 2019, https://www.kuna.net.kw/ArticleDetails.aspx?id=2818416&language=en#:~:text=KUNA%20%3A%20Annual%20plastic%20waste%20in,Environment%20%2D%2012%2F09%2F2019
[13] S. Al-Salem and M. Al-Samhan, Plastic Solid Waste Assessment in the State of Kuwait and Proposed Methods of Recycling, American Journal of Applied Sciences 4 (6): 354-356, 2007, ISSN 1546-9239, © 2007 Science Publications Corresponding Author: Eng. Sultan M.S. Al-Salem, Petrochemical Processes Program Element, Petroleum Research and Studies Center, Kuwait Institute for Scientific Research, https://citeseerx.ist.psu.edu/viewdoc/download?doi=10.1.1.926.8559&rep=rep1&type=pdf
[14] Salman Zafar, Solid Waste Management in Kuwait, October 21, 2020, https://www.bioenergyconsult.com/solid-waste-management-in-kuwait/
[15] Manfred Graf, Current Status, Waste Management Strategies and Planning in Kuwait, EVN Umweltholding und Betriebs-GmbH, https://www.vivis.de/wp-content/uploads/WM8/2018_wm_127-136_graf
[16] Jennet Orayeva,World Oceans Day 2020: New IAEA Research Records Dramatic Increase in Microplastic Pollution in Eastern Tropical Pacific Ocean, IAEA Department of Nuclear Sciences and Applications, jun 2020, https://www.iaea.org/newscenter/news/world-oceans-day-2020-new-iaea-research-records-dramatic-increase-in-microplastic-pollution-in-eastern-tropical-pacific-ocean
[17] Aabha Dixit, Kuwaiti Experts Use Nuclear Technology to Study the Marine Environment, IAEA Office of Public Information and Communication, 2019, https://www.iaea.org/newscenter/news/kuwaiti-experts-use-nuclear-technology-to-study-the-marine-environment
[18] Aabha Dixit, Kuwaiti Experts Use Nuclear Technology to Study the Marine Environment, IAEA Office of Public Information and Communication, 2019, https://www.iaea.org/newscenter/news/kuwaiti-experts-use-nuclear-technology-to-study-the-marine-environment
[19] Sultan Majed Al-Salem , Yang Yang, Jiawei Wang and Gary Anthony Leeke, Pyro-Oil and Wax Recovery from Reclaimed Plastic Waste in a Continuous Auger Pyrolysis Reactor, Environment & Life Sciences Research Centre, Kuwait Institute for Scientific Research (KISR), Energy and Bioproducts Research Institute (EBRI), Aston University, School of Chemical Engineering, University of Birmingham, April 2020, file:///C:/Users/IMED/Downloads/energies-13-02040.pdf
[20] Maha Alsabbagh, Mitigation of CO2e Emissions from the Municipal Solid Waste Sector in the Kingdom of Bahrain, Department of Natural Resources and Environment, Arabian Gulf University, MDPI, 20 August 2019, file:///C:/Users/IMED/Downloads/climate-07-00100-v2.pdf
[21] Faiza Al-Yamani, Suspected ballast water introductions in the Arabian Gulf, Kuwait Institute for Scientific Research, July 2015, Aquatic Ecosystem Health and Management 18(3), DOI: 10.1080/14634988.2015.1027135, file:///C:/Users/IMED/Downloads/SuspectedBallastWater14634988.2015.1027135.pdf
[22] A. Mukhopadhyay, et al, Pollution of fresh ground water from damaged oil wells North Kuwait, 2017, https://papersowl.com/examples/marine-pollution-due-to-waste-water-discharge-in-kuwait
[23] UNESCO, Marine Pollution, http://www.unesco.org/new/en/natural-sciences/ioc-oceans/focus-areas/rio-20-ocean/blueprint-for-the-future-we-want/marine-pollution/#:~:text=What%20is%20polluting%20our%20Ocean,contaminated%20with%20man%2Dmade%20debris.
[24][24] B. Oostdam, Marine Pollution in Kuwait, Millersville State College, Millersville, PA, USA, Date of Conference: 6-8 Sept. 1978, Date Added to IEEE Xplore: 09 September 2010 DOI: 10.1109/OCEANS.1978.1151170, Publisher: IEEE, https://ieeexplore.ieee.org/document/1151170/references#references
[25] A. Mukhopadhyay, et al, Pollution of fresh ground water from damaged oil wells North Kuwait, 2017, https://papersowl.com/examples/marine-pollution-due-to-waste-water-discharge-in-kuwait
[26] A. Mukhopadhyay, et al, Pollution of fresh ground water from damaged oil wells North Kuwait, 2017, https://papersowl.com/examples/marine-pollution-due-to-waste-water-discharge-in-kuwait
[27] Devlin, M. J., Massoud, M. S., Hamid, S. A., Al-Zaidan, A., Al-Sarawi, H., Al-Enezi, M., … Lyons, B. P. (2015). Changes in the water quality conditions of Kuwait’s marine waters: Long term impacts of nutrient enrichment. Marine Pollution Bulletin, 100(2), 607–620. doi:10.1016/j.marpolbul.2015.10.022, sci-hub.se/10.1016/j.marpolbul.2015.10.022
[28] Fisrt Biennial update Report of the state of Kuwait, submiteed to The United Nations Framework Convention on climate change, by Environment Public Authority, sep 2019, https://unfccc.int/sites/default/files/resource/State%20of%20Kuwait%20-%20BUR.pdf
[29] Weighted averages of all waste composition.(Source: KM, Fichtner; 2013),
[30] Fisrt Biennial update Report of the state of Kuwait, submiteed to The United Nations Framework Convention on climate change, by Environment Public Authority, sep 2019, https://unfccc.int/sites/default/files/resource/State%20of%20Kuwait%20-%20BUR.pdf
[31] N.J. Edmonds, A.S. Al-Zaidan, A.A. Al-Sabah, W.J.F. Le Quesne, M.J. Devlin, P.I. Davison, Kuwait’s marine biodiversity: Qualitative assessment of indicator habitats and species a, B.P. Lyons c, Centre for Environment, Fisheries, Aquaculture Science (Cefas), Pakefield Road, Lowestoft, Suffolk NR33 0HT, United Kingdom b Kuwait Environment Public Authority (KEPA), P.O. Box: 24395, Safat 13104, Kuwait c Cefas, Weymouth Laboratory, Barrack Road, Weymouth, Dorset DT4 8UB, UK d British Embassy at the State of Kuwait, P.O. Box 2, Safat 13001, Kuwait, file:///C:/Users/IMED/Downloads/Kuwaitsmarinebiodiversity-Qualitativeassessmentofindicatorhabitatsandspecies-Edmondsetal2021.pdf
[32] Global marine pollution, Turtles and plastic, Case study, The world’s largest plastic pollution survey, 3 June 2020, https://www.csiro.au/en/Research/OandA/Areas/Marine-resources-and-industries/Marine-debris/Global-marine-pollution
[33] Devlin, M. J., Le Quesne, W. J. F., & Lyons, B. P. (2015). The Marine Environment of Kuwait—Emerging issues in a rapidly changing environment. Marine Pollution Bulletin, 100(2), 593 596. doi:10.1016/j.marpolbul.2015.11.046