الكويت، 15 ابريل 2020 (csrgulf): نحو أكثر من 3 ملايين إصابة وربع مليون وفاة أو أكثر قد تكون الحصيلة التقديرية للمتضررين من فيروس كورونا المستجد (covid-19) حول العالم بحلول النصف الأول من شهر مايو المقبل. هذه تقديرات أولية للنموذج الأكثر تفاؤلاً لاتجاهات وتيرة نمو معدلات الإصابات والوفيات إذا استمر متوسط عدد المصابين والمتوفين المسجل منذ 15 مارس الماضي الى اليوم على حاله بدون تغيير طيلة الأسابيع الثلاثة المقبلة. لكن الحصيلة قد تكون أكبر من ذلك إذا سجلت بعض الدول الموبوءة مرحلة جديدة لذروة تفشي الوباء أو إذا تم اكتشاف مناطق موبوءة جديدة.
وبرصد معدل الوفيات منذ ثلاثة أسابيع بين (4 الى 5 ألاف) وفاة جديدة يومياً في كثر من 185 دولة وحصيلة قاربت على 130 ألفاً حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، فان اجمالي عدد ضحايا الفيروس المحتملين قد يزيد بنحو أكثر 110 ألاف بحلول نهاية الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل على أقل تقدير، ما قد يرفع اجمالي الوفيات ليقترب من نحو 250 حالة وفاة متوقعة أو أكثر إذا حافظ معدل الوفيات اليومي على النسق التصاعدي الحالي.
وحسب رصد مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf) فهناك مساران مفترضان لتداعيات الوباء على المدى القريب. مسار أكثر تفاؤلاً يفترض بداية تراجع النسق التصاعدي للوفيات والمصابين مع بداية شهر مايو كما تطمح اليه الفرق العلمية والبحثية في أكثر الدول تضرراً. ومسار أكثر تشاؤماً يتمثل في إمكانية تفشي أكبر للعدوى وبلوغها الذروة وتسجيل محتمل لحصيلة مصابين ووفيات مضاعفة وكارثية.
بالنسبة للمسار الأكثر تفاؤلاً، يبقى نموذج هذا الاحتمال الأكثر واقعية قياساً للزيادات في عدد الوفيات ليس فقط من الدول الموبوءة والأكثر تضرراً ولكن من دول أخرى كثيرة أغلبها في القارة الأوروبية. وتأمل دراسات علمية كثيرة في إمكانية لعب التغيرات المناخية دوراً إيجابياً في انحسار تفشي العدوى خاصة في الدول الأكثر فقراً. وتأمل أغلب المنظمات الدولية العامل في المجال الإنساني خاصة عدم خروج العدوى في الدول الفقيرة على النسق الحالي من اجل إمكانية التدخل الاغاثي والمساعدة في ظل هشاشة البني التحتية الصحية، ونقص كبير للمعدات الطبية والوقائية في العالم.
وتعتبر منظمة الصحة العالمية أنه ليس هناك أي دليل قاطع على بوادر لتوقف تفشي العدوى بفيروس كورونا في بعض الدول الموبوءة، حتى أن بعض فرق مكافحة الوباء في بعض البلدان على غرار إيطاليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة واسبانيا والتي تعتبر الأكثر تضرراً من غيرها، تعتقد أن الأسابيع الثلاث المقبلة الى منتصف شهر مايو قد تكون الفترة الحاسمة في معرفة وفهم مسارات مكافحة تفشي الفيروس في أغلب مناطق العالم. وبذلك فان أي تحسن ملحوظ منتظر خاصة على مستوى اتجاه إحصائيات المصابين والوفيات سيبرز بداية من نهاية الأسبوع الأول لشهر مايو على الأرجح، حيث يراهن العلماء ومنظمة الصحة العالمية على محاولة فهم مسارات انحسار العدوى من عدمه.
أما المسار الأكثر تشاؤماً، كما تحذر منه الهيئات العلمية بينها منظمة الصحة العالمية وعدد من المختصين في العالم في مجال مكافحة الأوبئة على غرار الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأمريكية، وعضو فريق مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض، فيتمثل في احتمالات مخاطر عدم السيطرة على تفشي الفيروس خلال الأسابيع المقبلة وإمكانية تسجيل ذروة العدوى في دول مناطق موبوءة أو في مناطق جديدة وهو ما قد يضاعف حصيلة المصابين والوفيات في العالم خاصة في ظل عدم اكتشاف علاج ناجع وتأجيل أي لقاح الى العام المقبل.
وفي حين تراجع عدد المصابين وحصيلة الوفيات بالفيروس في بعض الدول الموبوءة خاصة إيطاليا واسبانيا حيث يعتبر ذلك مؤشرا إيجابيا على بداية السيطرة على الوباء على الأقل في أوروبا، ليس هناك في المقابل أي دليل قاطع على فرضية انحسار العدوى في هذه الدول كما تؤكد الدراسات العلمية الحديثة، حيث تخشى عدد من الحكومات من احتمال زيادة تفشي الفيروس مع بداية وقف إجراءات الحجر الصحي وعودة الحياة الى طبيعتها. وبذلك فأغلب المناطق الموبوءة والمنكوبة مضطرة لاستئناف نشاطها الاقتصادي مجددا في ظل ارتفاع المطالب والاستحقاقات الاجتماعية خاصة، وقد تكون العودة الى الحياة الطبيعية في الدول الموبوءة بشكل تدريجي وجزئي وسط مخاوف الهيئات الصحية وتردد وتشكك بين العلماء حول مسارات انتشار الفيروس الغامض وموعد ذروة تفشيه خاصة بعد تطور طرق انتقال العدوى وقدرة الفيروس على التكيف.
المصدر: مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf)