صادرات الكويت الى الولايات المتحدة تنخفض بنحو 60 في المئة خلال العشر سنوات الأخيرة
ورادات الكويت من السوق الأمريكية ترتفع بنحو 10.9 في المئة
الولايات المتحدة تستغني عن نحو نصف وارداتها النفطية من الخليج منذ 2008، وخصوصا من السعودية والكويت
الولايات المتحدة تقلب ميزان التبادل التجاري مع دول الخليج لصالحها لأول مرة في تاريخ علاقتها التجارية مع المنطقة
عجز الميزان التجاري بين دول الخليج والولايات المتحدة ويبلغ ذروته في 2022
السعودية تخسر نصف صادراتها الى الولايات المتحدة منذ 2008
الامارات أكبر مستورد خليجي وعربي من الولايات الأمريكية
التخلي التدريجي عن استيراد النفط وعقود التسليح قلب ميزان التبادل التجاري بين أمريكا ودول الخليج
تسارع وتيرة العجز التجاري الخليجي مع الولايات المتحدة منذ عهد أوباما
CSRGULF – الكويت، 24 ابريل 2019- سجلت نسبة الصادرات الكويتية الى الولايات المتحدة أكبر تراجع لها خليجيا منذ عشر سنوات. فقد تراجعت صادرات الكويت الى السوق الأمريكية تدريجيا والتي أغلبها بترولية طيلة العشر سنوات الأخيرة بنسبة انخفاض قدرت بأكثر من 60 في المئة في مقابل زيادة الواردات من الولايات المتحدة بنحو 10.9 في المئة.
وحسب رصد قام به “مركز دراسات الخليج العربي” لاتجاهات التبادل التجاري بين الولايات المتحدة ودول الخليج خلال العشر سنوات الأخيرة بناء على دراسة بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي1، تراجعت فقط الصادرات الكويتية والسعودية الى السوق الأميركية خلال العشر سنوات الأخيرة، في حين حققت صادرات بقية دول الخليج الى السوق الامريكية ارتفاعا متباينا.
وسجلت الصادرات الكويتية الى الولايات المتحدة أكبر نسبة تراجع مقارنة بباقي دول مجلس التعاون الخليجي قدرت بنحو أكثر من 60 في المئة، لتنخفض من 7.093 مليارات دولار في 2008 الى نحو 2.807 مليار دولار في 2018، أي بانخفاض قدرت قيمته بنحو 4.286 مليارات دولار. في المقابل زادت واردات الكويت من السوق الأمريكية بنحو أكثر من 10.9 في المئة خلال العشر سنوات الأخيرة من 2.719 مليار دولار في 2008 الى 2.984 مليار دولار في 2018. أي بزيادة قدرت بنحو 265 مليون دولار لصالح الصادرات الأمريكية.
وحسب وزارة التجارة الامريكية2 تراجع ترتيب الكويت الى المرتبة 66 في قائمة موردي الولايات المتحدة. اذ انحصرت الحصة الأسد لصادرات الكويت الى السوق الأمريكية في النفط (1.9 مليار دولار) في المقابل بلغ إجمالي الواردات الأمريكية من المنتجات الزراعية من الكويت 250 ألف دولار فقط في عام 2018. ولم تنمو صادرات الكويت بسبب محدودية تنوع المنتجات التصديرية وتركز التجارة الخارجية على مبيعات النفط، ومن المرجح أن يستمر تراجع حصة صادرات الكويت في السوق الأمريكية، ومرجح ان تبلغ ذروته في 2022 مع دخول الولايات المتحدة كمنافس على تصدير النفط في الأسواق العالمية.
من جهة أخرى نمت واردات الكويت من الولايات المتحدة وتركزت خصوصا على مشتريات السيارات بنحو 867 مليون دولار، والآلات (422 مليون دولار)، والآلات الكهربائية (262 مليون دولار)، والأدوات الطبية (206 مليون دولار)، والحديد والصلب (136 مليون دولار)، والمنتجات الزراعية 230 مليون دولار في عام 2018.
وعلى صعيد آخر، وعلى غرار الكويت، سجلت الصادرات السعودية الى الولايات المتحدة أكبر انخفاض لها خليجيا منذ 10 سنوات على مستوى القيمة وليس النسبة، وقدرت قيمة التراجع بنحو 30.658 مليار دولار، ما يعادل نسبة 56 في المئة. اذ تراجعت قيمة ما تصدره السعودية الى الولايات المتحدة والمتكون خصوصا من المنتجات النفطية من 54.747 مليار دولار في 2008 الى نحو 24.089 مليار دولار في 2018. في المقابل نمت الواردات السعودية من الولايات المتحدة بنسبة 9.13 في المئة من 12.484 مليار دولار في 2008 الى 13.624 مليار دولار في 2018.
الامارات أكبر مستورد خليجي وعربي من الولايات الأمريكية
ما عدى الكويت والسعودية التي تراجعت صادراتها الى السوق الامريكية، حققت بقية دول الخليج ارتفاعا متباينا على مستوى تجارتها الخارجية مع الولايات المتحدة. وأتت الامارات على رأس قائمة الدول التي حققت صادراتها الى السوق الأمريكية أكبر نمو تزامن أيضا مع نمو قوي لوارداتها من الولايات المتحدة. وتعتبر أكبر مستورد خليجي وعربي من السوق الأمريكية.
