-
الكويت والسعودية من أكبر المانحين والمتبرعين لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين من خلال “الانوروا”
-
6.3 مليارات دولار مساعدات سنوية لإسرائيل مقابل أقل من ملياري دولار للفلسطينيين
الكويت، 21 أغسطس 2019(csrgulf): تعيش فلسطين في الداخل أوضاعاً اقتصادية متردية قفزت على إثرها مؤشرات الفقر والبطالة الى أرقام مفزعة، مع تدهور معيشي وتعليمي متفاقم وصف بالسيء جدا. ومن المرجح ان استمر شح مصادر التمويل أن تصبح الأوضاع الانسانية للفلسطينيين في الداخل وفي المخيمات كارثية خصوصاً بعد تسجيل تراجع مستمر للمعونة العربية والدولية لدعم موازنة السلطة الفلسطينية، وتراجع أكبر للمساعدات الدولية الانسانية لملايين اللاجئين الفلسطينيين الذي بات مصير كثير منهم مجهولاً. وحسب بحث أعده مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث (csrgulf) فانه خلافا لبقية الدول العربية، بدت الكويت والسعودية أكثر دول العالم العربي والإسلامي التزاماَ بالمساعدات الإنسانية للفلسطينيين واللاجئين والتي تشهد تراجعاَ بعد تقلص حجم تعهدات المناحين دولياً.
نقص المساعدات وانسداد الأفق يدفع بألاف من الشباب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة أو اللاجئين في المخيمات الى زيادة الاقبال على الهجرة أو طلب اللجوء بشكل غير مسبوق. وهو ما يمكن وصفه بمخطط تهجير طوعي غير مباشر تنبهت اليه السلطة وعناصر المقاومة ولا يمكن استبعاد احتمال صدام أو انتفاضة عارمة للفلسطينيين إذا استمر خنق الحياة في الداخل وفي المخيمات. ومع دفع كل من واشنطن وتل آبيب العرب الى قبول صفقة القرن المزعومة، تستغل سلطات الاحتلال مناورة السلام الصورية الجارية مع العرب لزيادة تسريع مخطط التهجير حرصاً على غلبة النمو الديمغرافي اليهودي على حساب الفلسطيني والعربي.
زيادة خنق الفلسطينيين في الداخل والخارج
تهجير بشكل غير مباشر، هذا ما يبدو أن اسرائيل خططت له مسبقا بعد زيادة خنق الفلسطينيين في الداخل والخارج من خلال سلاح الحصار الاقتصادي وتجفيف مصادر المساعدات، وهي تدفع بشباب فلسطيني أكثر من نصفهم عاطلون الى الهجرة اضطرارا من الاراضي المحتلة أو من المخيمات من اجل كسب لقمة عيش، في المقابل فتحت حكومة “تل ابيب” أبواب الهجرة اليها على مصراعيها مع استقبال ألاف اليهود الجدد من بقاع العالم اليها سنويا وخصوصا الأثرياء منهم، وتشجع الوافدين الجدد على الاقامة الدائمة والانجاب من أجل زيادة التفوق الديمغرافي لصالح اسرائيل. ومن جانب آخر يبدو أن زيادة توطين اليهود الأثرياء في اسرائيل عزز من نمو الناتج المحلي الاجمالي لإسرائيل وتراكم الثروات.
وبينما فلسطين تجوع بسبب قلة الموارد المالية، تحقق اسرائيل نمو تاريخيا في ثرواتها فضلا عن زيادة تدفق المساعدات والتبرعات السنوية اليها من اليهود في العالم (أغلبهم يهود أميركا) ومن الحكومة الأمريكية، مساعدات من المرجح أن تفوق أكثر من نحو 6 مليارات دولارات سنويا كمنح وتبرعات لدولة في الأصل غنية. وهذا ما يثبت زيادة التضامن اليهودي العالمي مع اسرائيل في مقابل تراجع الدعم العربي المالي للسلطة واللاجئين.
وبينما تعيش اسرائيل أفضل حالة رفاه اقتصادي شجعت ألاف اليهود على الهجرة اليها، تمر فلسطين بأسوأ حالة اقتصادية واجتماعية لها تدفع الى زيادة اقبال الشباب على الهجرة منها ومن مخيمات اللاجئين أيضا. وقد بدأت ظاهرة الهجرة من فلسطين في الاتساع منذ سنوات. اذ أظهرت نتائج مسح الشباب الفلسطيني 2015 أن الاوضاع السائدة في قطاع غزة لها دور في زيادة نسبة الرغبة في الهجرة للخارج، حيث بلغت نسبة الشباب الذين يرغبون في الهجرة للخارج في قطاع غزة نحو 37 في المئة مقابل 15 في المئة في الضفة الغربية[1]. ومن المرجح أن هذه النسبة زادت عن ذلك بشكل أكبر اليوم. كما ارتفع معدل البطالة بين الشباب (15-29 سنة) في فلسطين عام 2017 مقارنة مع العام 2007 ليصل إلى 41.0 في المئة وقد يكون أكثر من ذلك اليوم. ونتيجة ذلك يعتبر أكثر من ربع الشباب فقراء لعام 2017[2].
وكان مركز الدراسات وقياس الرأي العام بجامعة الأقصى قد حذر من زيادة تنامي هجرة الشباب وتداعياتها على المجتمع الفلسطيني خصوصا محافظات قطاع غزة. وهكذا أصبحت الهجرة خيارًا خطيرًا لنسبة مقلقة من الشباب والمتعلمين الذين يعيشون في فلسطين. وبدأ التنبه الى ظاهرة هجرة الشباب من فلسطين منذ عشر سنوات تقريبا حيث استمرت في التصاعد الى اليوم بسبب تردي الأوضاع المعيشية والحصار. فحسب دراسة استقصائية أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عام 2009، غادر ما متوسطه 6570 فلسطينيًا البلاد سنويا في الفترة بين 2005-2009[3].
وفي حين أثرت الأوضاع الاقتصادية المتردية داخل فلسطين على زيادة الاقبال على الهجرة، كانت لها تداعيات أخرى على النمو الديمغرافي مع تزايد ظاهرة اجتماعية غريبة على المجتمع الفلسطيني وهي تأخر سن الزواج ومحدودية معدلات الانجاب. وقد تكون مثل هذه المؤشرات تؤثر سلبا على نمو سكان فلسطين. اذ يبلغ اليوم تعداد سكان فلسطين نحو 5 ملايين و131 ألف نسمة[4]. في المقابل زاد عدد الاسرائيليين بفضل سياسة التشجيع على التوطين والانجاب خلال العشر سنوات الأخيرة بنحو مليون ونصف المليون نسمة، ليناهز تقريبا اجمالي سكان اسرائيل نحو 9 ملايين اليوم، بينما مثلت زيادة تعداد الشعب الفلسطيني في الفترة نفسها بنحو مليون نسمة فقط. أي أن الفارق تقريبا في الزيادة التراكمية لعدد السكان بين اسرائيل وفلسطين يناهز نحو 400 ألف نسمة لصالح الاسرائيليين، ويبدو أن نسبة كبيرة منهم يصنفون بالمستوطنين الجدد وأغلبهم يقيمون في مشاريع اسكانية استيطانية على حساب الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وتشهد اسرائيل قنبلة ديمغرافية موقوتة تمثلت في زيادة عدد السكان بشكل أكثر من المتوقع بفضل ارتفاع معدل الانجاب، ويعد النمو الديمغرافي الاسرائيلي الأعلى بين الدول المتقدمة[5]، ولا تزال حكومة تل آبيب حريصة على تشجيع برامج كثرة الانجاب رغم تحذيرات من مكاتب دراسات إسرائيلية نفسها بأن اسرائيل مكتظة بالسكان[6]، وبالتالي فان الزيادة المرتقبة في النمو الديمغرافي التي تشجع عليها اسرائيل ستستوعبها مشاريع مستوطنات جديدة. وهنا تنجلي مخططات التهجير لاستيعاب زيادة سكان اسرائيل. فيبدو أن اسرائيل تستمر في تجويع الفلسطينيين من أجل زيادة هجرة الفلسطينيين من أرضهم وتشريد اللاجئين وتقليص نسبة العائدين سنويا، في مقابل زيادة اغتصاب أراضي جديدة لصالح توطين ألاف المهاجرين الى الدولة العبرية سنويا.
