- زيادة الهوة بين الفقراء والأغنياء وارتفاع نسب البطالة والفقر تشحن غضب الشباب ضد النخب
- التحركات الشبابية العربية على منصات الانترنت تؤيد عدم قبول وصاية النخب السياسية على تقرير مصيرها
- تيار شعبي معادٍ للنخب السياسية والرأسمالية بصدد التشكل
- الانترنت باتت أداة أو جسما وسيطا لدى الشباب يعوض الأحزاب في تمثيل الشعب أو المسائلة والمراقبة
- تقلص عامل الولاء الديني والقبلي والجهوي والطائفي في تحديد خيارات الناخبين
- زيادة المطالبة بآليات جديدة للديمقراطية الشعبية
- العزوف عن الاقبال على الانتخابات منذ 2020 يكشف زيادة التذمر الشعبي من سلبية دور المنظومة الديمقراطية في تحسين مؤشرات التنمية الشعبية
الكويت، 19 أكتوبر 2021 (csrgulf): يعكس تراجع اقبال الناخبين العرب وخاصة الشباب منهم على صناديق الاقتراع في عدد من الانتخابات في دول عربية خلال الآونة الأخيرة هاجس تبلور عزوف جماعي محتمل بصدد التشكل عن النخب السياسية التمثيلية مستقبلاً مع زيادة تصدع الثقة الشعبية في المنظومة الحزبية. ويبدو أن جزءا كبير من الشباب العربي بدأ يفقد أمل التغيير من خلال صناديق الاقتراع.
ولعلّ العزوف الكبير المسجّل في آخر انتخابات تشريعية في كل من العراق والمغرب وسبقها العزوف المرصود خلال الانتخابات التشريعية الجزائرية هذا العام، فضلاً عن تصاعد الحملة الشعبية المناهضة للنخب السياسية في تونس خاصة المحافظة منها والتي أدت الى تأييد حلّ البرلمان، كلها مؤشرات تستحق الدراسة كظاهرة بصدد التشكل في العالم وليست حكراً على الدول العربية.
الجزء الثاني من نتائج مسح ودراسة قام بها المركز حول “تطور مسارات علاقة الشباب بالسياسة والدين والنخب” يكشف حالة نفور خاصة بين فئة الشباب من النخب السياسية باتت أكثر وضوحاً في علاقة الناخبين بتأييد الأحزاب أو الجمعيات أو المنظمات أو الشخصيات ذات المرجعية المحافظة أو الدينية أو متبنين الخطاب الديني الكلاسيكي لاستقطاب الناخبين. وما يزيد من حالة النفور الشعبي من تأييد الأحزاب والنخب في بعض الدول النتائج المخيبة للأمل لبعض التجارب الديمقراطية المنحرفة التي لم تحقق تطلعات الناخبين بالنظر لزيادة مؤشرات الفقر والبطالة والفساد والتفاوت الطبقي، وهو ما قد يبرر بوادر العزوف عن الاقبال على الانتخابات منذ 2020 في عدد من الدول.
على صعيد آخر، يتم رصد حملة تحرر من ربط الالتزام الديني[1] بالشأن السياسي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقودها نسبة واسعة من الشباب العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهي تكشف عن ظاهرة بصدد التفاقم وتتمثل في تقلص تأييد الانتماء لمجموعات سياسية ذات مرجعية دينية[2]. كما تعكس الموجة التحررية الفكرية حركة تغيير محتملة في قناعات الناخبين العرب تتلخص في الانتقال من التعاطف مع الأحزاب الدينية والمحافظة الى تأييد أحزاب أكثر شعبوية أو ليبرالية ديمقراطية أو يمينية ذات أجندة اقتصادية وتؤمن بالتغيير الجذري الاجتماعي والاقتصادي. علاوة عن ذلك، لم تعد فكرة الأحزاب برمتها تغري الناخب الشاب كما في السابق.
وحسب دراسة بعض التجارب الانتخابية الأخيرة في أكثر من دولة عربية، بات جلياً أن المحرك الأساسي للشباب العربي لاختيار ممثليه في المؤسسات السياسية الديمقراطية يقتصر في تحقيق الازدهار الاقتصادي[3] والحريات، حيث فقد محرك العاطفة الايدولوجية والدينية أو الولاء القبلي والجهوي مكانته بين المحددات الرئيسية في تحديد ميول الناخب في عدد من الدول التي تكرس ممارسة الديمقراطية.
دعوات لزيادة التحرر من ديمقراطية النخب الى الممارسة الشعبية للديمقراطية بآليات جديدة
استفاد الشباب العربي من زيادة نسب التعليم والولوج الى المعلومات بفضل زيادة استخدام الانترنت في رفع حالة الوعي السياسي بين جزء كبير من الطبقات الشعبية مع زيادة تبني مطالب كأهمية المحاسبة ومحاربة الفساد وزيادة الرقابة. وتدفع ظاهرة التحرر الفكري بين الشباب في الوطن العربي والعالم الى استشراف زيادة شعبية فكرة حكم الشعب لنفسه بنفسه عبر آلية مختلفة مغايرة لما تتبعها أغلب دول العالم بعد الحرب العالمية الثانية عبر الديمقراطية التمثيلية والنخبوية. وترجح دراسات أن نتائج سبر الآراء في العالم حول ميولات الشباب السياسية والدينية تكشف عن بداية عزوف الشباب عن تأييد الأحزاب[4] باعتبارها لم تعد الوعاء المناسب الذي يحتوي أفكار الشباب واحلامهم وطموحاتهم.
ومن خلال المسح الذي قام به المركز، تم رصد زيادة الدعوات لترسيخ ديمقراطيات شعبية وليست نخبوية في العالم النامي بشكل خاص بعيدا عن تأثيرات الأيديولوجيا والاكتفاء فقط بتعزيز مبادئ الحرية والعدالة وتحقيق المصالح والازدهار. وتؤثر الأفكار المتداولة عبر الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على إعادة انتاج الهوية والانتماء لدى الشباب العربي[5]. وصعدت بشكل بارز موجة فكرية تم رصدها عبر حسابات نموذج عشوائي من المستخدمين العرب لمنصات التواصل الاجتماعي تتبنى ربط الديمقراطية بتحقيق التنمية وتمكين الشباب، وما عدى ذلك فهي تصنف حسب نتائج المسح أنها ديمقراطية وهمية تخدم مصالح النخب، حيث يتم انتقادها بشدة خاصة في الدول التي تشهد تراجع مؤشرات التنمية والازدهار وارتفاع البطالة والفقر.
وباتت بعض التحركات الشبابية العربية على منصات الانترنت تؤيد عدم قبول وصاية النخب السياسية على تقرير مصيرها، حيث تعتقد بعض الأفكار الشبابية عدم انسجام النخب الحاكمة مع تطلعاتها. اذ تعكس على سبيل المثال زيادة موجات الهجرات السرية[6] في بعض الدول العربية لفئة الشباب اليائس نمو ظاهرة التذمر من سياسات بعض الحكومات العربية غير القادرة على استيعاب أحلام شبابها. كما عكست ردود الفعل الشبابية سواء عبر التعبيرات الافتراضية أو الهجرات السرية أزمة هوية وانتماء في ظل فشل بعض النخب السياسية تحقيق تطلعاتها.
وتهدد نزعة أفكار وطنية تحررية شبابية عالمية على الانترنت[7] تصدع ثقة جزء كبير من الشعوب في النخب السياسية والأحزاب والديمقراطية التمثيلية عموماً، وخاصة تلك التي تدّعي المثل والقيم، ويتم اتهام بعضها بخدمتها لمصالح فئوية بعيداً عن تحقيق التطلعات الشعبية. في المقابل زاد الاقبال على تأييد الأفكار والتيارات المستقلّة وغير المسيسة أو اليسارية الشعبوية[8]، وخاصة تلك التي تتبنى محاربة الفساد خاصة مدركات فساد النخب الحاكمة والاقتصادية في بعض المجتمعات في الوطن العربي والعالم النامي والمتقدم عموماً.
موجة تحرير الأفكار ورفع الوعي السياسي تحفزها مدركات الفساد والفقر والبطالة
تقود مجموعات وأفراد من فئة الشباب عبر العالم موجة “تحرير الأفكار” وزيادة رفض مدركات الفساد خاصة بين النخب[9]، وذلك عبر استخدام منصات التواصل الاجتماعي، التي تستقطب أيضاً أراء منتقدة للأفكار المحافظة أو التي توصف بالمتطرفة.
وباتت النخب السياسية ينظر لها أكثر فأكثر على أنها مجموعات مصالح ولوبيات فساد تكتسب شرعيتها من خلال استقطاب الناخبين على أساس اثارة العاطفة أو تحقيق وعود وهمية. ويمثّل عدم تحقق مثل هذه المبادئ حافزا لعزوف جزء من الناخبين عن هذه النخب وفقدان الثقة فيها[10].
وأثارت نتائج التجارب السلبية لبعض الأحزاب المحافظة خاصة في العالم العربي مزيدا من الاستياء، وتم رصد ذلك بشكل خاص لدى الشعوب الافتراضية (مستخدمي الانترنت) التي باتت أكثر وعياً وتستخدم آليات رقابة جديدة للسياسات وخاصة تلك المتعلقة بمدركات الفساد[11] من خلال زيادة الاطلاع على أنشطتهم وخطابهم ومعاينة التناقض بين الوعود الانتخابية والإنجازات.
وباتت المبادرات الفردية للتأثير والتغيير عبر آليات مختلفة وجديدة توفرها الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي تمثل أدوات وسيطة مبتكرة لمراقبة أداء النخب الحاكمة[12] وللتواصل مع الحكومة التنفيذية والضغط عليها من أجل تلبية تطلعات وأوليات الناخبين كالإصلاح.
حالة تذمر واسعة بين الشباب العربي من تقلص دور الأحزاب في الاستجابة لمطالبهم
تنشأ بشكل خفي حالة تذمر واسعة بين شريحة كبيرة من الشباب في الوطن العربي وعبر العالم من محدودية تكافؤ الفرص في اثبات الذات والمشاركة في اتخاذ القرار وتحقيق الثروات، وهذه الحالة تزداد في الدول التي تعاني أكثر من غيرها ارتفاع نسب الفقر[13] وبطالة الشباب وزيادة عدد غير المتلقين للتعليم أو للتدريب المهني، حيث ارتفعت نسبة العاطلين عن العمل بين الشباب الى نحو 40 في المئة من اجمالي الشباب العربي[14]. وهو ما يزيد من حالة التذمر والإحباط بين الجمهور الشاب ازاء نتائج سياسات الحكومات خاصة في الدول التي شهدت ثورات ما يعرف بالربيع العربي منذ 2011.
وينجم عذ ذلك تيار شعبي معادٍ للنخب السياسية والرأسمالية، حيث تعتقد شرائح شبابية واسعة أن مثل هذه النخب نهبت ثروات قومية كبيرة من خلال سيطرتها على الاقتصاد وتهربها من الضرائب وتكوين ثروات طائلة بطرق غير قانونية بموجب الفساد ما انعكس سلباً على زيادة معاناة الأسر في دول العالم خاصة النامية منها من الفقر المدقع. هذا الاستنتاج أيدته خلاصة وثائق ما يعرف بـ”باندورا”[15] التي كشفت عن فضائح مالية كبرى لنخب سياسية واقتصادية عبر العالم.
وثائق ما يعرف بـ(باندورا) (Pandora) وقبلها بنما (panama) التي سربت ملايين الوثائق التي تدين مسؤولين ورجال سياسة وأعمال في العالم، كشفت عن شبهات تتصل بفضائح مالية كتضخم الثروات عبر التلاعب غير القانوني واستغلال المناصب والتربح غير الشرعي والصفقات المشبوهة والتهرب الضريبي[16]. وهي تعكس مدى فساد جزء من النخب الرأسمالية والسياسية في العالم والتي قامت بتكوين إمبراطوريات مالية غير مشروعة، وهو ما قد يزيد من حالة احتقان عالمي قد تولّد حالة غضب شعبي من النخب قد تصل في بعض الحالات الى توقع مزيد من التحركات الشعبية الغاضبة ضد البطالة والفقر ومحدودية الأفق وفرص تحقيق الثروات والعولمة والخصخصة.