ونمت الواردات الإماراتية من الولايات المتحدة بنسبة 35 في المئة من 14.417 مليار دولار في 2008 الى نحو 19.458 مليار دولار في 2018. الا أن الامارات تعتبر أكثر الدول الخليجية التي حققت نموا في صادراتها الى السوق الامريكية اذ تضاعفت بنحو أربع مرات تقريبا من 1.286 مليار دولار في 2008 الى 5.007 مليارات دولار في 2018. وتعتبر الامارات أكثر الدول العربية والخليجية تنوعا في صادراتها وهو ما جعلها في مرتبة متقدمة خليجيا في تنافسية صادراتها غير النفطية في الأسواق الدولية.
واستطاعت قطر أيضا أن تستفيد من الشراكة التجارية مع الولايات المتحدة لتضاعف بواقع 3 مرات صادراتها الى السوق الامريكية منذ 2008، من نحو 484 مليون دولار الى 1.571 مليار دولار في 2018. في المقابل نمت الواردات القطرية من الولايات المتحدة بنحو الضعفين تقريبا في العقد الماضي، من 2.715 مليار دولار في 2008 الى 4.423 مليارات دولار في 2018.
وتكمنت البحرين من مضاعفة صادراتها الى السوق الامريكية أيضا خلال العشر سنوات الأخيرة، اذ زادت صادراتها الى الولايات المتحدة بواقع الضعفين تقريبا من 538.9 مليون دولار في 2008 الى نحو990.7 مليون دولار في 2018. في المقابل ارتفعت واردات البحرين من السوق الأمريكية بنحو مرتين ونصف خلال العقد الأخير من نحو 829.5 مليون دولار في 2008 الى 2.036 مليار دولار في 2018.
ونجحت عمان تدريجيا أيضا في تعزيز صادراتها الى السوق الأمريكية من 851.9 مليون دولار في 2008 الى نحو 1.280 مليار دولار في 2018. في المقابل ارتفعت وارداتها بنحو الضعفين تقريبا من الولايات المتحدة من 1.382 مليار دولار في 2008 الى 2.421 مليار دولار في 2018.
وقد أثر التغير التدريجي في موازين الطاقة العالمية على الشراكة بين دول الخليج وأمريكا أكبر مستهلك للنفط عالميا، هذا التغيير بات ملحوظا بتعزز انتاج الولايات المتحدة للبترول وتقليص اعتمادها تدريجيا على النفط من الأسواق العالمية وخصوصا دول الخليج. وتقلص بذلك شراء الولايات المتحدة تدريجيا للنفط الخليجي تدريجيا منذ 2008، ليؤثر بشكل متصاعد سلبيا على ميزان التبادل التجاري بين أمريكا ودول مجلس التعاون، اذ تخلت الولايات المتحدة عن نحو نصف صادرات الخليج النفطية منذ 2008، وخصوصا من السعودية والكويت.
التخلي التدريجي عن استيراد النفط وعقود التسليح قلب ميزان التبادل التجاري بين أمريكا ودول الخليج
بصفتها أكبر موردي الولايات المتحدة، تأثرت دول مجلس التعاون الخليجي بشكل كبير بالتغيير في مسار الاستراتيجية التجارية الأمريكية والتي تقضي بزيادة الصادرات الامريكية وتقليص الواردات خصوصا من الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وتركزت صادرات دول مجلس التعاون على النفط، والتي شكلت في 2015-2016 نحو 57 ٪ من إجمالي واردات الولايات المتحدة3.
ومنذ اعلان الولايات المتحدة عن تعزيز قدراتها الإنتاجية من النفط والاعتماد على النفط الصخري والتوجه لتصدير النفط مع حلول 2022 تراجعت واردات أمريكا النفطية من دول الخليج بشكل كبير منذ 2008، في المقابل عززت صادراتها الى الأسواق الخليجية مستفيدة من اتفاقيات تفاضلية وتوسع السوق الاستهلاكية الخليجية فضلا عن ابرام صفات تسلح ضخمة بقيمة أكثر من 33 مليار دولار4 منذ 2015 مع دول مجلس التعاون فضلا عن صفقات أخرى لعل ابرزها الصفقة التاريخية التي تمت مع السعودية في 2017 والتي ناهزت اكثر من 400 مليار دولار، وذلك ما ساعد على قلب ميزان التبادل التجاري مع دول المنطقة لصالح واشنطن.
وفي حين استطاعت دول خليجية على رأسها الامارات تدارك تراجع استيراد الولايات المتحدة للنفط من خلال قيامها بتنويع صادراتها غير النفطية لتعزيز تنافسيتها في السوق الأمريكية، ماتزال دول مثل الكويت والسعودية تواجه تبعات سياسة أميركا التجارية الجديدة في المنطقة مسجلة أكبر تراجع في قيمة صادراتها النفطية لواشنطن في مقابل نمو محدود لصادراتها غير النفطية للسوق الامريكية.