انخفاض حاد لمساعدات العرب للفلسطينيين وغالبها من دول ومنظمات خيرية خليجية
يبدو أن الارهاق الاقتصادي والصراعات التي تشهدها بعض الدول العربية أسهمت في تقلص قيمة الدعم المالي الموجه للشعب الفلسطيني واللاجئين. فقد انخفضت المعونة من البلدان العربية إلى فلسطين بشكل مطرد بالمقارنة مع المانحين الغربيين، وتسهم هذه المعونة في المقام الأول في دعم ميزانية السلطة الفلسطينية، وبعد أن ناهزت في 2016 نحو 44 في المئة من المساعدات الخارجية لدعم موازنة السلطة الفلسطينية تقلصت بشكل كبير لتصبح نحو 27 في المئة من موازنة [7]2017، بينما اقتصرت المساعدات على المنح السعودية والجزائرية[8].
وبالنظر لآخر احصائيات حجم المساعدات والتبرعات الدولية والعربية من الدول والمنظمات لصالح اللاجئين الفلسطينيين(4.7 مليون)، تبيّن أن العرب يساعدون بنسبة 8 في المئة فقط من اجمالي المساعدات المقدمة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين[9]، وبلغت قيمة المساعدات نحو 88 مليون دولار وغالبها من دول ومنظمات خيرية خليجية. وتراجع اجمالي المساعدات بشكل كبير في 2017 مقارنة مع 2016، حيث لم يتعدى 1.12 مليار دولار فيما كان متوسط المساعدات بين 2008 الى 2016 نحو 2.3 مليار دولار. وتعتبر الكويت والسعودية من أكبر المناحين والمتبرعين لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين من خلال “الانوروا” أو المساعدات عن طريق برامج خيرية أخرى. وبلغت قيمة معونات الكويت والسعودية في 2016 على سبيل المثال الى نحو أكثر من 120 مليون دولار (الكويت بنحو 17 مليون دولار والسعودية بنحو 103 مليون دولار[10]).
وعلى صعيد آخر، لم ترقى المساعدات العربية لللاجئين الفلسطينيين في2017 لربع قيمة المساعدات الامريكية قبل انقطاعها. فمنذ انقطاع المساعدات الامريكية لللاجئين الفلسطينيين بنحو قيمة 200 مليون دولار، غضت ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب النظر عن مصير اللاجئين الذي يعانون من نقص كبير في المساعدات في ظل تدهور الوضع الصحي والانساني الكارثي في المخيمات الفلسطينية.
وفي الداخل الفلسطيني، يعجز الاقتصاد عن تحقيق أبسط مقومات التنمية، اذ يستمر في تسجيل عجز متراكم انعكس سلبا على المجتمع. فيعاني نحو أكثر من ثلث سكان قطاع غزة (33.7 في المئة[11]) من الفقر المدقع مقابل 5.8 في المئة من سكان الضفة الغربية. أي أن أسرهم غير قادة على تلبية احتياجاتها الأساسية من المأكل والملبس والمسكن. وأسهم الارتفاع الملحوظ في معدلات الفقر والفقر المدقع في قطاع غزة في ارتفاع معدلات الفقر العام في فلسطين في عام 2017 الى نحو 29.2 في المئة [12] مرتفعا بزيادة قدرها 13.6 في المئة مقارنة مع 2011. وبلغ معدل البطالة في فلسطين 27.7 في المئة في العام 2017، وما يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ في قطاع غزة 43.9 في المئة، مقابل 17.9 في المئة في الضفة الغربية[13].
