الكويت، 24 نوفمبر 2021 (csrgulf): بسبب إشكاليات في الحصول على المواد الأساسية والغذاء، ارتفع عدد العرب الفقراء من محدودي الدخل الى نحو 30 مليوناً (اقل من دولارين) ونحو 80 مليوناً (اقل من 3 دولارات يوميا) ونحو 180 مليونا (من يجنون أقل من 5.5 دولار يوميا) في 2018[1] أي ما يعادل نصف اجمالي سكان الدول العربية، ومن المرجح أن هذا العدد الذي يشمل نسبة كبيرة من الأطفال العرب قد تخطى عتبة 200 مليون في 2021 بعد تأثيرات جائحة كورونا التي فاقمت مؤشرات الفقر والبطالة والتي لديها علاقة مباشرة مع تغير القدرة الشرائية للفرد والأسرة والتي بدورها تؤثر مباشرة على الأمن الغذائي للفرد خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وضمن دراسة حول التطور المقلق لمؤشر الجوع والفقر في العالم العربي وارتباطه بالأمن والاستقرار أعدها مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf)، فانه قبل جائحة Covid-19، كانت المنطقة العربية بالفعل خارج المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالجوع والتغذية بحلول عام 2030. ورغم إحراز تقدم خلال العقود الماضية، الا انه منذ 2015 تزايد عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية في المنطقة بشكل مضطرد. في عام 2019، بلغ عدد الجياع 51.4 مليون، أو 12.2٪ من سكان المنطقة. إذا استمرت هذه الاتجاهات، حتى مع تجاهل التأثير المحتمل لـ Covid-19، فإن عدد من يشكون نقص الغذاء في المنطقة قد يتجاوز سقف 75 مليون شخص بحلول عام 2030[2] وصولا لسقف 100 مليون عربي يعانون من سوء التغذية وعدم توفرها.
وتعتقد دراسات أن جائحة كورونا وتبعات الاغلاق المترتبة عنها هي من أنقذت الحكومات العربية من موجات احتجاجية على تردي الأوضاع المعيشية وتضخم عدد الفقراء. بالنسبة لمعظم المراقبين، يتفشى الفقر بين ملايين العرب في جميع أنحاء العالم العربي بسبب تقصير الحكومات في خلق موارد ثروة أكثر عدلا ومواطن عمل كافية لاستيعاب عدد العاطلين المتنامي، وأيضا بسبب محدودية محاربة الفساد، وفشل سياسات الأمن الاقتصادي والاجتماعي[3].
وتحث توصيات دولية على دعم دور الدولة، لا سيما من خلال تنشيط الرعاية الاجتماعية والإنفاق العام، وتوسيع برامج التحويلات النقدية، والأشكال الأخرى من السياسات العامة ذات التأثير المنخفض والتدخل المنخفض والتي تحترم رغبة مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاستقلال والكرامة. من المرجح أن يكون البديل لهذه التدابير هو زيادة مطردة أخرى في الفقر المدقع وزيادة تآكل المصادر الحاسمة للصمود الاجتماعي.
2021 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
الهوامش:
[1] World Bank, Regional aggregation using 2018 PPP and $1.9/day poverty line, http://iresearch.worldbank.org/PovcalNet/povDuplicateWB.aspx
[2] FAO; IFAD; UNICEF; WFP; WHO; ESCWA, Enhancing resilience of food systems in the Arab States, January 2021, ISBN 978-92-5-134495-8, https://www.unicef.org/mena/reports/enhancing-resilience-food-systems-arab-states
[3] Steven Heydemann, In the Middle East, poverty is down but economic grievance is up. Why?, Brookings, March 2, 2021, https://www.brookings.edu/blog/order-from-chaos/2021/03/02/in-the-middle-east-poverty-is-down-but-economic-grievance-is-up-why/