وقد زاد تسجيل نمو الهوة بين الطبقات الفقيرة والغنية في العالم بشكل صارخ ومفزع، حيث انضاف نحو 120 مليون الى دائرة الفقر المدقع[17] في حين تضخمت ثروات الطبقات الثرية[18] والتي لاتزال تمثل 1 في المئة من سكان العالم[19].
وتسيطر عبر العالم نسبة كبيرة من ممثلي النخب الرأسمالية والمصالح في مؤسسات الدولة والبرلمانات وذلك من أجل السيطرة وبسط النفوذ. الا أن طفرة الوعي والتي ساعدت في رواجها زيادة النفاذ الى المعلومات عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أحدثت نوعاً من التفاعل والتذمر الشعبي إزاء محدودية تلبية النخب السياسية لتطلعات السواد الأعظم من الناخبين في حين يتم تسجيل توسع دائرة الفقراء مقابل تعزز مصالح الأثرياء. وتتعزز هذه الأفكار والانتقادات في الأنظمة التي ترتفع فيها مدركات الفساد وخاصة فيما يتعلق بتضارب المصالح وعلاقة رجال الأعمال بالسياسة.
2021 © مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث CSRGULF
الهوامش:
[1] MANSOOR MOADDEL, Changing Values in the Middle East: Secular Swings and Liberal Leanings, Tony Blair Institute for Global Change, september 2021, https://institute.global/sites/default/files/2021-09/Tony%20Blair%20Institute%2C%20Changing%20Values%20in%20the%20Middle%20East%2C%20Secular%20Swings%20and%20Liberal%20Leanings%2C%20September%202021_0.pdf
[2] Ricard González, In the MENA region, more and more young people are identifying as non-religious, dec 2020, https://www.equaltimes.org/in-the-mena-region-more-and-more?lang=en#.YWyZWBpBzIU
[3] Sajad Jiyad, Müjge Küçükkeleş, ECONOMIC DRIVERS OF YOUTH POLITICAL DISCONTENT IN IRAQ: The Voice of Young People in Kurdistan, Baghdad, Basra and Thi-Qar, 2021, https://gpgovernance.net/wp-content/uploads/2021/02/Economic-Drivers-of-Youth-Political-Discontent-in-Iraq-The-Voice-of-Young-People-in-Kurdistan-Baghdad-Basra-and-Thi-Qar.pdf
[4] Patrick Liddiard, Are Political Parties in Trouble?, History and Public Policy Program, wilson center, https://www.wilsoncenter.org/publication/are-political-parties-trouble
[5] Maha Ali Alshoaibi, Communication Department, Faculty of Communication, King Abdulaziz, Social Media and Its Impact on Arab Youth Identity, University, 21589 P.O. Box 80200 Jeddah, Kingdom of Saudi Arabia, Received: November 7, 2018 Accepted: December 6, 2018 Online Published: December 26, 2018, doi:10.5539/res.v11n1p1 URL: https://doi.org/10.5539/res.v11n1p1, Review of European Studies; Vol. 11, No. 1; 2019, ISSN 1918-7173 E-ISSN 1918-7181, Published by Canadian Center of Science and Education, file:///C:/Users/IMED/Downloads/Social_Media_and_Its_Impact_on_Arab_Youth_Identity.pdf
[6] Quarterly Mixed Migration Update: North Africa, Quarter 1 – 2021, Mied migration center, 2021, https://mixedmigration.org/wp-content/uploads/2021/04/qmmu-q1-2021-na.pdf
[7] Hussam Erhayel, Yalla, Building Bridges Between Arab Liberal Youth Movements, Aug 3, 2021, https://www.iflry.com/yalla-building-bridges-between-arab-liberal-youth-movements/
[8] Ekaterina Zhuravskaya, Maria Petrova, and Ruben Enikolopov, Political Effects of the Internet and Social Media, Annual Review of Economics, Vol. 12:415-438 (Volume publication date August 2020), First published as a Review in Advance on May 26, 2020, https://doi.org/10.1146/annurev-economics-081919-050239, https://www.annualreviews.org/doi/10.1146/annurev-economics-081919-050239
[9] Brent McCann, Models for Successful MENA Anti-corruption Strategies, arab reform initiative, 2019, https://www.arab-reform.net/publication/models-for-successful-mena-anti-corruption-strategies/
[10] Sean Yom, Marc Lynch, and Wael al-Khatib, Youth Politics in the Middle East and North Africa, November 2019, https://pomeps.org/wp-content/uploads/2019/11/POMEPS_Studies_36_Web-1.pdf
[11] Literature review: The use of ICTs in the fight against corruption, Anti-corruption resource center,https://www.u4.no/publications/literature-review-the-use-of-icts-in-the-fight-against-corruption.pdf
[12] Manuel R. Torres Soriano, INTERNET AS A DRIVER OF POLITICAL CHANGE: CYBER-PESSIMISTS AND CYBER-OPTIMISTS, Pablo de Olavide University of Seville, Revista del Instituto Español de Estudios Estratégicos Núm. 1/ 2013, http://www.ugr.es/~gesi/internet-political-change.pdf
[13] Khalid Abu-Ismail, Poverty in Arab countries: the likely impact of Covid-19, july 2020, https://theforum.erf.org.eg/2020/07/11/poverty-arab-countries-likely-impact-covid-19/, MITIGATING THE IMPACT OF COVID-19 Poverty and food insecurity in the Arab region, E/ESCWA/CL3.SEP/2020/Policy Brief.2
[14] Global Employment Trends for Youth 2020: Arab States, See ILO. 2020. World Employment and Social Outlook : Trends 2020 (Geneva) for a more detailed discussion on different labour market challenges faced by GCC and non-GCC countries, https://www.ilo.org/wcmsp5/groups/public/—dgreports/—dcomm/documents/briefingnote/wcms_737672.pdf
[15] Emilia Díaz-Struck, Delphine Reuter, Agustin Armendariz, Jelena Cosic, Jesús Escudero, Miguel Fiandor Gutiérrez, Mago Torres, Karrie Kehoe, Margot Williams, Denise Hassanzade Ajiri and Sean McGoey, Pandora Papers: An offshore data tsunami, October 3, 2021, icij, https://www.icij.org/investigations/pandora-papers/about-pandora-papers-leak-dataset/
[16] Emilia Díaz-Struck, Delphine Reuter, Agustin Armendariz, Jelena Cosic, Jesús Escudero, Miguel Fiandor Gutiérrez, Mago Torres, Karrie Kehoe, Margot Williams, Denise Hassanzade Ajiri and Sean McGoey, Pandora Papers: An offshore data tsunami, October 3, 2021, icij, https://www.icij.org/investigations/pandora-papers/about-pandora-papers-leak-dataset/
[17] World Bank, COVID-19 to Add as Many as 150 Million Extreme Poor by 2021, PRESS RELEASE, OCTOBER 7, 2020, https://www.worldbank.org/en/news/press-release/2020/10/07/covid-19-to-add-as-many-as-150-million-extreme-poor-by-2021
[18] Chuck Collins, Global Billionaires See $5.5 Trillion Pandemic Wealth Surge Global advocates call for one-time, 99 percent emergency tax on billionaires’ pandemic windfalls to fund COVID-19 jabs for entire world, Institute of Policy studies, August 11, 2021, https://ips-dc.org/global-billionaires-see-5-5-trillion-pandemic-wealth-surge/
[19] Global Inequality, the Credit Suisse Global Wealth Report, 2021, https://inequality.org/facts/global-inequality/