خياران لا ثالث لهما لمعاناة الفلسطينيين
خيار خنق فلسطين “ماليا” والذي يبدو أن ادارة دونالد ترامب والحكومة اسرائيلية ارتضته حلا لزيادة التهجير من جهة، ومن جهة أخرى الضغط على العرب والفلسطينيين بقبول صفقة القرن، يرمي بكرة الأزمة في ملعب العرب حاليا. فبالنسبة لسيناريوهات حلول الكارثة المتفاقمة في فلسطين ومخيماتها خصوصا بعد تقلص المساعدات الامريكية والعربية فيبدو أن هناك رغبة أمريكية واسرائيلية في دفع العرب الى المواجهة او الى القبول بالتطبيع من اجل اسقاط الحصار المالي. وكانت السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة نيكي هالى تحدت في وقت سابق الدول العربية التي تناهض اسرائيل الى رفع مستوى دعمها المالي للفلسطينيين بدل لوم الولايات المتحدة، محذرة من أن واشنطن سخية لكن ليست غبية قائلة “نحن لسنا اغبياء”.[14]
وتذهب أغلب المساعدات العربية للسلطة الفلسطينية على عكس المساعدات الأوروبية والأمريكية لفلسطين التي تذهب لدعم البرامج الانسانية واغاثة اللاجئين. وبقي حجم وتأثير المعونة العربية مرتبط بأوقات الأزمات السياسية. وانخفضت المساعدات من الولايات المتحدة بشكل مطرد، من حوالي 12 في المئة من إجمالي المساعدات الخارجية إلى المنظمات غير الحكومية في عام 1999 إلى 5 في المئة فقط في عام 2008[15] لينخفض حجم المساعدات بعد قرار ادارة الرئيس دونالد ترامب تقليص كل أشكال تمويلات الدعم الأمريكي للأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك قرار عدم صرف أكثر من 200 مليون دولار من ميزانية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للعام 2017 في الضفة الغربية وغزة، و25 مليون دولار إضافي لشبكة مستشفى القدس الشرقية، و10 مليون دولار لمجموعات التعايش الإسرائيلية والفلسطينية[16].
وبالتوازي مع الأزمة المالية غير المسبوقة التي تواجهها الأونروا، حصلت جميع الوكالات على تمويل أقل في عام 2018 عما كانت عليه في السنوات السابقة. وهذا يجعل الشركاء في المجال الإنساني غير قادرين على تلبية الاحتياجات الناشئة أو الاستجابة لتدهور الوضع الإنساني في غزة، حيث أدى الارتفاع الهائل في عدد الضحايا من مظاهرة “مسيرة العودة الكبرى” إلى زيادة الضغط على النظام الصحي في غزة المثقل بالأعباء. وللتصدي لهذه الأزمة الأخيرة، ناشدت الوكالات الإنسانية تقديم تبرعات أكبر أجل التدخلات الطارئة، خاصة فيما يتعلق بإدارة الصدمات والرعاية الصحية الطارئة[17].
وهنا تبدو جلية سياسة واشنطن واسرائيل في ادارة مسارات الضغط على الفلسطينيين بفرض نوع من العقاب المالي، مراهنين على قبول العرب بشروط صفقة القرن من أجل إعادة ورفع قيمة المساعدات الأمريكية والدولية للفلسطينيين. وفي المقابل يبدو أن الموقف العربي ازاء ما يجري في فلسطين غير واضح الى اليوم، حيث استمر تراجع قيمة المساعدات، ولم تعوض الدول العربية قيمة ما أوقفته الولايات المتحدة من أموال اللاجئين خصوصا. ومالم يستطع العرب دعم الفلسطينيين بسرعة للصمود أكثر ماليا في وجه الحصار الاقتصادي المفروض على الداخل الفلسطيني، فان مآلات غير محمودة قد تحدث كردات فعل انتقامية من المقاومة الفلسطينية. وما عدى ذلك يبقى احتمال قبول العرب لصفقة سلام مع اسرائيل ان لم يستطيعوا فك الحصار المالي عن فلسطين.
زيادة الهوة بين المساعدات الدولية المقدمة لفلسطين واسرائيل
فيما تسجل اسرائيل سنويا تراكما سريعا للثروات والمعونات، تفقد فلسطين سنويا جزءا كبير من المقومات المالية سواء التي يوفرها الاقتصاد الفلسطيني أو الاتية في شكل مساعدات مالية من مانحين دوليين وعرب. وقد تضررت أغلب البرامج الانسانية كإغاثة اللاجئين التي تشرف عليها منظمة “الاونروا” من تقلص كبير في قيمة المساعدات.