ولطالما كانت الولايات المتحدة الشريك التجاري المفضل لدول الخليج خصوصا انها كانت لسنوات أكبر مستورد للنفط الخليجي، الا أن تسارع وتيرة مسار تقليص اعتمادها على واردات النفط يمثل تحد كبير للدول النفطية الخليجية المعتمدة على إيرادات صادرات البترول. وتواجه الدول الخليجية احتمالات أكيدة بزيادة تراجع حصتها التصديرية في السوق الأمريكية بحلول عام 2022 مع زيادة توقعات تراجع الاستيراد الأمريكي للنفط5 ، ما سيزيد من توسع خلل التبادل التجاري بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون. ومالم تسارع دول الخليج في مسار تنويع صادراتها فقد تتكبد بعضها خسارة أكبر في ميزان التبادل التجاري مع واشنطن.
تسارع وتيرة العجز التجاري الخليجي مع الولايات المتحدة منذ عهد أوباما
زادت وتيرة تسارع ميل التبادل التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج لصالح الصادرات الأمريكية منذ تولي الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما6 في 2008. اذ واجه أوباما تحديات كبيرة في مجال الطاقة في عام 2008. وتمت في عهده دراسة حلول طويلة الأجل لتأمين إمدادات النفط ودعم الاستثمار في إنتاج النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة7.
وحسب وثائق تعود لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الثمانينات، فان الولايات المتحدة كانت تسعى ولا تزال للاستفادة القصوى من منطقة الخليج8 وتعتبرها منطقة مربحة جدا لطالما بقيت معولة على الاستيراد، كما سعت تدريجيا لزيادة حصة الصادرات الأمريكية في السوق الخليجية. واستبقت وثائق (سي أي أي)9 منذ الثمانينات مسار التعامل التجاري مع دول الخليج والتي سعت لقلبه لصالحها خصوصا من خلال زيادة مبيعات الأسلحة الى دول المنطقة. وتركزت الواردات الخليجية منذ الثمانينات على الأسلحة الأمريكية10.
ومع قدوم الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب للبيت الأبيض، واعلانه سياسة اميركا التجارية الجديدة في العالم وفي المنطقة “أمريكا أولا” زاد منحى التبادل التجاري لصالج واشنطن من خلال استمرار دعم عقود التسليح التي تفيد الاقتصاد الأمريكي والتقليص في المقابل من استيراد النفط من دول الخليج11.
ويسلط تراجع حجم وقيمة الشراكة التجارية بين دول خليجية والولايات المتحدة الضوء على زيادة الحاجة الملحة إلى التنويع الاقتصادي وزيادة التواصل مع الشركاء العالميين عبر مختلف الأسواق. وتحقيقًا لهذه الغاية، بذلت دول المنطقة جهودًا لتوسيع دورها الدولي والوصول إلى الأسواق الدولية في السنوات الأخيرة، مع متابعة الصفقات التجارية والاستثمار في الصين والهند لتفادي تراجع الشراكة التجارية مع الولايات المتحدة التي تبقى الشريك الأمني والتجاري التي تفضله دول خليجية.
المصدر : فريق مركز دراسات الخليج العربي CSRGULF
1 أنظر احصائيات مكتب الإحصاء الأمريكي، https://www.census.gov/foreign-trade/balance/c5200.html
2 Department of Commerce, U.S. exports, U.S.-Kuwait Trade Facts, 2018, https://ustr.gov/countries-regions/europe-middle-east/middle-east/north-africa/kuwait
3 Stephen Mitchell, Editor – Nitrogen, Argus Media, New US ammonia and urea capacity puts pressure on GCC exporters, gulf petrochemicals and chemicals association, 2018, https://gpca.org.ae/2018/09/02/new-us-ammonia-and-urea-capacity-puts-pressure-on-gcc-exporters/
4 Aaron Metha, Awad Mustafa, State : 33 billion dollars in GCC Weapon sales in 11 months, Defense News, march 2016, https://www.defensenews.com/2016/03/25/state-33-billion-in-gcc-weapon-sales-in-11-months/
5 Binyamin Appelbaum, Jim Tankersley, US oil exports are rising, soi s the trade deficit, nytimes, december 2018, https://www.nytimes.com/2018/12/06/us/politics/us-oil-exports-trade-deficit.html
6 Herman Franssen, Obama and declining US : Dependence on Imported oil and Gas, november 2014, Middle East Institute, https://www.mei.edu/publications/obama-and-declining-us-dependence-imported-oil-and-gas
7 Herman Franssen,المرجع نفسه
8 CIA, The Gulf states : changing trade Patterns, secred document in 1988, declassified in 2012, https://www.cia.gov/library/readingroom/docs/CIA-RDP89S01450R000600630001-2.pdf
9المرجع نفسه
10 المرجع نفسه
11 Oxford business group, GCC member states strengthen global trade ties, Analysis, https://oxfordbusinessgroup.com/analysis/reaching-out-gcc-member-states-pursue-economic-diversification-expanding-and-strengthening-global