وبعد قرار ايقاف المعونة الأمريكية للفلسطينيين، فان ما تم اقتطاعه من تلك المعونة انضاف مباشرة لقيمة المساعدات الأمريكية السنوية للإسرائيليين، وتتوقع اسرائيل ارتفاع قيمة المساعدات الامريكية السنوية للعام الجاري الى نحو 3.3 مليار دولار بدل 3.1 مليار دولار العام الماضي[18]. كما تتلقى اسرائيل سنويا مساعدات من اليهود الأثرياء في الخارج خصوصا من يهود أمريكا نحو 3 مليار دولار، وهذه المساعدات في تزايد بعد أن كانت قيمتها تصل الى نحو 2 مليار دولار في 2009[19].
الملاءة المالية الضخمة التي تديرها مؤسسات عملاقة يهودية كثير منها غير معلنة، تعبر جزء كبير منها عن ولائها لهدف استمرار الدولة اليهودية من خلال زيادة تبرعات الأثرياء اليهود لإسرائيل مقابل تراجع دعم فلسطين ماليا. وحسب موقع المكتبة اليهودية الافتراضية «جيوش فيرتيال ليبراراي» فإن كل أموال دعم إسرائيل تأتي 38 في المئة منها من تبرعات اليهود في أميركا.
وعلى عكس نمو حجم التبرعات الى اسرائيل، ذكر مجلس اليهود العالمي على موقعه أن التبرعات الخارجية من العرب إلى فلسطين تراجعت. حيث أظهر تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في 2014 أن انخفاض المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية دفعها إلى اللجوء إلى تراكم المستحقات المتأخرة المترتبة عليها لتمويل العجز، وبلغت المستحقات المتأخرة في عام 2013 نحو نصف مليار دولار.
وفي مقابل استمرار مساعدات اليهود الى اسرائيل الغنية والمتقدمة والتي قد تفوق 6 مليارات دولار سنويا ابتداء من هذا العام، فان معدل المساعدات الدولية السنوية المقدمة للفلسطينيين الى نهاية عام 2016 بات أقل من متوسط 2.3 مليار دولار سنويا[20] وهذا المعدل في تراجع سنوي. بينما يزيد سنويا عدد الفلسطينيين الرازحين تحت خطر الفقر، ويرتفع عدد العاطلين عن العمل، فيما تزال البنية التحتية في قطاع الصحة والتعليم متضررة وغير حديثة. ويناضل الفلسطينيون من أجل كسب قوتهم.
هذا التناقض الغريب بين دولة غنية تستقبل مساعدات من يهود العالم بالمليارات ودولة محاصرة ومحتلة تكافح من أجل مقاومة الاحتلال والعيش على مساعدات قليلة، ينذر بمستقبل مقلق وبخطر حول تآكل القدرة الفلسطينية على المقاومة ومناهضة مشاريع الاستيطان المستمرة والتي تزيد من خنق الاراضي المحتلة يوما بعد يوم. كما أنه من المثير للجدل تراجع المساعدات المالية العربية لفلسطين. وبالمقارنة بمساعدات العرب لفلسطين بدى أن يهود العالم ملتزمون أكثر بدعم قضية اسرائيل. ويبدو أن هذا ما تخطط له اسرائيل جيدا من خلال الاستمرار في زيادة خنق الفلسطينيين اجتماعيا واقتصاديا من اجل الهجرة الى دول أخرى. حيث نمت الهجرة من فلسطين. وهذا ما يجدر ان تنتبه اليه الدول العربية مستبقة انتفاضة غضب فلسطيني قد تكون وتيرتها أكثر من أي وقت مضى.
المصدر: مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث “CSRGULF”
[1] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني يصدر بياناً صحفياً يستعرض فيه أوضاع الشباب في المجتمع الفلسطيني، بمناسبة اليوم العالمي للشباب، 12/08/2018 http://www.pcbs.gov.ps/postar.aspx?lang=ar&ItemID=3214
[2] الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، المرجع نفسه
[3] CARIM – Migration Profile Palestine The Demographic-Economic Framework of Migration The Legal Framework of Migration The Socio-Political Framework of Migration Report written by Anna Di Bartolomeo, Thibaut Jaulin and Delphine Perrin on the basis of CARIM database and publications July 2011 http://cadmus.eui.eu/bitstream/handle/1814/22445/Migration%20Profile%20EN%20Palestine%20with%20links.pdf?sequence=1
[4] أنظر قاعدة بيانات الاحصائيات الدولية، http://worldpopulationreview.com/countries/palestine-population/
[5]
[6] ALON TAL, RACING TOWARD DISASTER: ISRAEL’S UNSUSTAINABLE POPULATION BOMB, sep 2017, https://www.jpost.com/Jerusalem-Report/Racing-toward-disaster-Israels-unsustainable-population-bomb-504249
[7] التقرير السنوي لموزانة 2017، الفريق الأهلي لدعم شفافية الموازنة، شباط 2018، https://www.aman-palestine.org/data/uploads/files/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D9%8A%20%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86%D8%A9%202017-%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9.pdf
[8] المرجع نفسه
[9] Governments and EU Pledges to UNRWA’s Programmes in 2017 as 31 December 2017 in USD, https://www.unrwa.org/sites/default/files/government_donors_and_eu_overall_ranking.pdf
[10] Governments and EU Pledges to UNRWA’s Programmes in 2017 as 31 December 2017 in USD, https://www.unrwa.org/sites/default/files/government_donors_and_eu_overall_ranking.pdf
[11] أنظر تقييم وضع الفقر في فلسطين،الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني، معالم الفقر في فلسطين، 2017، http://www.pcbs.gov.ps/Document/pdf/txta_poverty2017.pdf?date=16_4_2018
[12] المرجع نفسه
[13] أنظر تصريحات رئيس الاحصاء الفلسطيني، في 1 مايو 2018، http://www.pcbs.gov.ps/postar.aspx?lang=ar&ItemID=3128
[14] Adam show, Haley pressures Arab states to step up on Palestinian aid: ‘We are not fools’, July 2018, https://www.foxnews.com/politics/haley-pressures-arab-states-to-step-up-on-palestinian-aid-we-are-not-fools
[15] Joseph De Voir and Alaa Tartir Tracking external donor funding to Palestinian non governmental organizations in the West Bank and Gaza strip 1999 -2008 Discussion paper [or working paper, etc.], London School of Economics and Political Sciences, This version available at: http://eprints.lse.ac.uk/50311/ Available in LSE Research Online: July 2013 © 2009 NGO Development Center (NDC)
[16] On a positive note, the World Bank has increased its allocation from $55 million to $90 million for the West Bank and Gaza over the next year, part of which will be used to create some 4,400 short-term employment opportunities. UNDP has also accelerated its emergency economic assistance programme aimed at creating over 2,500 immediate and short-term job opportunities in Gaza over a 12-month period, particularly for youth and women.
[17] For further details on this appeal see: OCHA, The Humanitarian Bulletin, August 2018.
[18] Avraham Gold, TRUMP’S 2019 BUDGET REQUEST INCLUDES $200 MILLON INCREASE TO ISRAEL, 13 Feb 2018, https://www.jpost.com/Israel-News/Trumps-2019-budget-request-includes-200-millon-increase-to-Israel-542467
[19] أنظر مكتب الاحصاء الاسرايلي https://religionnews.com/2018/08/20/why-jewish-giving-to-israel-is-losing-ground/
[20] NATHAN J. BROWN, Time to Rethink, But Not Abandon, International Aid to Palestinians,
TOTAL OFFICIAL DEVELOPMENT ASSISTANCE TO THE WEST BANK AND GAZA STRIP (1994–2016), Source: OECD, “Aid (ODA) Disbursements to Countries and Regions, December 2018, https://carnegieendowment.org/2018/12/17/time-to-rethink-but-not-abandon-international-aid-to-palestinians-pub-77985